مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

كتاب:المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام عبد الواحد بن عاشر 990هـ/1040هـ

     كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري نسبا، الأندلسي أصلا، نشأ بفاس التي ولد بها سنة 990هـ، وبها تلقى تعليمه. وقد تصدَّر للتدريس والمشيخة والخطابة، وشارك في جل العلوم وخصوصا في علم القراءات والرسم والضبط والنحو والإعراب وعلم الكلام والأصول والفقه. وتوفي رحمه الله بفاس سنة 1040هـ بعد مرض مفاجئ أصابه[1].

مؤلفاته:

وقد برع في التأليف في مختلف العلوم، نذكر من مؤلفاته: كتاب مورد الظمآن في علم رسم القرآن، وكتاب شرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن، وشرحٌ على مختصر الشيخ خليل، ورسالة في عمل الربع المجيب، وشفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح، وتبقى منظومته العقدية أبرزها والتي عنونها بـ”المرشد المعين على الضروري من علوم الدين”، وهي منظومة ذاع صيتها وتلقتها الأمة بالقبول حتى اعتبرت درَّة من دُرر الفقه المالكي.

كتاب:” المرشد المعين على الضروري من علوم الدين”:

 تضم هذه المنظومة 317 بيتا من بحر الرجز في العقيدة والفقه والسلوك وفق الترتيب التالي:
– مقدمة عقدية: بيَّن فيها الناظم أسس العقيدة الإسلامية على مذهب الأشاعرة، فبعد البسملة والحمدلة والصلاة على النبي الكريم، بدأ المنظومة بـ”مقدمة لكتاب الاعتقاد //معينة لقارئها على المراد”، ثم ذكر أقسام الحكم العقلي والعادي والشرعي، و تعرَّض لأقسام الحكم الشرعي: الواجب والمستحيل والجائز، وصدَّره بوجوب معرفة الله والرسل بالصفات الواردة في ذلك، وذكر شروط التكليف وعلامات البلوغ.
ثم انتقل إلى كتاب” أم القواعد” حيث ذكر فيه الصفات الواجبة لله تعالى من الوجود والقدم والبقاء والغنى ومخالفته للخلق ووحدة الذات والأفعال والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والكلام والبصر، ثم ذكر الصفات المستحيلة في حقه تعالى من العدم والحدوث والفناء والافتقار إلى الغير ومماثلة الخلق ونفي الوحدة والعجز والكراهة والجهل والممات والصمم والبكم والعمى، ثم تحدث عمَّا يجوز في حقه تعالى من فعل الممكنات أو تركها في العدم، ثم انتقل إلى ذكر الأدلة العقلية الدالة على وجود الله تعالى، وبعد ذلك أتبع الحديث بذكر ما يجب في حق الرسل عليهم السلام من الصدق والأمانة والتبليغ، وما يستحيل في حقهم من الكذب والخيانة وعدم التبليغ، وما يجوز في حقهم من الأعراض البشرية، وختم هذا الفصل بذكر الكلمة الجامعة لهذه العقائد وهي قول:” لا إلاه إلا الله محمد رسول الله” معتبرا إياها علامة الإيمان وأفضل وجوه الذكر.
ثم عقد فصلا لمعنى الإسلام وقواعده الخمس ومعنى الإيمان وأقسامه، ومعنى الإحسان كما هو مبيَّن في حديث جبر يل عليه السلام.   
– وقبل الانتقال إلى الفصل الخاص بفقه العبادات على مذهب المالكية ابتدأ الناظم بذكر مقدمة حول أصول الفقه بيَّن فيها الحكم الشرعي وأقسامه وشروطه، ثم ذكر” كتاب الطهارة” بيَّن فيه فرائض الوضوء وسننه و نواقضه، وفرائض الغسل ومندوباته وموجباته، والتيمم وأحكامه.
  ثم أتبعه بـ”كتاب الصلاة”ذكر فيها فرائضها وشروطها وسننها ومندوباتها ومكروهاتها، وأحكام الآذان و القصر في السفر، ثم ذكر الصلوات الخمس المفروضة والصلوات المسنونة والمستحبة، وأحكام سجود السهو وصلاة الجمعة وشروط الإمام.
 ثم انتقل إلى ذكر” كتاب الزكاة” وأحكامها وأنواعها ومصارفها، وذكر زكاة الفطر وأحكامها.
و بعده “كتاب الصيام”، الفرض منه والمستحب.
 وكتاب”الحج والعمرة” وأحكامهما.
– ثم أخيرا عقد فصلا حول بعض الإشارات السلوكية على طريقة الجنيد السالك فيما يخص التوبة والاستغفار والكف عن المحارم وتطهير القلب من الأدران ومحاسبة النفس.

شروحه ومختصراته:

وقد تلقت الأمة هذه المنظومة بالقبول والاستحسان، حيث أفردها علماء الغرب الإسلامي على الخصوص بالشروح والطرر حتى أصبحت مستندا لكل طالب علم، وتصدَّر تدريسها الحلقات العلمية بالمساجد والمعاهد، ووجَّه العلماء طلبتهم لحفظها ومدارستها. فكثرت شروحها ومختصراتها، والتي نذكر منها:
–  الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين لتلميذه الأبر الشيخ محمد ميارة الفاسي.
–  مورد الشارعين في قراءة المرشد المعين للأستاذ عبد الصمد كنون.
–  النور المبين على المرشد المعين للعلامة المحقق الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي.
–  الحبل المتين على نظم المرشد المعين للفقيه محمد بن المبارك المراكشي.
–  مفيد العباد سواء العاكف فيه والبادي للشيخ أحمد بن البشير الغلاوي الشنقيطي.
–  العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر للمختار بن العربي الجزائري الشنقيطي.
–  التمكين لأدلة المرشد المعين لأحمد الورايني.
–  المبين عن أدلة المرشد المعين للأستاذ امحمد العمراوي.
–  الكلام المفهوم على متن ابن عاشر المنظوم لعلال نوريم.
بالإضافة إلى بعض الحواشي والمختصرات، كمختصر الدر الثمين للشيخ ميارة، وشرح الشيخ الطيب بن كيران، وحاشية الفقيه الطالب بن الحاج على شرح ميارة، وشرح الشيخ علي بن عبد الصادق العبادي.

 أقوال العلماء في هذا النظم:

وتكفي الإشارة هنا إلى ما ذكره تلميذه الشيخ ميارة بقوله:«هذه المنظومة العديمة المثال في الاختصار وكثرة الفوائد والتحقيق، وموافقة المشهور ومحاذاة مختصر الشيخ خليل، والجمع بين أصول الدين وفروعه، بحيث إن من قرأها وفهم مسائلها خرج قطعا عن ربقة التقليد المختلف في صحة إيمان صاحبه وأدى ما أوجب الله عليه وتعلمه من العلم الواجب على الأعيان»[4].

 طبعاته:

 طبع هذا الكتاب عدة طبعات من مختلف دور النشر العربية، سواء بمفرده أو مع شروحه وخاصة شرح ميارة الفاسي، ومنها طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية بمناسبة مطلع القرن الخامس عشر الهجري-مطبعة فضالة-المغرب.

 

 

الهوامش:

 

[1] للوقوف على ترجمته وترجمة شيوخه وتلاميذه انظر: سلوة الأنفاس للكتاني، وطبقات الحضيكي، والإكليل والتاج للقادري، وتوشيح الديباج للقرافي، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف، ومعلمة المغرب لحجي، وموسوعة أعلام المغرب، والأعلام للزركلي وغيرها.
 [2] الدر الثمين والمورد المعين-الشيخ محمد بن أحمد ميارة الفاسي-طبعة البابي الحلبي-مصر/1954-ص:4-5

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق