طرق المغاربة إلى سيرة ابن إسحاق (151هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، الذي لا عز إلا في طاعته، ولا ذل إلا في الافتقار إليه، ولا خضوع إلا في الانكسار بين يديه، والصلاة والسلام على نبيه المجتبى، ورسوله المصطفى، وعلى آله الشرفاء، وصحبه العدول الأمناء، ومن تبعهم بإحسان من التابعين والعلماء العاملين إلى يوم الفصل والدين.
وبعد؛ تعد سيرة محمد بن إسحاق المطلبي رحمه الله المتوفى عام (151هـ) من أوائل المدونات في سيرة المصطفى ﷺ في القرن الثاني الهجري، ومؤلفها مشهود له باعتنائه بمغازي وسيرة رسول الله ﷺ، وهو ثقة صدوق في نفسه.
وقد اعتنى أعلام المغاربة بهذا السفر النفيس، ونقلوه بالأسانيد المتصلة إلى مؤلفها؛ من خلال رواياته المشهورة وهي: رواية زياد بن عبد الله البكائي الكوفي(183هـ)، ورواية إبراهيم بن سعد الزهري(183هـ)، ورواية سلمة بن الفضل الرازي (191هـ)، ورواية يونس بن بكير الشيباني(199هـ)، وعرف عنهم ذلك منذ النصف الثاني من القرن الثالث الهجري؛ حيث نقف على أقدم طريق مغربية إلى سيرة ابن إسحاق ، رواها حافظان وهما : محمد بن عبد السلام بن ثعلبة أبو القاسم الخشني القرطبي المتوفى عام (268)، ثم مطرف بن عبد الرحمن بن قيس القرطبي المتوفى عام (282هـ).
ولأهمية هذا الموضوع؛ فقد أفردته بهذا المقال الذي سأتناول فيه إن شاء الله تعالى: التعريف بابن إسحاق، وبكتابه تعريفا موجزا، ثم أذكر بعضا من عناية المغاربة بهذا السفر الحفيل، وطرقهم إليه.
فأقول وبالله التوفيق:
المطلب الأول: التعريف بمحمد بن إسحاق تعريفا موجزا:
هو: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل: ابن كوثان، العلامة الحافظ الإخباري أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله، القرشي المطلبي مولاهم المدني، صاحب السيرة النبوية، وكان جده يسار من سبي عين التمر، في دولة خليفة رسول الله ﷺ، وكان مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه[1].
ولد محمد بن إسحاق في المدينة النبوية، وبها نشأ، وترعرع، وأخذ عن كبار أعلامها، كمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وأبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والقاسم بن محمد، ونافع ، ومن غيرهم.
تناول علماء النقد ابن سعد بأنواع من التجريح، فمنهم من رماه بغير ما نوع من البدع: كالتشيع[2]، والقدر[3]،وفي الحديث رمي: بالتصحيف[4]، والتدليس[5]؛ لكن في الحقيقة أن هذه الطعون لم تنل من مكانة ابن إسحاق ، وعلو كعبه في السير والمغازي، ولهذا أنصف معه علماء الجرح المتأخرين بعد استقرائهم للأقوال المختلفة فيه، كالذهبي، وابن حجر، والخطيب، وابن سيد الناس.
وخلص الذهبي وبين حال ابن إسحاق بقوله:" والذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة فإنه في حفظه شيئا، وقد احتج به الأئمة "[6]، وقال أيضا:" كان أحد أوعية العلم، حبرا في معرفة المغازي والسير، وليس بذلك المتقن، فانحط حديثه عن رتبة الصحة وهو صدوق في نفسه مرضي"[7] وقال أيضا:" فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام فينحط فيها عن رتبة الصحة، إلا فيما شذ فيه فإنه يعد منكرا"[8].
المطلب الثاني: التعريف بكتابه تعريفا موجزا:
كتاب سيرة ابن إسحاق المسمى بـ: "المبتدأ، والمبعث، والمغازي" من أوائل وأقدم المدونات في السيرة النبوية التي وصلتنا منه أجزاء ، وهو أصل لمن ألف بعده من أهل السير والمغازي، وقد جمع مادة كتابه بأمر من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ، وقسمه ثلاثة أقسام:المبتدأ: وذكر فيه ابن إسحاق أخبار الأنبياء السابقين قبل الإسلام من آدم عليه السلام إلى عيسى، وأخبار اليمن، والقبائل العربية، وأجداد النبي ﷺ. ثم قسم المبعث: وخصصه ابن إسحاق للحديث عن سيرة النبي ﷺ وهجرته، وقسم خصصه للحديث عن المغازي والسرايا النبوية، والوقاائع التي حدثت في المرحلة المدنية، وما تلاها بعد ذلك من أحداث إلى مرضه ﷺ، ووفاته.
المطلب الثالث: طرق المغاربة إلى سيرة ابن إسحاق:
لقد اعتنى المغاربة بسيرة ابن إسحاق المطلبي، وسعوا إلى نقلها وإدخالها إلى بلاد المغرب، ولم يلتفتوا إلى كلام مالك رحمه الله في ابن إسحاق باعتباره كلام الأقران بعضهم في بعض يُطوى ولا يُروى، ولهذا لم تؤثر قضية خلاف مالك مع ابن إسحاق في اعتماد المغاربة لها؛ حيث بعد طول تمحيصهما لها وبحث أقروا لمحمد ابن إسحاق بالتفوق في فنه، والبراعة فيه، فجعلوا سيرته ضمن المدونات المعتمدة عندهم، قال الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في مقدمة كتابه الدرر في اختصار المغازي والسير :" والنسق كله ما رسمه ابن إسحاق"[9]، وقال أبو القاسم السهيلي المالقي دفين مراكش (581هـ):"ومحمد بن إسحاق هذا- رحمه الله- ثبت في الحديث عند أكثر العلماء، وأما في المغازي والسير، فلا تجهل إمامته فيها. قال ابن شهاب الزهري : من أراد المغازي، فعليه بابن إسحاق... وإنما طعن فيه مالك- فيما ذكر أبو عمر رحمه الله، عن عبد الله بن إدريس الأودي- لأنه بلغه أن ابن إسحاق قال: هاتوا حديث مالك، فأنا طبيب بعلله، فقال مالك: وما ابن إسحاق؟! إنما هو دجال من الدجاجلة، نحن أخرجناه من المدينة"[10].
ومن أوائل الأعلام المغاربة الذين أدخلوا سيرة ابن إسحاق إلى بلاد المغرب وعليهم مدار أسانيدها– حسبما وقفت عليه - اثنا عشر فردا وهم: مطرف بن عبد الرحمن أبو سعيد القرطبي (282هـ)، ومحمد بن عبد السلام بن ثعلبة الخشني أبو عبد الله القرطبي (286هـ)، وعبد الله بن يحيى الليثي أبو مروان القرطبي (289هـ)، وقاسم بن أصبغ أبو محمد القرطبي (340هـ)، وأحمد بن عون الله بن حدير أبو جعفر القرطبي البزاز (378هـ)، وعبد الله بن الوليد أبو محمد القرطبي (380هـ)، ومحمد بن أحمد يحيى ابن مفرج أبو عبد الله القرطبي(380هـ)، وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن أبو محمد التجيبي (390)، وخلف بن قاسم أبو القاسم ابن الدباغ القرطبي (393هـ)، وأحمد بن فتح أبو عبد الله القرطبي المعروف بالرسان (403هـ)، وأحمد بن عمر العذري الدلائي أبو العباس المري (478هـ)، والقاضي أبو بكر ابن العربي المعافري الإشبيلي (543هـ)..الخ.
وهنا تفصيل طرقهم إلى سيرة ابن إسحاق برواياتها المشهورة:
أولا: رواية زياد بن عبد الله البكائي (183هـ):
وهذه الرواية دخلت إلى الغرب الإسلامي في منتصف القرن الثالث الهجري من طريق ستة من الأعلام الحفاظ المسندين - حسبما وقفت عليه - وهم: ابن ثعلبة الخشني (268هـ)، ومطرف بن عبد الرحمن القرطبي (282هـ)، وأبو مروان الليثي (289هـ)، وابن عون القرطبي (378هـ)، ، وابن الوليد القرطبي (قبل 380هـ)، وخلف بن قاسم القرطبي(393هـ).
وهذا تفصيل هذه الطرق:
1- طريق: محمد بن عبد السلام بن ثعلبة الخشني أبو القاسم القرطبي (268):
وهذه الطريق حدث بها عن الخشني الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في الاستيعاب فقال : " وما كان فيه عن ابن إسحاق فقرأته.. على عبد الوارث أيضا، عن قاسم بن أصبغ، عن محمد بن عبد السلام الخشني، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي عن عبد الملك بن هشام النحوي عن زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق"[11].
2-طريق: مطرف بن عبد الرحمن بن قيس القرطبي المتوفى عام (282هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن مطرف الحافظ ابن خير الإشبيلي (575هـ) في فهرسته فقال : " كتاب سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لمحمد بن إسحاق بن يسار المطّلبي، تهذيب أبي محمد عبد الملك بن هشام المعافري البصري، وروايته عن زياد ابن عبد الله البكّائي، عن محمد بن إسحاق. حدّثني به... عن قاسم بن أصبغ أيضا، عن مطرّف بن عبد الرّحمن بن قيس، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرّحيم البرقي، عن عبد الملك بن هشام"[12].
3-طريق: عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي أبو مروان القرطبي (289هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن أبي مروان الليثي الحافظ ابن خير الإشبيلي (575هـ) في فهرسته فقال: "كتاب سيرة رسول الله ﷺ؛ لمحمد بن إسحاق بن يسار المطّلبي، تهذيب أبي محمد عبد الملك بن هشام المعافري البصري، وروايته عن زياد ابن عبد الله البكّائي، عن محمد بن إسحاق. حدّثني به.." [13].
ثم سرد سنده ، من طريق شيخه أبي الحسن بن مغيث، عن أبي مروان ابن سراج، عن أبي القاسم ابن الإفليلي، عن ابن أبي عيسى، عن أبي مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي، عن ابن سعية بن أبي زرعة الزّهري ، عن عبد الملك بن هشام..." [14].
وحدث بها أيضا من هذه الطريق عن أبي مروان الليثي الحافظ ابن أبي الربيع السبتي (688) في برنامج شيوخه فقال: " السير لمحمد بن إسحاق تهذيب أبي محمد عبد الملك بن هشام؛ يرويها عن ابن خلفون وغيره، عن أبي عبد الله ابن زرقون، عن أبي عبد الله الخولاني، عن أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله ابن أبي عيسى، عن أبي مروان عبيد الله بن يحيى، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، عن أبي محمد عبد الملك بن هشام"[15].
4-طريق: أحمد بن عون الله بن حدير أبو جعفر القرطبي البزاز (378هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن ابن عون الإمام التجيبي السبتي (730هـ) في برنامجه فقال : "كتاب سيرة رسول الله ﷺ: لمحمد بن إسحاق بن يسار مولي قيس بن مخزمة المدني، رحمه الله تعالى، تهذيب أبي محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الذهلي، وتلخيصه وروايته عن زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق المطلبي المذكور، رحمهم الله. سمعت جميعه كاملًا من أوله إلى آخره مرات ذوات عدد على.." [16].
ثم سرد سنده، من طريق أربعة أعلام من الشرفاء والأمراء العزفيين السبتيين، وهم: أبو حاتم، وأبو القاسم، وأبو العباس، وأبو عبد الله ، عن سفيان بن العاصي الأسدي، عن القاضي عياض السبتي، عن هشام الوقشي، عن القاضي الطلمنكي، عن أحمد بن عون الله، عن أبي محمد عبد الله بن محمد ابن جعفر بن الورد، قال: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عبد الملك بن هشام"[17].
5- طريق: عبد الله بن جعفر بن الوليد أبو محمد القرطبي (قبل 380)
وهذه الطريق حدث بها عن ابن الوليد القرطبي الحافظ ابن الطلاع القرطبي (497هـ) في أقضية الرسول ﷺ فقال :"وحدثني بالسير لابن هشام: أبو محمد بن الوليد المذكور، عن أبي محمد عبد الله بن محمد القروي اللمامي، عن عبد الله بن جعفر بن الوليد، عن عبد الرحيم البري، عن ابن هشام"[18].
6- طريق: خلف بن قاسم الأزدي ابن الدباغ أبو القاسم القرطبي (393هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن ابن الدباغ الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في الاستيعاب فقال : " وما كان فيه عن ابن إسحاق...أخبرني به خلف بن قاسم، قال أخبرنا أبو محمد بن الورد، وهو عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد، عن أبي سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، عن عبد الملك بن هشام، عن زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق"[19].
ثانيا: رواية إبراهيم بن سعد الزهري (183هـ):
وهذه الرواية دخلت إلى الغرب الإسلامي في منتصف القرن الرابع الهجري من طريق واحدة- حسبما وقفت عليه -.
وهذا تفصيل هذه الطريق:
- طريق: قاسم بن أصبغ أبو محمد القرطبي (340هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن إبراهيم بن سعد الحافظ ابن عبد البر القرطبي (433هـ) في الاستيعاب فقال : "وما كان فيه عن ابن إسحاق فقرأته على عبد الوارث بن سفيان، عن قاسم ابن أصبغ، عن عبيد بن عبد الواحد البزار، وعن ابن أبي خيثمة أيضا من كتابه جميعا ،عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق"[20].
وقال أيضا :"ورواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، حدثنا بها عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار ، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق"[21].
ثالثا: رواية سلمة بن الفضل الرازي (191هـ):
وهذه الرواية دخلت إلى الغرب الإسلامي في منتصف القرن الرابع الهجري من طريق إثنين من الأعلام المسندين - حسبما وقفت عليه - وهما: قاسم بن أصبغ (340هـ)، والتجيبي (390هـ).
وهذا تفصيل هذه الطرق:
1- طريق: قاسم بن أصبغ أبو محمد القرطبي (340هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن سلمة بن الفضل الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في الاستيعاب فقال : " حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة بن الفضل، حدثنا محمد بن إسحاق..." [22].
2- طريق: عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن أبو محمد التجيبي (390):
وهذه الطريق حدث بها عن سلمة بن الفضل الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في الدرر في اختصار المغازي والسير فقال : "وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أنبأنا أبو داود، قال: حدثنا محمد بن عمرو المرادي، قال: أنبأنا سلمة بن الفضل، حدثني محمد بن إسحق"[23].
رابعا: رواية يونس بن بكير (199هـ):
وهذه الرواية دخلت إلى الغرب الإسلامي في القرن الرابع الهجري من طريق علمين مسندين - حسبما وقفت عليه - وهما: ابن مفرج القرطبي (380هـ) ، وأبي بكر ابن العربي الإشبيلي (543هـ).
وهذا تفصيل هذه الطرق:
1-طريق: محمد بن أحمد يحيى ابن مفرج أبو عبد الله القرطبي(380هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن ابن مفرج الحافظ ابن عبد البر القرطبي (463هـ) في الاستيعاب فقال: " وما كان فيه عن ابن إسحاق...قرأته أيضا على عبد الله بن محمد بن يوسف، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، عن ابن الأعرابي، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق"[24].
2-طريق: القاضي أبو بكر ابن العربي المعافري الإشبيلي (543هـ):
وهذه الطريق حدث بها عن ابن العربي الحافظ ابن خير الإشبيلي (543هـ) في فهرسته فقال: "كتاب المغازي والسّير؛ تأليف: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المطّلبي..حدّثني بها القاضي أبو بكر ابن العربي، رحمه الله، قال: أخبرنا أبو بكر بن طرخان جملة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن النّقّور البزّاز، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص، قال: قرئ على أبي الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس، قال: حدثنا أبو عمر العطاردي أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن العلاء بن العبّاس ابن عمير بن عطارد، قال: حدّثنا يونس بن بكير الشّيباني، عن محمد بن إسحاق بن يسار المطّلبي المدني، رحمه الله"[25].
الخاتمة:
وفي ختام هذا المقال خلصت إلى الآتي:
1- أن سيرة محمد بن إسحاق من أوائل المدونات في سيرة المصطفى ﷺ في القرن الثاني الهجري.
2- ومؤلفها مشهود له باعتنائه بمغازي وسيرة رسول الله ﷺ وهو ثقة.
3- اعتنى المغاربة بهذا السفر النفيس منذ النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ، ونقلوه بالأسانيد المتصلة إلى مؤلفها؛ من خلال رواياته المشهورة وهي: رواية البكائي (183هـ)، ورواية ابن سعد (183هـ)، ورواية سلمة (191هـ)، ورواية ابن بكير (199هـ) وقد ذكرتها في المقال بتفصيل.
4- وأقدم طريق مغربية إلى سيرة ابن إسحاق ، رواها مطرف بن عبد الرحمن بن قيس القرطبي المتوفى عام (282هـ).
والحمد لله رب العالمين.
*******************
هوامش المقال:
[1] ـ انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (7 /33 ـ 34).
[2] ـ ذكر ذلك الخطيب البغدادي في تاريخه (2 /21)، ورد التهمة ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 17)، وسهيل زكار محقق مغازي ابن إسحاق (ص12).
[3] ـ رماه بها هارون بن معروف كما في تاريخ بغداد (2 /23)، ورد عنه التهمة محمد بن عبد الله بن نمير.
[4] ـ رماه بها يحيى بن سعيد الأموي قال:" ابن إسحاق يصحف في الأسماء؛ لأنه إنما أخذها من الديوان " العسكري: تصحيفات المحدثين (1 /26).
[5] ـ رماه به ابن حجر بقوله:" صدوق يدلس" التقريب (ص: 467)، ورد عنه التهمة ابن سيد الناس في عيون الأثر (1/ 17).
[6] ـ ميزان الاعتدال (3 /475).
[7] ـ تذكرة الحفاظ (1 /173).
[8] ـ السير (7 /41).
[9] ـ الدرر في اختصار المغازي والسير (ص:29 ).
[10] ـ الروض الأنف (1 /37_39).
[11] الاستيعاب (1 /21).
[12] فهرسة ابن خير (ص: 290).
[13] فهرسة ابن خير (ص: 289).
[14] فهرسة ابن خير (ص: 289).
[15] برنامج ابن أبي الربيع السبتي (ص: 71).
[16] برنامج التجيبي (1 /128-129).
[17] برنامج التجيبي (1/ 128-129).
[18] أقضية الرسول ﷺ (1 /138).
[19] الاستيعاب (1 /21).
[20] الاستيعاب (1 /21).
[21] الاستيعاب (1 /97).
[22] الاستيعاب (4 /1910).
[23] الدرر في اختصار المغازي والسير (ص:142).
[24] الاستيعاب (1/ 21).
[25] فهرسة ابن خير (ص: 288).
*******************
لائحة المصادر والمراجع:
الاستيعاب: لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، ت: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط1، 1412 هـ - 1992م.
أقضية الرسول ﷺ: محمد بن الفرج القرطبي المالكي، أبو عبد الله، ابن الطلاع، دار الكتاب العربي، بيروت، 1426هـ.
برنامج التجيبي: للقاسم بن يوسف بن محمد بن علي التجيبي البلنسي السبتي، تحقيق: عبد الحفيظ منصور، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس، 1981م.
برنامج شيوخ ابن أبي الربيع السبتي: تخريج قاسم بن عبد الله ابن الشاط السبتي، ت: العربي الدائز الفرياطي، مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، ط1، 1826هـ/2008م.
تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي ، ت: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، ط1، 1422هـ - 2001 م.
تذكرة الحفاظ: للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الشهير بالذهبي (ت 748هـ). دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ بدون تاريخ.
تصحيفات المحدثين: لأبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل العسكري، المحقق: محمود أحمد ميرة، المطبعة العربية الحديثة – القاهرة، ط1، 1402هـ/1982م.
تقريب التهذيب: للإمام أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني الشافعي، تحقيق:محمد عوامة. دار الرشيدـ حلب ـ سوريا، ط3 /1411هـ ـ 1991م.
الدرر في اختصار المغازي والسير: ليوسف بن عبد البر القرطبي، د. شوقي ضيف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، 1386هـ/1966م.
الروض الأنف في شرح السيرة النبوية: لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1412 هـ.
سير أعلام النبلاء: : للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الشهير بالذهبي (ت 748هـ). تحقيق:شعيب الأرنؤوط. مؤسسة الرسالة ط1/ 1405هـ ـ 1984م.
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: لأبي الفتح محمد بن محمد سيد الناس اليعمري. تحقيق: إبراهيم محمد رمضان، ـ دار القلم ـ بيروت، ط1، 1414هـ/1993م.
فهرسة ابن خير: ابن خير الإشبيلي، ت: بشار عواد معروف، محمود بشار عواد، الناشر: دار الغرب الاسلامي – تونس، ط1، 2009 م.
كتاب السير والمغازي: لمحمد بن إسحاق، ت: د. سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، ط1، 1398هـ/1978م.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال: لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الشهير بالذهبي تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، ط1، 1382 هـ - 1963 م.
*راجعت المقال الباحثة: خديجة ابوري