د. عبادي : الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان تحمل دلالات في غاية النجاعة والوظيفية
قال فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء بمراكش، ان الرسالة الملكية السامية التي وجهها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان، تحمل دلالات في غاية النجاعة والوظيفية.
وأشار فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في تصريح لوكالة المغرب العربي، الى أن أولى هذه الدلالات هي دعوة جلالة الملك إلى تحالف الإرادات وليس تحالف الحضارات والأديان فقط، داعيا إلى تملك القضايا و "الأوجاع"، كما وردت في الرسالة الملكية، والتي تقض مضجع البشرية باعتبارها أسرة ممتدة.
وأضاف الدكتور عبادي، بخصوص الدلالة الثانية، أن يتم قرن القول بالعمل الذي جاء التوجيه إليه في الرسالة الملكية السامية، من خلال عدم الاقتصار على الشعارات والنوايا الحسنة والتعبير عن حُسن وزين المقاصد وإنما "لابد أن يكون الاقتران بين كسب البرلمانيين باعتبارهم نواب الأمة وممثليها عبر العالم والقادة الدينيين باعتبارهم الناقلين للإلهامات والهدى والرشاد الموجود في أديانهم المختلفة"، مؤكدا على ضرورة بلورة هذا" التجسير الذي يتم لأول مرة في المملكة المغربية بمراكش".
فيما تتعلق الدلالة الثالثة، يتابع الدكتور أحمد عبادي، بالبعد الذي ما فتئ أمير المؤمنين يشير إليه، ويتعلق بـ"حضور الاعتبار الكامل للمناهج والبرامج التربوية باعتبارنا نوعا مستمرا يخلف الجيل منه الأجيال السابقة"، موضحا أنه "لابد من نقل المِشعل الذي ينبغي أن يكون بطريقة منهجية ومُيسرة وقابلة للتملك من طرف مختلف الأجيال التي أصبح انتباهها متزاحما متنافَسا عليه بفعل مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي".
وخلص فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إلى أن الدلالات التي تضمنتها الرسالة الملكية السامية يجب أن تكون مشفوعة بآليات ومنتديات مستدامة "حتى لا يكون لقاء مراكش منفصما بعد انتهائه وإنما مستمرا ومستداما من خلال مجموعة من الآليات إلى جانب عدد من التشريعات التي من شأنها تأطير هذا الكسب، مع ضرورة تحديد مؤشرات ومعايير من أجل القياس حتى نشفع القول وبالعمل والنوايا الطيبة بالإنجاز العلمي على أرض الواقع".
ويروم المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان ( 13/15 يونيو الجاري)، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعادة التأكيد وتوطيد القيم والمبادئ المشتركة المتمثلة في السلام والإنسانية والأخوة والتعاون بين الثقافات والأديان والأمم، والتركيز على التعليم والعلوم بوصفهما أساسا هاما للسلام ووسيلة لمكافحة مختلف أشكال التعصب.
ويمثل المؤتمر المنظم بشراكة مع منظمة أديان من أجل السلام، وبدعم من تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة والرابطة المحمدية للعلماء، فرصة مثلى لرؤساء برلمانات وبرلمانيين وقادة دينيين وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء للانخراط في حوار بناء وتبادل الممارسات الفضلى لمواجهة القضايا الرئيسية التي تعيق التعايش المستدام.
و.م.ع بتصرف