الرابطة المحمدية للعلماء

“ذو ناشيونال انتريست” : المغرب “واحة” للاستقرار السياسي ونموذج يستحق التشجيع

كتبت مجلة “ذو ناشيونال انتريست” الأمريكية، أن المغرب يعد واحة للاستقرار السياسي والأمني في منطقة تشهد على الدوام اضطربات سياسية وأعمال عنف و فوضى، وذلك  بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كملك يجسد شرعية تاريخية وسياسية تشكل ما وصفته ذات الصحيفة بـ”الاستثناء المغربي”.

وأشار الصحافي بيتر بام، في مقال تحليلي بعنوان ” بعد الربيع العربي، المغرب يستحق الدعم والتشجيع”، خصصه لرصد “الاستثناء المغربي” بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاعتلاء صاحب الجلالة لعرش أسلافه الميامين، أنه بخلاف أغلبية بلدان المنطقة العربية، التي تعيش أعمال عنف دائمة، فان الملك محمد السادس نجح في تدبير مرحلة الربيع العربي بنجاح وحكمة وتبصر، واستجاب لمطالب الشعب من خلال الإعلان عن تعديل الوثيقة الدستورية لسنة 2011، وإقرار إصلاحات كبرى في مجالات مختلفة.

واعتبرت المجلة الأمريكية في معرض تحليلها للتجربة المغربية، أن الملك محمد السادس يتمتع بشعبية كبيرة، يجسدها حفل البيعة الذي يقام سنويا بمناسبة عيد العرش، حيث يحج للعاصمة الرباط ولاة وعمال ومنتخبو الجهات والأقاليم، لتجديد البيعة للملك،  مضيفة أن الاستثناء يتمثل أيضا في مصادقة المغاربة على دستور جديد، اعتبرته الصحيفة “متقدما” بالمقارنة مع الدساتير السابقة، حيث وسع من صلاحيات رئيس الحكومة، وعجل بتنظيم انتخابات تشريعية سمحت بصعود حزب ذو مرجعية إسلامية للسلطة لأول مرة في تاريخ المغرب.

وأبرزت ” ذو ناشيونال انتريست” أن المملكة تتمتع بتاريخ عريق يمتد لأزيد من 12 قرنا، بخلاف أغلبية بلدان المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث تأسس مفهوم الدولة الأمة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، مشيرة إلى أن المغرب يتميز بوجود مؤسسة إمارة المؤمنين، كمؤسسة للتوافق بين مختلف مكونات الشعب.

من جهة أخرى، أوضح المصدر ذاته أن الملك محمد السادس شرع منذ تربعه على العرش في تطبيق “برنامج إصلاحي” حتى قبل اندلاع “الربيع العربي”، حيث دشن انفتاحا سياسيا سنة 1999، تمثل في تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة لتعويض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي،  علاوة على إصلاح مدونة الأسرة سنة 2004، أسهمت في تعزيز حقوق المرأة.

أما على المستوى الديني، تردف “ذو ناشيونال انتريت”، فقد شكل إعادة هيكلة الحقل الديني محطة مهمة في فترة حكم الملك محمد السادس، حيث أطلق المغرب مشروع تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، لتعزيز قيم الإسلام السمحة، ومحاربة كل أشكال التطرف العنيف، كما سعى المغرب، مؤخرا، إلى تصدير نموذجه الديني نحو العديد من البلدان الإفريقية، حيث تقاطرت على المملكة طلبات من عدة بلدان افريقية لتكوين الأئمة والمرشدات، كالكوت ديفوار، غينيا، مالي تونس.

فالملك محمد السادس، يقول بيتر بام، أسهم في نشر قيم الإسلام المعتدل، بوصفه أميرا للمؤمنين وحفيدا لآل البيت، وهو الاعتدال الذي يلخصه الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في المذهب المالكي، المشجع على الاجتهاد وفقا لمقتضيات السياق المعاصر، و العقيدة الأشعرية المهتمة بالعقل، والتصوف السني، المهتم بالسلوك والجانب الروحي في الإنسان.

أما اقتصاديا، فقد أعطت بحسب الصحيفة الأمريكية، الزيارات المتتالية التي قام بها الملك محمد السادس لعدد من الدول الافريقية الشقيقة، دفعة كبيرة للاستثمار، حيث تم التوقيع على  عدد من الاتفاقيات اقتصادية لتشجيع الاستثمار بالقارة السمراء والتعاون جنوب-جنوب، كما أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتشجيع التشغيل الذاتي، و محاربة الفقر والهشاشة وتحسين الخدمات في الوسطين الحضري والقروي .

المحجوب داسع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق