أورد هذه الصفات الإمام أبو عمرو الداني في أرجوزته المنبهة.
القَول فيمن يُؤخذ عنْه وحقّ العالم على المتَعَلِّم
واطلب هُديت العلْمَ بالوقَار … واعْقِد بأن تطلُبه للبَاري
فإن رغبت العَرض للحرُوف … والضَّبط للصَّحيح والمعْروف
فاقْصد شُيوخ العلْم والرِّواية … ومن سما بالفَهْم والدِّراية
ممَّن روى وقيَّد الأخْبارا … وانتقَد الطُّرق والآثارَا
وفهِم اللُّغات والإعْرابا … وعلِم الخَطأ والصَّوابَا
وحفْظ الخِلاف والحُروفا … وميَّز الوَاهي والمعْروفا
وأدرك الجلِيَّ والخفيَّا … وما أتى عن ناقِل مَرويا
وشاهَد الأكابِر الشُّيوخَا … ودوَّن النَّاسِخ والمنْسُوخَا
وجمَع التَّفْسير والأحْكاما … ولازَم الحذَّاق والأعْلاَما
وصحِب النُّسَّاك والأخْيَارا … وجانَب الأرْذال والأشْرارا
واتّبع السّنة والجمَاعة … وقام لله بحسْن الطَّاعَة
فذلك العَالم والإمَام … شكرا بِه لله لا يُقام
فالتَزم الإجْلال والتّوقِيرا … لمن يريك العِلم مسْتنيرا
وكُن له مبجِّلا معظِّما … مرَفعا لقدْره مكرِّما
واخفَض له الصَّوت ولا تضْجره … وما جَنى عليك فاغْتفرْه
فحقُّه من أوكَد الحقُوق … وهجْره من أعْظم العُقوق
القَول فيمن لا يُؤخَذ عنه العِلم
والعلْمَ لا تأخذْه عن صُحُفي … ولا حروفَ الذّكر عن كُتبي
ولا عن المجهُول والكذَّاب … ولا عَن البدْعي والمرْتَاب
وارْفُض شُيوخ الجهْل والغَباوة … لا تأخذَن عنهُم التِّلاوَة
لأنهم بِالجَهْل قد يأتونا … بغيْر ما يروى وما يروونا
وكلُّ من لايعْرف الإعْرابا … فرُبما قد يَتْرك الصَّوابا
ورُبما قد قوَّل الأئمَة … ما لا يجوزُ وينَال إثمَه
فدعْه والزمْ يا أخي الصَّدوقا … ومن تَراه يحْتذي الطَّريقا
طريق من مضى من الأسْلاف … أولي النُّهى والعلْم بالخِلاف
الأرجوزة المنبهة(ص:167)، طبعة: دار المغني، تحقيق: محمد بن مجقان.
انتقاء: د. سعيد بلعزي.