مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

كتاب المسامرة في شرح المسايرة في علم الكلام للكمال بن أبي شريف

 

– التعريف بالكمال بن أبي شريف[2]: 
هو الإمام العلامة كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان بن أبي شريف المقدسي المصري الشافعي، ولد ببيت المقدس سنة(822هـ)، ونشأ بها في كنف أبيه من أعيان بيوت المقدسيين، حيث حفظ القرآن الكريم وكثيرا من المتون على يد عدد كبير من الشيوخ والأعلام منهم:  الإمام المحدث زين الدين أبو زيد بن سراج الدين اللخمي المصري (ت.838هـ)، والإمام المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بهاء الدين الشهير بابن المصري (ت.841هـ)، والقاضي محب الدين أبو الفضل أحمد بن جلال الدين شيخ المذهب الحنبلي (ت.844هـ)، والإمام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن إبراهيم بن شرف المقدسي ويعرف بابن العماد (ت.852هـ). وممن تتلمذ عليه أخوه برهان الدين أبو إسحاق (ت.923هـ)، والإمام شهاب الدين أحمد بن علي ويعرف بابن القطان (كانت ولادته سنة (852هـ)، والإمام بدر الدين حسن بن علي من المختار الإربلي الشهير بابن السيوفي خاتمة علماء الشافعية بحلب (ت.925هـ)، وغيرهم كثير.
نشأ ابن الكمال في بيت ديانة وتقوى، ودرس وأفتى ونظم منذ صباه، وتردد إلى القاهرة مرات، وكان موصوفا بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة الوقادة والفكر القويم. وعيّن مدرسا بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس حيث باشر التدريس بأمر السلطان الفقه والتفسير وأصول الخلاف، فعمر تلك المدرسة هي وأوقافها التي أوقفت عليها، وشدد على الفقهاء وحثهم على الاشتغال. ثم انتقل إلى القاهرة واستوطنها ودرس بالمؤيدية والكاملية ثم المدرسة الأشرفية بعد تجديد بنائها، وظل مدرسا بها وبغيرها جامعا ما بين القاهرة وبيت المقدس عددا من السنين إلى أن توفي سنة (906هـ).
2 – مؤلفاته: اشتهر لابن الكمال عدد غير يسير من المؤلفات في شتى مجالات العلوم والفنون؛ منها تفاسير مختصرة في بعض الآيات والسور القرآنية، وبعض الحواشي الفقهية وعدد من الرسائل، واشتهر عنه: “الإسعاد بشرح الإرشاد” وهو شرح لكتاب الإرشاد في فروع الشافعية لشرف الدين الشافعي (ت.836هـ)، و”التاج والإكليل على أنوار التنزيل” وهو حاشية على تفسير البيضاوي (ت.685هـ)، و”حاشية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر” لابن حجر العسقلاني، و”الدرر اللوامع بتحرير شرح جمع الجوامع”، و”الدرر المشرقات في نظم الورقات” لإمام الحرمين الجويني (ت.478هـ) و”شرح على كتاب الشفا” للقاضي عياض (ت.544هـ) لم يكتمل. و”الفرائد في حل شرح العقائد” وهو شرح على العقائد النسفية للإمام النسفي (ت739هـ)، ثم كتابه الموسوم “المسامرة بشرح المسايرة” وهو شرح ممزوج لكتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة في علم الكلام لشيخه العلامة الكمال بن الهمام؛ ولذلك اشتهر بذي الكمالين. 
3- التعريف بكتاب المسامرة: المسامرة للكمال بن أبي شريف في شرح المسايرة للكمال بن الهمام في علم الكلام، هذا هو عنوان الكتاب، وهو كتاب ماتريدي ناظمه حنفي، والشارح له أشعري شافعي، وقد طبع بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) مع شرح العلامة قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت.879هـ)، ثم تكرر طبعه مرات. قال عنه في كشف الظنون: (مسايرة في العقائد المنجية في الآخرة للشيخ الإمام كمال الدين محمد بن همام الدين عبد الواحد الشهير بابن الهمام توفي سنة(861هـ). شرع أولا في اختصار الرسالة القدسية للإمام الغزالي، ثم عرض لخاطره الشريف استحسان زيادات على ما فيها فلم يزل يزيد حتى خرج التأليف عن المقصد الأول فصار تأليفا مستقلا، غير أنه سايره في تراجمه، وزاد عليها خاتمة بعدها، ومقدمة في صدر الركن الأول. وينحصر الكتاب بعد المقدمة في أربعة أركان: الأول في ذات الله سبحانه وتعالى، والثاني في صفاته، والثالث في أفعاله، والرابع في صدق الرسول- عليه الصلاة والسلام- وفي كل منها عشرة أصول. والمقدمة في تعريف الفن، والخاتمة في الإيمان والإسلام. وشرحه الشيخ كمال الدين محمد بن محمد المعروف بابن أبي شريف المقدسي الشافعي، وسماه المسامرة في شرح المسايرة..)[3].
وجاء في مقدمة الشارح ابن الكمال المقدسي قوله: (وبعد، فهذا توضيح لكتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، تأليف شيخنا الإمام العلامة أوحد علماء مصره، وواسطة عقد محققي عصره، كمال الدين محمد بن همام الدّين عبد الواحد بن عبد الحميد الشهير بابن الهمام، جاد ضريحه بالرضوان صوب الغمام، وبوأه مولاه مبوأ صدق في دار السلام، قصدت فيه تقريب معانيه، وتبيين مبانيه، وتقرير مقاصده، وتحرير معاقده، سائلا من الله سبحانه النفع به لي ولمن قرأه أو رقمه، ولمن فهمه بعد أن فهمه، إنه تعالى ولي كل نعمة، وبه العون والتوفيق والعصمة..)[4].
وذكر المؤلف أنه وضع هذا الشرح استجابة لطلب من بعض الإخوان، حيث جاء في مقدمته قوله: (وبعد فإن الفقير إلى رحمة ربه الغني قاسما الحنفي يقول أن بعض الإخوان قرأ علي كتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، تأليف شيخنا كمال الدين محمد بن همام الدين، وسألني أن أكتب له ما وقع في التقرير فأجبته إلى سؤاله مستعينا بالله إنه حسبي ونعم الوكيل)[5].
والكتاب في مجمله يساير كتاب الإمام الغزالي المسمى بـ “الرسالة القدسية” التي كتبها لأهل المقدس مفردة، ثم أودعها كتاب قواعد العقائد، وهو الكتاب الثاني من كتب إحياء علوم الدين، وضعه المؤلف ليكون سهلا على الأوساط والمبتدئين ليعم نفعه، وقد ساير فيه تقسيم الغزالي لكتاب العقائد.
وهكذا جاء الكتاب في أربعة أركان ومقدمة وخاتمة؛ فالمقدمة في التعريف بالفن؛ أي فن علم العقائد المعروف بعلم الكلام وبيان موضوعه.
والركن الأول معقود للكلام في ذات الله تعالى، وينحصر في عشرة أصول وهي: العلم بوجود الله تعالى وقدمه وبقائه، وأنه ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا مختص بجهة ولا مستقر على مكان، وأنه يرى وأنه واحد لا شريك له. 
 والركن الثاني معقود للكلام في صفاته تعالى؛ ومداره على عشرة أصول حاصل ستة منها العلم بأنه تعالى قادر عالم حي مريد، والثامن لبيان أن علمه تعالى قديم، والتاسع لبيان أن إرادته تعالى قديمة، والعاشر في بيان الأصل الخامس أنه تعالى سميع بصير بلا جارحة، وبيان الأصل السادس أنه تعالى متكلم بكلام.
والركن الثالث معقود للكلام في أفعاله تعالى؛ ومداره على عشرة أصول، ابتدأها بذكر الخلاف بين مشايخ الحنفية والأشاعرة في صفات الأفعال، ثم ذكر أصوله وهي: كونه تعالى لا خالق سواه، وأن فعل العبد وإن كان كسبا له فهو واقع بمشيئة الله تعالى وإرادته، وبيان أنه لا يجب على الله تعالى فعل شيء، وفي الحسن والقبح العقليين، وفي بعثة الأنبياء وعصمتهم والمعجزة. 
والركن الرابع معقود للكلام في صدق الرسول في باب السمعيات؛ أي ما يتوقف على السمع من الاعتقادات التي لا يستقل العقل بإثباتها كالحشر والنشر وعذاب القبر ونعيمه والجنة والنار ونحو ذلك، ثم الإمامة لدخولها في بابي الاعتقاد والفقه ومن ثم كان عرضها هنا تأسيا بالمصنفين الأوائل في أصول الدين، وبعد ذلك فضل الصحابة وشروط الإمامة. أما الخاتمة فخصصها للبحث في مفهوم الإيمان والإسلام ومقتضياتهما. 
الهوامش: 
[1] كتاب المسامرة في شرح المسايرة في علم الكلام للكمال بن أبي شريف مع حاشية زين الدين قاسم على المسايرة- دار البصائر للطباعة والنشر والتوزيع- القاهرة/2006
[2] مصادر ترجمته: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل لعبد الرحمن الحنبلي(ج/2- ص: 377-382)، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي(ج/9- ص: 64-67)، والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني(ج/2- ص: 243-244)، والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للغزي(ج/11- ص: 1-13)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي(ج/8- ص:29-30)، ومعجم المؤلفين لرضا كحالة(ج/11- ص: 200-201)، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس(ج/2- ص: 1568).
[3] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة- مكتبة المثنى/بغداد- طبعة/1941-ج/2-ص: 1666
[4] كتاب المسامرة- ص: 1
[5] نفسه – ص: 2
إعداد الباحث: منتصر الخطيب

1- التعريف بالكمال بن أبي شريف[2]: 

هو الإمام العلامة كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان بن أبي شريف المقدسي المصري الشافعي، ولد ببيت المقدس سنة(822هـ)، ونشأ بها في كنف أبيه من أعيان بيوت المقدسيين، حيث حفظ القرآن الكريم وكثيرا من المتون على يد عدد كبير من الشيوخ والأعلام منهم:  الإمام المحدث زين الدين أبو زيد بن سراج الدين اللخمي المصري (ت.838هـ)، والإمام المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بهاء الدين الشهير بابن المصري (ت.841هـ)، والقاضي محب الدين أبو الفضل أحمد بن جلال الدين شيخ المذهب الحنبلي (ت.844هـ)، والإمام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن إبراهيم بن شرف المقدسي ويعرف بابن العماد (ت.852هـ). وممن تتلمذ عليه أخوه برهان الدين أبو إسحاق (ت.923هـ)، والإمام شهاب الدين أحمد بن علي ويعرف بابن القطان (كانت ولادته سنة (852هـ)، والإمام بدر الدين حسن بن علي من المختار الإربلي الشهير بابن السيوفي خاتمة علماء الشافعية بحلب (ت.925هـ)، وغيرهم كثير.

نشأ ابن الكمال في بيت ديانة وتقوى، ودرس وأفتى ونظم منذ صباه، وتردد إلى القاهرة مرات، وكان موصوفا بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة الوقادة والفكر القويم. وعيّن مدرسا بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس حيث باشر التدريس بأمر السلطان الفقه والتفسير وأصول الخلاف، فعمر تلك المدرسة هي وأوقافها التي أوقفت عليها، وشدد على الفقهاء وحثهم على الاشتغال. ثم انتقل إلى القاهرة واستوطنها ودرس بالمؤيدية والكاملية ثم المدرسة الأشرفية بعد تجديد بنائها، وظل مدرسا بها وبغيرها جامعا ما بين القاهرة وبيت المقدس عددا من السنين إلى أن توفي سنة (906هـ).

2 – مؤلفاته: اشتهر لابن الكمال عدد غير يسير من المؤلفات في شتى مجالات العلوم والفنون؛ منها تفاسير مختصرة في بعض الآيات والسور القرآنية، وبعض الحواشي الفقهية وعدد من الرسائل، واشتهر عنه: “الإسعاد بشرح الإرشاد” وهو شرح لكتاب الإرشاد في فروع الشافعية لشرف الدين الشافعي (ت.836هـ)، و”التاج والإكليل على أنوار التنزيل” وهو حاشية على تفسير البيضاوي (ت.685هـ)، و”حاشية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر” لابن حجر العسقلاني، و”الدرر اللوامع بتحرير شرح جمع الجوامع”، و”الدرر المشرقات في نظم الورقات” لإمام الحرمين الجويني (ت.478هـ) و”شرح على كتاب الشفا” للقاضي عياض (ت.544هـ) لم يكتمل. و”الفرائد في حل شرح العقائد” وهو شرح على العقائد النسفية للإمام النسفي (ت739هـ)، ثم كتابه الموسوم “المسامرة بشرح المسايرة” وهو شرح ممزوج لكتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة في علم الكلام لشيخه العلامة الكمال بن الهمام؛ ولذلك اشتهر بذي الكمالين. 

3- التعريف بكتاب المسامرة: المسامرة للكمال بن أبي شريف في شرح المسايرة للكمال بن الهمام في علم الكلام، هذا هو عنوان الكتاب، وهو كتاب ماتريدي ناظمه حنفي، والشارح له أشعري شافعي، وقد طبع بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق سنة (1317هـ) مع شرح العلامة قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت.879هـ)، ثم تكرر طبعه مرات. قال عنه في كشف الظنون: (مسايرة في العقائد المنجية في الآخرة للشيخ الإمام كمال الدين محمد بن همام الدين عبد الواحد الشهير بابن الهمام توفي سنة(861هـ). شرع أولا في اختصار الرسالة القدسية للإمام الغزالي، ثم عرض لخاطره الشريف استحسان زيادات على ما فيها فلم يزل يزيد حتى خرج التأليف عن المقصد الأول فصار تأليفا مستقلا، غير أنه سايره في تراجمه، وزاد عليها خاتمة بعدها، ومقدمة في صدر الركن الأول. وينحصر الكتاب بعد المقدمة في أربعة أركان: الأول في ذات الله سبحانه وتعالى، والثاني في صفاته، والثالث في أفعاله، والرابع في صدق الرسول- عليه الصلاة والسلام- وفي كل منها عشرة أصول. والمقدمة في تعريف الفن، والخاتمة في الإيمان والإسلام. وشرحه الشيخ كمال الدين محمد بن محمد المعروف بابن أبي شريف المقدسي الشافعي، وسماه المسامرة في شرح المسايرة..)[3].

وجاء في مقدمة الشارح ابن الكمال المقدسي قوله: (وبعد، فهذا توضيح لكتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، تأليف شيخنا الإمام العلامة أوحد علماء مصره، وواسطة عقد محققي عصره، كمال الدين محمد بن همام الدّين عبد الواحد بن عبد الحميد الشهير بابن الهمام، جاد ضريحه بالرضوان صوب الغمام، وبوأه مولاه مبوأ صدق في دار السلام، قصدت فيه تقريب معانيه، وتبيين مبانيه، وتقرير مقاصده، وتحرير معاقده، سائلا من الله سبحانه النفع به لي ولمن قرأه أو رقمه، ولمن فهمه بعد أن فهمه، إنه تعالى ولي كل نعمة، وبه العون والتوفيق والعصمة..)[4].

وذكر المؤلف أنه وضع هذا الشرح استجابة لطلب من بعض الإخوان، حيث جاء في مقدمته قوله: (وبعد فإن الفقير إلى رحمة ربه الغني قاسما الحنفي يقول أن بعض الإخوان قرأ علي كتاب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، تأليف شيخنا كمال الدين محمد بن همام الدين، وسألني أن أكتب له ما وقع في التقرير فأجبته إلى سؤاله مستعينا بالله إنه حسبي ونعم الوكيل)[5].

والكتاب في مجمله يساير كتاب الإمام الغزالي المسمى بـ “الرسالة القدسية” التي كتبها لأهل المقدس مفردة، ثم أودعها كتاب قواعد العقائد، وهو الكتاب الثاني من كتب إحياء علوم الدين، وضعه المؤلف ليكون سهلا على الأوساط والمبتدئين ليعم نفعه، وقد ساير فيه تقسيم الغزالي لكتاب العقائد.

وهكذا جاء الكتاب في أربعة أركان ومقدمة وخاتمة؛ فالمقدمة في التعريف بالفن؛ أي فن علم العقائد المعروف بعلم الكلام وبيان موضوعه.

والركن الأول معقود للكلام في ذات الله تعالى، وينحصر في عشرة أصول وهي: العلم بوجود الله تعالى وقدمه وبقائه، وأنه ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا مختص بجهة ولا مستقر على مكان، وأنه يرى وأنه واحد لا شريك له. 

 والركن الثاني معقود للكلام في صفاته تعالى؛ ومداره على عشرة أصول حاصل ستة منها العلم بأنه تعالى قادر عالم حي مريد، والثامن لبيان أن علمه تعالى قديم، والتاسع لبيان أن إرادته تعالى قديمة، والعاشر في بيان الأصل الخامس أنه تعالى سميع بصير بلا جارحة، وبيان الأصل السادس أنه تعالى متكلم بكلام.

والركن الثالث معقود للكلام في أفعاله تعالى؛ ومداره على عشرة أصول، ابتدأها بذكر الخلاف بين مشايخ الحنفية والأشاعرة في صفات الأفعال، ثم ذكر أصوله وهي: كونه تعالى لا خالق سواه، وأن فعل العبد وإن كان كسبا له فهو واقع بمشيئة الله تعالى وإرادته، وبيان أنه لا يجب على الله تعالى فعل شيء، وفي الحسن والقبح العقليين، وفي بعثة الأنبياء وعصمتهم والمعجزة. 

والركن الرابع معقود للكلام في صدق الرسول في باب السمعيات؛ أي ما يتوقف على السمع من الاعتقادات التي لا يستقل العقل بإثباتها كالحشر والنشر وعذاب القبر ونعيمه والجنة والنار ونحو ذلك، ثم الإمامة لدخولها في بابي الاعتقاد والفقه ومن ثم كان عرضها هنا تأسيا بالمصنفين الأوائل في أصول الدين، وبعد ذلك فضل الصحابة وشروط الإمامة. أما الخاتمة فخصصها للبحث في مفهوم الإيمان والإسلام ومقتضياتهما. 

 

الهوامش: 

 

[1] كتاب المسامرة في شرح المسايرة في علم الكلام للكمال بن أبي شريف مع حاشية زين الدين قاسم على المسايرة- دار البصائر للطباعة والنشر والتوزيع- القاهرة/2006

[2] مصادر ترجمته: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل لعبد الرحمن الحنبلي(ج/2- ص: 377-382)، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي(ج/9- ص: 64-67)، والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني(ج/2- ص: 243-244)، والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للغزي(ج/11- ص: 1-13)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي(ج/8- ص:29-30)، ومعجم المؤلفين لرضا كحالة(ج/11- ص: 200-201)، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس(ج/2- ص: 1568).

[3] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة- مكتبة المثنى/بغداد- طبعة/1941-ج/2-ص: 1666

[4] كتاب المسامرة- ص: 1

[5] نفسه – ص: 2

 

                                                إعداد الباحث: منتصر الخطيب

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق