مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويأعلام

سيدي داود بن علي الحيحائي

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

أسهمت بادية أسرير، بوصفها بوابة من بوابات الصحراء المغربية، في تنامي وعي البادية المغربية العالمة بذاتها، ابتداء من القرن السابع الهجري، بفضل أعلامها المقيمين بها أو الوافدين عليها.

      ومن بينهم الفقيه الإمام سيدي أبو سليمان داود بن علي الحيحائي[1] أو الحيحي[2] الذي تم تصحيفه بالحجبي[3] أو البجائي[4]. وهو ممن أغفل ذكره العلامة محمد حجي رحمه الله[5].

      ويبدو أن المترجم من بلاد نول لمطة[6]. ولعله من بلاد جزولة الشاسعة[7] أو من بلاد حاحة، بحسب لقبه (الحيحائي- الحيحي)، والبارع أهلها في الفرائض والحساب، بحسب ابن قنفذ[8]، في زمن غير بعيد عن عصر المترجم.

      ومهما يكن من أمر، فقد اضطلع المترجم بتدريس العلمين المذكورين، بشكل موسع[9]، بوصفهما علمين متلازمين متكاملين. حيث يقتضي علم الفرائض (المواريث) الإلمام بعلم الحساب[10].

      وقدم عليه، بأسرير[11]، من جزولة على البحر المحيط[12]، سيدي عبد الله بن أبي بكر الجِدْميوي الصَّوْدي الفرضي الحيسوبي[13]. حيث قرأ عليه كتاب الكافي في الفرائض خمس مرات مع كثير من علم الحساب عام 663 هـ[14].

      وقد أكد في نهاية مخطوطه “نهاية الرائض في خلاصة الفرائض” الوارد مع كتابين آخرين له في مجموع، بدار الكتب الناصرية، بتمكَروت رقم 1647[15]، أن معظم الفضل فيه عائد إلى أستاذه “أبي سليمان داوود بن علي الحيحائي بنول لمطة من أقصى المغرب سنة ثلاث وستين وستمائة، […]، وعليه أتقنت الحساب، والكافي في الفرائض، وأنا يومئذ ابن عشرين سنة أو أقل منها“[16].

الإحالات:

[1] راجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، محمد المنوني، المحمدية، مطبعة فضالة، 1985 م، ص39؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، المؤلف نفسه، في: المناهل، ع. 34، 1986 م، ص43، وص44، الهامش رقم 29؛ ومادة أسرير، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، مطابع سلا،  1989 م، ص410.

[2] كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، ج1، أحمد التنبكتي، دراسة وتحقيق: محمد مطيع، المحمدية، مطبعة فضالة، 2000 م، ص238.

[3] المصدر نفسه، ضبط وتعليق: عبد الله الكندري، بيروت، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، 2002 م، ص156.

[4] انظر: نيل الابتهاج بتطريز الديباج، مج1، أحمد التنبكتي، تحقيق: علي عمر، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، 2004 م، ص231. وراجع: المؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص44، الهامش رقم 29؛ وكفاية المحتاج، ج1، ص238، الهامش رقم 18.

[5] الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، ج2، محمد حجي، المحمدية، مطبعة فضالة، 1978 م، ص621- 622.

[6] راجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص39؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص43، وص44، الهامش رقم 29، وص45؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[7] يبدو أن مجال جزولة القديم شامل لبلاد نول لمطة. انظر: نيل الابتهاج، مج1، ص231، وص232؛ وكفاية المحتاج، ج1، ص237، وص238.

[8] انظر: أنس الفقير وعز الحقير، أحمد ابن قنفذ القسنطيني، اعتنى بنشره وتصحيحه: محمد الفاسي & أدولف فور، الرباط، مطبعة أكدال، 1965 م، ص65. وراجع: مدارس التعليم العتيق بالإقليم الصويري، أحمد الهدري، في: الصويرة الذاكرة وبصمات الحاضر، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 1994 م، ص306؛ والحركة العلمية في شمال الصويرة، عبد الهادي حميتو، في: التعليم العتيق واقع وآفاق، منشورات المجلس العلمي الأعلى والمجلس العلمي المحلي بالصويرة، ط. 2008 م، ص188.

[9] راجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص39؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص43؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[10] مادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[11] راجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص39؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص43، وص44، الهامش رقم 29، وص45؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[12] انظر: نيل الابتهاج، مج1، ص231، وص232؛ وكفاية المحتاج، ج1، ص237، وص238.

[13] انظر: نيل الابتهاج، مج1، ص231- 232؛ وكفاية المحتاج، ج1، ص237- 238. وراجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص38- 40؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص43- 45؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[14] انظر: نيل الابتهاج، مج1، ص231؛ وكفاية المحتاج، ج1، ص238. وراجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص39؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص43- 44؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[15] راجع: دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص38- 40؛ والمؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص44؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[16] دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية، ص39. راجع: المؤسسات التعليمية الأولى بسوس، ص44 والهامش رقم 29، وص45؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق