فهرسة المخطوطات العربية موضوع دورة تدريبية بالرابطة المحمدية للعلماء
ينظمها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث من 17 إلى 24 يونيو 2010م
انطلقت في رحاب المقر الرئيس للرابطة المحمدية للعلماء، بقاعة الشيخ عبد الله كنون يومه الخميس 17 يونيو 2010م أشغال اليوم الأول من الدورة العلمية التدريبية التي ينظمها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: «فهرسة المخطوطات العربية»، والتي يقوم بتأطيرها خبير علم الاكتناه الأستاذ الدكتور قاسم السامرائي، وذلك بحضور ما يقارب 40 أستاذا وباحثا من المشتغلين بالفهرسة ببعض الخزانات الوطنية أو الباحثين المتخصصين في مجال التراث العربي الإسلامي.
وقد خُصّصَ اليوم الأول من هذه الدورة لمناقشة موضوعين، الأول يتناول :«الخط العربي وأنماطه وتطوره خلال العصور التاريخية»، ومهد خلاله الدكتور قاسم السامرائي بالتأكيد على أهمية علم المخطوطات وضرورة الاشتغال به، فهذ العلم في نظره مقرون بصفتين أساسيتن يجب توفرهما في الباحث المشتغل بهذا المجال، ألا وهما الحب والصبر، ونفى القول بحيازة المستشرقين السبق في تحقيق المخطوطات، فعلماء المسلمين كان لهم السبق ف
ي ذلك، وإنما جاء اهتمام المستشرقين والدارسين الغربيين بتراثنا سعياً إلى استكشاف أسراره وأسرار الدين الذي جاء بهذا التراث.
وقد فصل الأستاذ المحاضر القول في الخط العربي ومراحله، وذكر اتفاق العلماء على أن جل الخطوط أصلها من الخط الآرامي؛ إذ هو الخط العربي الأول الذي حملته الهجرات العربية إلى الهلال الخصيب، ومنه تفرعت باقي الخطوط الثلاثة الرئيسة: الخط السرياني، والخط العبري، والخط النبطي.
وقد نبَّه الدكت
ور السامرائي على قضايا عديدة محورية في تاريخ الخط العربي، منها أن التنقيط كان معروفا قبل أبي الأسود الدؤلي، أي منذ زمن النبوة، وأن استمرارية الخط كانت رهينة بالنساخ العادين، وكذا بالنساخ المهرة الكتبة، وقد عرف الخط العربي تطورا في أصوله مع ابن مقلة وابن البواب، وأكد الأستاذ المحاضر على أن الخط العربي يختلف من ناسخ لآخر باختلاف خصائص البشر بعضهم عن بعض، إلى غير ذلك من القضايا التي فصل فيها القول في كتابه «علم الاكتناه العربي الإسلامي»، وقد حرص الأستاذ المحاضر على تقديم نماذج تطبيقية ومصورات من الخطوط العربية، بين خلالها أنماط الخط وبعض أساليب التزوير في الخطوط .
أما الموضوع الثاني بعنوان:«ما علم الاكتناه؟ وما شرطه؟»، فقد بين فيه الدكتور قاسم السامرائي حقيقة هذا المفهوم، ولخصه في قوله: علم شامل، يشمل عمل كل من يشتغل بالمخطوطات، سواء كان مفهرسا أو محققا، أو بائعا للمخطوطات أو مشتريا لها، ويشمل كذلك هذا العلم كل ما قاله السابقون في علم المخطوطات، ونبه الدكتور السامرائي على قضايا عامة تمس جوهر هذا المفهوم، وقد أحال للتوسع على كتابه علم الاكتناه العربي الإسلامي.
ويشار إلى أن أشغال الدورة تستمر لأسبوع بكامله، من الخميس 17 يونيو م2010 إلى غاية يوم الخميس 24 يونيو 2010م، حيث من المقرر أن تناقش المواضيع التالية:
صناعة الرَّق وورق البردي والكاغد والحبر والمداد
فهرسة المخطوطات ومشكلاتها وتباينها عن فهرسة المطبوعات ومصادرها المساعدة
أساليب تحقيق المخطوطات والمصادر المساعدة
التقييدات في المخطوطات وفوائدها للمفهرس والمحقق
الكراسات والترقيم والمقابلة وغيرها في المخطوطات
الإجازة والقراءة والسماع والطباق وغيرها
التزوير وأساليبه في المخطوطات والوثائق
تدريبات عملية على فن الفهرسة