مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةمفاهيم

قال الجنيد رحمه الله تعالى:

•  “الطرق كلها مسدودة على الخلق، إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبع سنته، ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه”. [1]

•  “علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، ومن لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به”. [2]

•  “مبنى التصوف على أخلاق ثمانية من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: السخاء وهو لإبراهيم، والرضا وهو لإسحاق، والصبر وهو لأيوب، والإشارة وهي لزكريا، والغربة وهي ليحيى، ولبس الصوف وهو لموسى، والسياحة وهي لعيسى، والفقر وهو لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين”.[3]

•  “التصوف هو تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على الأبدية، والنصح لجميع الأمة، والوفاء لله على الحقيقة، وإتباع الرسول في الشريعة”.[4]

•   ولما سئل عن التصوف ما هو؟ قال: “التصوف اجتناب كل خلق دني، واستعمال كل خلق سني، وأن تعمل لله، ثم لا ترى أنك عملت”.[5]

•  “التصوف اسمٌ جامعٌ لعشرة معاني، التقلُّل من كل شيء من الدنيا عن التكاثر فيها، والثاني: اعتماد القلب على الله عز وجل من السكون إلى الأسباب، والثالث: الرغبة في الطاعات من التطوع في وجود العوافي، والرابع: الصبر عن فقد الدنيا عن الخروج إلى المسألة والشكوى، والخامس: التمييز في الأخذ عند وجود الشيء، والسادس: الشغل بالله عز وجل عن سائر الأشغال، والسابع: الذكر الخفي عن جميع الأذكار، والثامن: تحقيق الإخلاص في دخول الوسوسة، والتاسع: اليقين في دخول الشك، والعاشر: السكون إلى الله عز وجل من الاضطراب والوحشة، فإذا استجمع هذه الخصال استحق بها الاسم وإلا فهو كاذب”.[6]

•  “كان صلى الله عليه وسلم خلقه عظيما، لأنه لم يكن له همة سوى الله تعالى”. [7]

•  “اجتمع فيه –الخلق العظيم- أربعة أشياء: السخاء، والألفة، والنصيحة، والشفقة”. [8]

•  “إن لله عبادا صحبوا الدنيا بأبدانهم، وفارقوها بعقود أيمانهم، أشرف بهم علم اليقين على ما هم إليه صائرون، وفيه مقيمون وإليه راجعون، فهربوا من مطالبة نفوسهم الأمارة بالسوء، والداعية إلى المهالك، والمعينة للأعداء، والمتبعة للهوى، والمغموسة في البلاء، والمتمكنة بأكناف الأسواء، إلى قبول داعي التنزيل، المحكم الذي لا يحتمل التأويل، إذ سمعوه يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾. [الأنفال. 24]. فقرع أسماع فهومهم حلاوة الدعوة لتصفح التمييز، وتنسموا بروح ما أدته إليهم الفهوم الطاهرة من أدناس خفايا محبة البقاء في دار الغرور، فأسرعوا إلى حذف العلائق المشغلة قلوب المراقبين معها، وهجموا بالنفوس على معانقة الأعمال، وتجرعوا مرارة المكابدة، وصدقوا الله في معاملته، وأحسنوا الأدب فيما توجهوا إليه، وهانت عليهم المصائب، وعرفوا قدر ما يطلبون، واغتنموا سلامة الأوقات وسلامة الجوارح، وأماتوا شهوات النفوس، وسجنوا همومهم عن التلفت إلى مذكور سوى وليهم، وحرسوا قلوبهم عن التطلع في مراقي الغفلة، وأقاموا عليها رقيبا من علم من لا يخفى عليه مثقال ذرة في بر ولا بحر…،

فتوهم يا أخي إن كنت ذا بصيرة ماذا يرد عليهم في وقت مناجاتهم، وماذا يلقونه من نوازل حاجاتهم، تر أرواحا تتردد في أجساد قد أذبلتها الخشية، وذللتها الخدمة، وتسربلها الحياء، وجمعها القرب، وأسكنها الوقار، وأنطقها الحذار.”[9]

•  “الإنسان لا يعاب بما في طبعه، إنما يعاب إذا فعل بما في طبعه”. [10]

الهوامش

[1]  حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني الشافعي (ت430ھ)، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط3، 1427ھ/2007م، 10/276.    

[2] الرسالة القشيرية في علم التصوف، عبد الكريم بن هوازن القشيري (465ھ)، تحقيق: معروف مصطفى زريق، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، د.ط، 1426ھ/2005م، ص: 431 .

[3]  الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار، عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المصري المعروف بالشعراني (ت973ھ)، ضبطه وصححه: عبد الغني محمد علي الفاسي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط2، 1427ھ/2006م، ص: 123.

[4] التعرف لمذهب أهل التصوف، أبو بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي (ت380ھ)، تحقيق وتعليق: عبد الحليم محمود، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 1424ھ/2004م، ص: 25.

[5] اللمع، أبو نصر السراج الطوسي (ت378هـ)، تحقيق: عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، مكتبة الثقافة الدينية، مصر، د.ط، 1423هـ/2002م، ص: 296.

[6]  حلية الأولياء، 1/54.

[7] عوارف المعارف، شهاب الدين السهروردي (ت632ھ)، تحقيق وضبط: أحمد عبد الرحيم السايح، وتوفيق علي وهبة، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 1427ھ/2006م، 1/251.

[8] المصدر السابق، 1/253.

[9] حلية الأولياء، 10/280-281.

[10] المصدر السابق 10/287.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق