مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

سيدي محمد البوزيدي (ت 1229)

الإمام شيخ المشايخ، العارف المربي سيدي محمد بن أحمد البوزيدي الشريف الحسني السلماني الغماري، وُلد بقبيلة بني سلمان الغمارية وبها نشأ وشب، ولما قرأ القرآن الكريم وأتقنه وجَوَّده انقطع لعبادة الله تعالى والسياحة سنينا طويلة…،[1] كان له مقام عظيم في التصوف، وقد ألف فيه وفي آداب الطريقة ما يغني عن غيره من التآليف.[2]

أسس زاويته بموقع يدعى أبا سلامة  في قرية  تلاوُذْمام مسقط رأسه، وكان له أتباع ومريدون كثيرون، ولا تزال زاويته هذه قائمة العين إلى الآن، يشرف عليها بعض حفدة الشيخ أحمد بن عبد المومن التجكاني بوصية منه.[3]

تلامذته:

من أبرز تلاميذه: العالم العامل أحمد ابن عجيبة اللنجري التطواني، الذي عاش بهذه الزاوية ردحا من الزمن، وكان من خدامها الأوفياء…، لم يكن ابن عجيبة التلميذ الوحيد للبوزيدي، بل كانت هناك جماعة وافرة، أكثرهم من قبائل الجبل وخصوصا اغمارة، وقد كتب إليهم في بعض رسائله يقول وهو يحدد لهم منهج مدرسته وطرق تربيته: “وبعد: فطريقته الصوفية مبنية على ثلاثة أصول: الصدق، والخروج عن النفس، والخروج عن المال؛ فالصدق أساس، والخروج عن النفس سور، والخروج عن المال سقف…”[4]

من آثاره:[5]

الآداب المرضية، لسالك طريقة الصوفية.

مجموعة رسائل.

رائية في آداب السلوك.

تائية في الخمرة الأزلية، وقد شرحها تلميذه ابن عجيبة.

من أقواله:[6]

•  كيف تتجلى الأسرار لمن سكن قلبه علم الأغيار.

• فيض العلوم بحسب صفاء القلوب.

• الصوفي من شهد الحق في كل شيء وصار عبدا لسيده في كل شيء.

• ليس الصوفي من يترجم بكلام الحقائق ويتكبر عن الخلائق، إنما الصوفي من فنى عن نفسه وصار أرضا لأهل عالم جنسه.

• افتقار العارف في الظواهر والبواطن إلى مولاه، وافتقار الجاهل كذلك إلى هواه.

• طريق القوم والتصوف، لا يدرك بالترفع والتكبر والتعزز، وإنما ينال بالتذلل وحط الرأس واحتقار النفس وقتلها بالمجاهدات والرياضات.

• لا ينبغي للإنسان أن يقنع بعلم الظاهر بدون أن يسلك طريق التصوف ويطلب مراتب أهل التحقيق، بل ينبغي الاقتصار منه على الضروري، ثم ينقطع إلى التبحر في علم الحقائق وإلا بقي طول حياته مريضا عليلا.

وبالجملة فالرجل من أفراد رجال الطريق، وآياته الكبرى وكرامته العظمى هو تربيته وتسليكه للعلامة الكبير العارف أبي العباس سيدي أحمد بن عجيبة.[7]

وفاته:

توفي رضي الله عنه فاتح  عام تسعة وعشرين ومائة وألف بقبيلة بني زيات الغمارية بتيجيساس قريبا من ساحل البحر الأبيض، وقد وهم من قال توفي ودفن ببني سلمان، وكان ذلك في حياة شيخه مولاي العربي وتأسف عليه لكنه استخلف بدله شيخا كبيرا عالما متضلعا، هو سيدي محمد الحراق.[8]


[1]. المطرب بمشاهير أولياء المغرب للتليدي، ص216، دار الأمان، الطبعة الرابعة سنة 2003م.

[2]. موسوعة أعلام المغرب، 7/2492، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية سنة 2008م.

[3]. معلمة المغرب، 5/1710.

[4]. معلمة المغرب، 5/1710.

[5]. معلمة المغرب، 5/1711.

[6]. المطرب بمشاهير أولياء المغرب للتليدي، ص219.

[7]. نفسه.

[8]. نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق