تقع هذه الزاوية على العقبة في منطقة الزيادين بمدينة مكناس، وقد شيدها السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن عبد الحق المريني لما كان وليا للعهد 1319/1331م، أيام والده السلطان أبي السعيد الاول، قرب الباب المعروف بهذا الإسم بالموقع المسمى بعقبة الزياديين.
والقورجة كما عرفها معجم الألفاظ العمرانية بالمغرب لغة و اصطلاحا هي ستارة ثانوية تربط البرج البراني بالسور الأصلي، و تستهدف غلق الطريق أمام الأعداء في أضعف نقطة في السور[1].. والقورجة حسب تعريف المنوني: هي كلمة اسبانية تعني الطريق بين سورين تنفذ الى نهر أو بحر حتى يتمكن المحصور من الوصول الى الماء.
وقال ابن زيدان في إتحاف أعلام الناس: " وأما زاوية القورجة – بتشديد الجيم كما رأيته في خط ابن غازي – فقد عفى منذ أزمنة طوال اسمها، وإن بقي إلى الحين الحالي رسمها في الجملة، وموقع مسماها بالمحل المعروف اليوم بعقبة الزياديين، ويقال لها عقبة الزيادي، كان فيما سلف تطاول على جانب منها بعض أولى الأمر وصيره من جملة روض له، وذلك الروض هو المعد الآن محكمة للمراقبة المدينة على الحكام الأهليين والشؤون البلدية، وصار طرف آخر من تلك المدرسة معدا لربط الدواب، والفاضل عن ذلك جعل معملا لطبخ الجبص، وعهدي بمحرابها فيما مر قائم العين...[2] .
وجاء في الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى:" ومن آثاره بمكناسة الزيتون الزاويتان القدمى والجديدة وكان بنى القدمى في زمان أبيه والجديدة حين ولي الخلافة وله في هذه المدينة عدة آثار سوى الزاويتين من القناطر والسقايات وغيرها ومن أجل ذلك المدرسة الجديدة بها وكان قدم للنظر على بنائها قاضيه على المدينة المذكورة ولما تم بناؤها جاء إليها من فاس ليقف عليها ويرى عملها وصنعتها فقعد على كرسي من كراسي الوضوء حول صهريجها وجيء بالرسوم المتضمنة للتنفيذات اللازمة فيها فغرقها من الصهريج"[3].
وقال ابن غازي في الروض الهتون: " هذه الزاوية تقع براس عقبة الزيادين، تطاول على طرف منها وزير الحربية السابق الباشا عبد الله بن أحمد وصيرها من جملة روض له، وبقي الطرف الذي به المحراب على حاله، ولما احتل الفرنسيون مكناس، جعلوها مركزا للبلدية والمراقبة والشرطة، ثم بني بها بعد ذلك قصر أنيق"[4].
وجاء في نفاضة الاغتراب للسان الدين الخطيب: " ومثلت بإزائها الزاوية القدمى المعدة للوارد، ذات المئذنة السامية، والمرافق المتيسرة، يصاقبها الخان، البديع المنتصب، الحصين الغلق، الخاص بالسابلة، والجو آية في الأرض يبتغون من فضل الله تعالى، تقابلها غربا الزاوية الحديثة المربية برونق الشبيبة، ومزية الجدة والانفساخ وتفتن الاحتفال... [5].
[1] - أنظر ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر – تحقيق خليل شحادة- دار الفكر بيروت.
[2] - إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص 139الطبعة الأولى 2008 م.
[3] - الاستقصا لأحبار دول المغرب للأقصى (3/176) دار الكتاب الدار البيضاء.
[4] - الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون ص 37 الطبعة الثانية 1408/1988.
[5] - نفاضة الجراب في علالة الاغتراب ص 372 دار النشر المغربية الدار البيضاء.