الرابطة المحمدية للعلماء

قصة الإنسان مع البيئة

تشكلت علاقة الإنسان بالبيئة مند فجر التاريخ بطريقة تلقائية

تشكلت علاقة الإنسان بالبيئة مند فجر التاريخ بطريقة تلقائية، حيث اعتمد عليها في سد مختلف حاجياته من الغذاء الذي مدّه بالطاقة. واعتمد في تدبير معاشه على مواد قابلة للتدوير. وطوّر “تكنولوجيا خضراء” قائمة على الأخشاب والحجارة. لكن سرعان ما بدأت علاقة الإنسان بالبيئة تسوء حينما استأنس النار وبدأ يعتمد عليها كمصدر أساسي للطاقة مما عمل على تلويث الهواء.

وعقب اكتشافه الوقود الأحفوري (النفط والفحم الحجري والغاز)، تعاظم التلوث وتعدّدت أشكاله. وقد ثبت علمياً أن اعتماد طاقة الوقود الأحفوري سبّب ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض، المتصلة بزيادة التصحّر والجفاف، وذوبان كتل الجليد الكبرى عند القطبين المتجمدين، وتآكل طبقة الأوزون وغيرها.

ويضاف إلى هذا الوضع السيئ للبيئة، تراكم النفايات والتلوّث الإشعاعي الناتج عن استعمال المواد النووية في الحصول على الطاقة وغيرها. ومع تسارع وتيرة التقدم الحضاري، تزايدت سرعة نفاد الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها الوقود الأحفوري واليورانيوم. وهو ما أدى إلى نقص حاد في ما بات يسمى بـ”رأس المال الطبيعي”. ولم يبق من خيار أمام أجيال المستقبل سوى الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة المستخلصة من الشمس والرياح والأمواج.

وهكذا، ساهمت الابتكارات التقنية في ارتفاع وتيرة اعتداءات النوع البشري على الأرض، وتدمير نظمها البيئية، مما أدى إلى تهديد الجنس البشري نفسه.
لدرجة أنه لم يعد من سبيل لاعتماد مقاربة بيئية مستدامة إلا بإعداد مهندسين ومنتجين ومستهلكين “خُضر” في تفكيرهم وتدبيرهم واختياراتهم؛ وذلك بان يكونوا أصدقاء للبيئة حريصين على استمرار الحياة فيها لمصلحة الأجيال المقبلة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق