مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

فرقة القرامطة

في مقدمة كتابه عن فرقة القرامطة يقول المؤرخ محمود شاكر[1]:
«إن القرامطة[2] قد قاموا بحركاتهم في عدة مناطق تشابهت في بعض جوانبها وتباينت في أخرى، واجتمعت على شيء واحد في محاربة الإسلام وارتكاب الكبائر وهتك الأعراض وسفك الدماء والسطو على الأملاك، إرواء لأحقادهم الدفينة ضد الإسلام، وإشباعا لغرائزهم الحيوانية، ورغبة من زعمائهم في السيطرة والتسلط والتشفي، وإشباع كمائن النفوس.. وقد كتب عنهم معاصروهم وبينوا خطتهم هذه، كما ذكر المؤرخون أعمالهم كلها.. كتب الطبري والغزالي وابن الجوزي وابن كثير والشهرستاني وابن الأثير وجميع المؤرخين، فأعطوهم حقهم تماما، ووضحوا حقيقتهم وأهدافهم ومقاصدهم ووسائلهم التي اتبعوها حتى غدت صورتهم كاملة في النفوس، وتمثل أبشع صورة لجماعة ثائرة على وضع، حاقدة على مجتمع، تسير وراء أهوائها وتتبع غرائزها.  
نسب القرامطة: ينتسب القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الأهوازي الملقب (قرمط)، ويعود في أصله إلى خوزستان، وقد عرف في سواد الكوفة حوالي عام 258هـ، وكان يظهر الزهد والتقشف في أول عهده، فاستمال إليه بعض الناس، وقد لقب بـ(قرمط) لقصر كان فيه، إذ كان قصير القامة ورجلاه قصيرتان بشكل يلفت الانتباه، فكان خطوه قصيرا، الأمر الذي جعله ناقما على المجتمع يبدي التأفف والتضجر ويحقد على الناس جميعا ويظهر التذمر من كل المجتمعات التي تحيط به أو التي ينتقل إليها ويضمر البغض على كل وضع.. وقد التقى مرة بأحد دعاة التشيع وهو (حسين الأهوازي) الذي كان يتجول في سبيل دعوته، فاجتمع به وهو في طريقه من السلمية في بلاد الشام إلى سواد الكوفة، وذلك حوالي عام 265هـ، ولم يلبث أن أصبح (قرمط) من أتباع (حسين)، إذ كان حسين بدعوته ينتقد العباسيين ويتذمر من وضعهم، فلقي هذا مكانا في قلب (حمدان)، وعندما مات (حسين) أصبح  (حمدان) القائم بالأمر مكانه، بناء على عهد منه، حيث ترقى (قرمط) في درجات الدعوة الإسماعيلية بسرعة فائقة نتيجة جده ونشاطه..[3] والقرامطة جماعة من الإسماعيلية[4] افترقوا عنهم من أجل الزعامة أولا، ثم كانت بعض الخلافات الفكرية إذ تعتقد الإسماعيلية بإمامة أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق من بعده وتتابعهم، على حين يعتقد القرامطة أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، وله داعية يمثله ويعمل برأيه وحسب تعليماته..وبينما يعد الشيعة أئمتهم معصومين فإن الإسماعيلية تسوي بين الأنبياء والأئمة، كما خلعت على أئمتها صفات إلهية، أما القرامطة فتعتقد أن روح الله تحل بإمامهم..
هدف القرامطة:  تقوم حركة القرامطة على غاية أساسية، وهي القضاء على الإسلام بعد تسلم الحكم والانتهاء من دولته، وهي بهذا لا تختلف عن بقية الثورات التي قامت في ذلك العصر مثل حركة الزنج والخرمية وما إلى ذلك من حركات، وكانت تمد هذه الحركات جميعها المجوسية المقنعة بالأفراد الذين يظهرون اعتناق الإسلام..[5]وسيلة القرامطة: اتخذ القرامطة كل وسيلة يمكن أن تجمع الناس حولهم، وسواء أكانت الوسيلة شريفة أم غير  ذلك فالأمر واحد، بل ربما كانت الوسائل الخبيثة هي التي أفادوا منها أكثر من غيرها، إذ أن الوسط الذي نمت فيه حركتهم تلائمه تلك الوسائل، فالغاية عندهم تبرر الواسطة كما أن النفوس قد جبلت على حب المصالح والرغبة في المحظورات.. وأهم تلك الوسائل [ذكر المؤلف مجموعة من هذه الوسائل ومنها]:
-الزهد: أظهر القرامطة في بداية أمرهم الزهد حتى يقبل الناس عليهم، فالدين أكثر ما يحرك النفوس، والمجتمع الذي وجدوا فيه لا يخضع إلا لمن عرف بتقواه، ولكن إذا ما دان لهم أتباعهم ووثقوا بهم، أخضعوهم لمرحلة بعد مرحلة حتى إذا وصلوا إلى المرحلة الأخيرة رفعوا عنهم التكاليف الشرعية، وأعلنوا لهم أن هذه التكاليف إنما وضعت وفرضت على المغفلين.
-دقة التنظيم: إن التنظيم الذي قامت عليه الدعوة الإسماعيلية في النصف الثاني من القرن الثالث هو الذي جعلها تحرز بعض النجاح في بعض المناطق هذا بالإضافة إلى الخوف الذي أصاب الناس من كثرة جرائمها ووحشية أتباعها، وما القرامطة إلا فرع من الإسماعيلية..
العوامل التي ساعدت على نجاح القرامطة: لقد نجح القرامطة في حركتهم التي قاموا فيها ضد الدولة العباسية بعض الزمن، واستطاعوا السيطرة على مناطق واسعة امتدت إلى كل بادية الشام والعراق، كما شملت الجزيرة العربية كلها عدا منطقة عسير، كما خضعت مناطق أخرى لبعض فئاتهم وإن حملوا أسماء ثانية، ولقد كان لهذا النجاح عوامل عدة [ذكر المؤلف منها: ضعف الدولة العباسية- الحقد على العباسيين- الجهل- الجرائم- غياب أئمة الشيعة- الفساد..].
المظهر السياسي للقرامطة: لا بد لكل حركة من أن تأخذ شكلا سياسيا معينا تنادي به وتدعو إليه، وقد اتخذت حركة القرامطة مبدأ التشيع راية لها، كما اتخذت ذلك كل الثورات التي سبقتها والتي تلتها، لأنها رأت في ذلك دعما كبيرا لها وجمهورا واسعا يسندها.. [6]عقيدة القرامطة: حاول بعض المؤرخين إيجاد عقيدة للقرامطة تجمع بين فرقهم المختلفة وتجمعاتهم في مناطقهم المتباينة لذا وقعوا في تعقيدات واستنتجوا نتائج لم تكن واردة لدى القرامطة أو أوجدوا لهم عقيدة لم يفكروا فيها أبدا، والواقع أنه لم يكن للقرامطة عقيدة يدينون بها أو مبدأ يؤمنون به، وإنما كانت عقيدتهم تحقيق رغباتهم وتأمين شهواتهم، وكان مبدؤهم في تنفيذ مخططاتهم التي يعملون من أجلها، ومع هذا فقد كانوا ينادون ببعض الأفكار أو يظهرون أنهم يعملون من أجلها وأنهم مرتبطون بفكرة معينة وذلك من أجل كسب المؤيدين لهم وإيجاد أتباع يصلون من ورائهم وعلى ظهورهم إلى أهدافهم التي يعملون لها..[7] [ثم ذكر المؤلف]: أنهم يقولون بتأويل النصوص أو يدعون أن هناك ظاهرا لهذه النصوص يعرفها العوام والناس جميعا وباطنا لا يعرفه إلا الإمام ذاته الذي هو مصدر العلم.. ولهذا فالقرامطة وكل الفرق الباطنية ينادون بإبطال الرأي حتى لا يكون هناك مجال لكثرة الاختلافات والتعارض في الأقوال، ويزعمون أنهم يصدرون في كل ما يقولون عن العلم المستمد من الإمام..[8]
ولما كانت روح الله تعالى تحل بالإمام فإنه يسقط عن جماعته الفرائض ويحل لهم بعض الذي حرم عليهم من أجل كسبهم إليه وإبقائهم بجانبه فيبيح لهم النساء والأموال أو يدعو إلى شيوعيتها بينهم في سبيل زيادة الألفة ودوام المودة على حد زعمهم..
[ويضيف المؤلف في موضع آخر]: عزي إلى القرامطة بعض العقائد التي تقول بالحلول وتأليه الأمة وحتى الدعاة في بعض الأحيان وبهجر كل الأوامر والنواهي المفروضة على المسلمين أو بتعبير آخر رفع التكاليف عن القرامطة من قبل الداعي أو الإمام[9]. ولم يكن للدعاة أية برامج اجتماعية أو اقتصادية كما يحلو للبعض أن يصورهم ويضع لهم ما لم يفكروا فيه ليرفع من شأنهم، وإنما كانت لهم برامج سياسية مع المبالغة أو إذا صح هذا التعبير إذ ترمي البرامج السياسية إلى معان أكثر مما عملوا لذلك بكثير، فقد كانوا يظهرون عدم الرضا عن الوضع القائم، وكل ما اتخذوه من برامج إنما كانت وسائل آنية في سبيل كسب الأنصار إليهم..[10]مناطق الانتشار: ولما كانت حركة القرامطة قد قامت في مناطق واسعة وفي عدة بقاع، فقد نسب كل قسم إلى المنطقة التي قوي نفوذه فيها، فيقال قرامطة اليمن وقرامطة البحرين وقرامطة العراق على الرغم من أن قيامهم كان في وقت واحد تقريبا، وبعضهم على صلة ببعض، ومع هذا فلم يؤلفوا حكومة واحدة تشمل البقاع التي سيطروا عليها كلها، إذ لم تكن لهم مركزية في الحكم، وما ذلك الاختلاف إلا بسبب الأطماع التي كانت في ذهن كل مجموعة منهم أو كل أسرة، إذ لم يكن لهم هدف واحد معين يدعون له، وكل ما جمعهم إنما هو الرغبة في اتباع الهوى وإرواء الغرائز..».  
[القرامطة- محمود شاكر – المكتب الإسلامي/بيروت- الطبعة الأولى/1979]

الهوامش:

[1] القرامطة- محمود شاكر – المكتب الإسلامي/بيروت- الطبعة الأولى/1979
[2] للتوسع في التعريف بالقرامطة ينظر:
-الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي-تحقيق:محمد محيي الدين عبد الحميد-مكتبة دار التراث/القاهرة-طبعة/2007
-الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني-دار ابن حزم-الطبعة الأولى/2005
-مذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي-دار العلم للملايين/بيروت-الطبعة الأولى1996-نسخة طبعة2008-فصل:(الأهداف السياسية والاجتماعية لحركة القرامطة).
-الحركات الباطنية في العالم الإسلامي:(عقائدها وحكم الإسلام فيها)-محمد أحمد الخطيب-مكتبة الأقصى/الأردن-الطبعة الأولى/1984
-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- الندوة العالمية للشباب الإسلامي/الرياض-الطبعة الخامسة/2003
-كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة-محمد بن مالك الحمادي اليماني(ت470هـ) تحقيق: محمد عثمان الخشت-مكتبة الساعي/الرياض
-تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة- محمد عبد الله عنان- دار الفكر العربي/1998
-القرامطة- عبد الرحمن بن الجوزي-المكتب الإسلامي للطباعة والنشر.
إسلام بلا مذاهب-الدكتور مصطفى الشكعة -الدار المصرية اللبنانية-الطبعة/11-1996-
-أطلس الفرق والمذاهب الإسلامية: أماكن نشوئها وانتشارها ونبذة عن فكرها وتاريخها-شوقي أبو خليل-دار الفكر/دمشق-طبعة/2009
-فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها-د. غالب بن على عواجي- المكتبة العصرية الذهبية-جدة- الطبعة الرابعة/2001
-فضائح الباطنية أبو حامد الغزالي- قدم له وضبطه وصححه: عبد الكريم سامي الجندي- منشورات محمد علي بيضون-دار الكتب العلمية/بيروت-الطبعة الأولى/2002
– دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي-مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية/الرياض- الطبعة الثالثة/2008
[3] يقول البغدادي: «ثم ظهر في دعوته إلى دين الباطنية رجل يقال له حمدان قرمط، لقب بذلك لقرمطة في خطه أو في خطوه، وكان في ابتداء أمره أكارا من أكرة سواد الكوفة (أي راعيا)، وإليه تنسب القرامطة».الفرق بين الفرق- ص: 290
 ويذكر الشهرستاني أن القرامطة من فرق الباطنية فيقول: «ولهم ألقاب كثيرة..فبالعراق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية، وبخراسان التعليمية والملحدة».الملل والنحل- ص: 127
ويقول الغزالي: «وأما القرامطة فإنما لقبوا بها نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط، كان أحد دعاتهم في الابتداء، فاستجاب له في دعوته رجال، فسموا قرامطة وقرمطية»- فضائح الباطنية-ص:23-24
[4] يقول الدكتور شوقي أبو خليل: «القرامطة حركة باطنية، سميت بهذا الإسم نسبة إلى حمدان قرمط بن الأشعث الذي نشرها في سواد الكوفة سنة 277هـ. بدأت الحركة بعبد الله بن ميمون القداح الذي نشر مبادئ الإسماعيلية في جنوب فارس سنة 260 هـ، ثم نهض بها حمدان قرمط الذي جهر بها وبنى دارا قرب الكوفة سماها “دار الهجرة”. والتفت القرامطة في البحرين حول أبي سعيد الجنابي الذي هزم عند البصرة 283هـ، ويعد ابنه سليمان مؤسس دولة القرامطة الذي فتك بالحُجَّاج وهاجم مكة سنة 319هـ، وهدم زمزم وقلع باب البيت العتيق واقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى الأحساء وبقي هناك حتى عام 339هـ..بقيت دولتهم من عام 277هـ/890م وحتى 470هـ/1078م، وسيطرت على جنوب الجزيرة العربية واليمن وعمان، ودخلت دمشق، ووصلت حمص والسلمية..».أطلس الفرق-ص:274-275
ويقول غالب عواجي: «وفي سنة 317هـ اشتدت شوكتهم جدا، وتمكنوا من الوصول إلى الكعبة، والناس يوم التروية، فما شعروا إلا والقرامطة برئاسة أبي طاهر الجنابي قد انتهبوا أموالهم وقتلوا كل من وجدوا من الحجيج في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة..ثم أمر –أميرهم- بإلقاء القتلى في بئر زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع كسوتها عنها، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود.. ثم قلعه وأخذوه معهم فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة، وهو ابتلاء من الله للمسلمين في ذلك الوقت.. إلى أن رده هؤلاء القرامطة بتأثير من الفاطميين في المغرب، وهم الذين أمروهم برد الحجر الأسود إلى مكانه بعد أن ساءت سمعتهم كثيرا في العالم الإسلامي، ولحق الفاطميين بالمغرب شيء من سوء تصرفاتهم فسعوا إلى إرجاع الحجر الأسود إلى البيت تغطية لشنائعهم».فرق معاصرة- ص:493-498
ويقول مصطفى الشكعة:«والقرامطة إحدى الفرق المتفرعة عن الإسماعيلية، وتنتسب إلى رجل يقال له حمدان قرمط، وهو أحد مريدي عبد الله بن ميمون القداح الذي اتخذ المذهب الإسماعيلي عقيدة لغرض في نفسه، وما لبث أن انبثق عن مجهوداته وجلَده على الدعوة: المذهب الفاطمي والمذهب القرمطي، حتى أن بعض المستشرقين يذهب نتيجة لذلك إلى أن الفاطميين والقرامطة طائفة واحدة».إسلام بلا مذاهب-ص: 239
[5] يقول أحمد الخطيب: «وكل من تتبع تاريخ هذه الحركة في فتنها وإرهابها، لا بد – إذا أراد الحق- أن يقول أن هذه الحركة ما ظهرت إلا من أجل شيء واحد محدد، هو محاربة الإسلام بكل الوسائل؛ بارتكاب الكبائر وهتك الأعراض وسفك الدماء بلا حدود والسطو على الأموال والأملاك وتحليل المحرمات، إرواء لأحقادهم الدفينة ضد الإسلام وإشباعا لغرائزهم الحيوانية».الحركات الباطنية-ص: 167
 [6] ويقول أحمد جلي: «ولما توفي الداعي الإسماعيلي تولى الأمر من بعده حمدان قرمط فأظهر نشاطا في الدعوة وحماسا لها، واستطاع أن يجمع حوله الكثير من الأتباع، واتخذ مركزا خارج الكوفة أسماه “دار الهجرة” جعله مقرا لأتباعه ومنطلقا لدعوتهم، وكان يجبي الأموال والضرائب من أتباعه، ويغوي الضعفاء بمساعدتهم وبذل المال لهم وإشاعة المؤاخاة بينهم». دراسات في الفرق-ص:229-230
[7] حينما قام القرامطة بحركتهم أظهروا بعض الأفكار والآراء التي يزعمون أنهم يقاتلون من أجلها، فقد نادوا بأنهم يقاتلون من أجل آل البيت، وإن لم يكن آل البيت قد سلموا من سيوفهم.. (ومن بين عقائدهم:)
– إلغاء أحكام الإسلام الأساسية كالصوم والصلاة وسائر الفرائض الأخرى.
– يعتقدون في إبطال القول بالمعاد والعقاب وأن الجنة هي النعيم في الدنيا والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد..
– يقولون بالعصمة وأنه لا بد في كل زمان من إمام معصوم يؤول الظاهر ويساوي النبي في العصمة..
– يجعلون الناس شركاء في النساء بحجة استئصال أسباب المباغضة..
– استخدام العنف ذريعة لتحقيق الأهداف. الموسوعة الميسرة-ص:379-380
[8] يقول أحمد الخطيب: «عقائد القرامطة لا تختلف عن العقائد الإسماعيلية إلا في بعض الأمور التطبيقية التي استطاعت القرامطة بإرهابها أن تطبقها تطبيقا تاما في مجتمعها، بينما لم تستطع الإسماعيلية أن تظهرها أو تطبقها بعد قيام دولتها العبيدية في المغرب خوفا من ثورة الناس عليهم. لذا لا يمكننا القول أن عقائد القرامطة باطنية، لأن السرية والكتمان محيا من قاموس القرامطة بعد ظهور دولتهم».الحركات الباطنية-ص:159
[9] يقول أحمد الخطيب: «ولعل إنكارهم للقيامة والجنة والنار يدل على أن هدفهم النهائي هو الوصول إلى نقض الشرائع وإظهار أن الأنبياء ليسوا إلا أشخاصا اتخذوا المخرقة والحيلة للاحتيال على الناس وسلب عقولهم، ولذلك ركزوا في مبادئهم على التشكيك في الغيبيات كالملائكة والجن والقيامة والجنة والنار، حتى ينفذون من خلال ذلك إلى أفكار الناس وعقولهم». الحركات الباطنية -ص:163
[10] وللمجتمع القرمطي ملامحه المتميزة إذ تشكلت في داخله أربع طبقات اجتماعية متميزة:
-الطبقة الأولى: وتسميهم رسائل إخوان الصفا”الإخوان الأبرار الرحماء” وتشمل الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وثلاثين سنة، وهم على استعداد لقبول الأفكار القرمطية عقيدة وتمثلا في نفوسهم.
-الطبقة الثانية: ويعرفون بـ”الإخوان الأخيار الفضلاء” وتشمل من كانت أعمارهم بين الثلاثين والأربعين سنة، وهي مرتبة الرؤساء ذوي السياسات، ويكلفون بمراعاة “الإخوان” وتعهدهم وإظهار العطف عليهم ومساعدتهم.
-الطبقة الثالثة: وتشمل أولئك الذين هم بين الأربعين والخمسين من العمر، ممن يعرفون الناموس الإلهي وفق المفهوم القرمطي، ويتمتعون بحق الأمر والنهي ودعم الدعوة القرمطية ودفع خصومها، وهؤلاء هم الذين ألفوا الرسائل العقائدية القرمطية وعمموها في الآفاق.
-الطبقة الرابعة: ويطلق على أصحاب هذه الطبقة اسم”المريدون” ثم “المعلمون” ثم “المقربون” إلى الله، وتشمل من تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة، وهي أعلى المراتب القرمطية، ومن يبلغها يكن في نظر هذه الفرقة من الناموس والطبيعة ويصبح من أهل الكشف اللدني..-الموسوعة- ص:379-380.

 

                                                إعداد: الباحث منتصر الخطيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق