الرابطة المحمدية للعلماء

دراسة علمية: الشذوذ الجنسي مرض نفسي والدين عامل رئيسي في علاجه

 دور الدين في علاج وتغيير الميولات الجنسية من المثلية إلى السلوك الجنسي الطبيعي

كشفت دراسة علمية أعدها روبرت سبيتزر البروفيسور المتخصص في الطب النفسي بجامعة كولومبيا بنيويورك تحت عنوان: “أدلة على فعالية إعادة توجيه العلاج للمثليين الجنسيين” أن الشذوذ الجنسي يعتبر مرضا نفسيا، وأثبت من خلال دراسة أنجزها في الموضوع سنة2001 وعرضها في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للطب النفسي ونشرت بعد سنتين في أرشيف السلوك الجنسي في شهر أكتوبر سنة 2003 في الجزء 32 رقم 5 في 14 صفحة ما بين 403-417 بعدما رفضت الجمعية الأمريكية نشرها واعتماد نتائجها، أن المثليين الجنسيين يستطيعون بفضل العلاج تغيير ميولاتهم الجنسية المثلية إلى ميولات جنسية غيرية، وكشفت نتائج هذه الدراسة أن نحو 200 فردا من العينة التي أجرى عليها روبرت البحث من كلي الجنسين (147 من الذكور و57 من الإناث) أثبتت تحويل الميول الجنسي من المثلية إلى الميولات الجنسية الغيرية نتيجة لخضوعهم لعلاج خمس سنوات أو أكثر.

وبحسب النتائج الواردة في هذه الدراسة، فإن أغلبية المستجيبين (85% ذكورا، و70% إناثا) تقول بأن المثلية الجنسية لا تبلي لهم حياة عاطفية حقيقية، و79% من كلا الجنسين أكدوا أن الشذوذ الجنسي يتعارض مع معتقداتهم الدينية، و67% من الرجال و35% من النساء يرون أن المثلية الجنسية تشكل عقبة أمام رغباتهم، إما للزواج أو الاستمرار في الزواج، وكان اللافت في هذه الدراسة هي دور الدين في العلاج وتغيير الميولات الجنسية من المثلية إلى السلوك الجنسي الطبيعي، حيث أثبتت الدراسة أن غالبية الذين تغيرت ميولاتهم الجنسية أكدوا على دور الدين في ذلك، (97% من خلفية مسيحية، و3% من اليهود، وأغلبية ساحقة 93% من جميع المشاركين أكدوا الدين مهم للغاية أو مهم في تغيير سلوكهم الجنسي المثلي)، وخلصت دراسة روبرت من خلال البيانات التي تم جمعها بعد العلاج إلى أن العديد من المشاركين شهدوا زيادة ملحوظة في وتيرة الارتياح العاطفي والجنسي بعد تحول ميولاتهم عن المثلية إلى الغيرية، في حين لاحظت الدراسة –في حالة المتزوجين- أن العلاقات الزوجية والعاطفية صارت أكثر وفاء، وهو ما جعل روبرت يخلص في آخر دراسته إلى أن المعلومات المتفرقة التي توصل إليها تقدم أدلة على فاعلية العلاج ونجاحه في تغيير الميولات الجنسية لدى السواذ، ولذلك فقد وجه رسالة واضحة في خاتمة دراسته إلى الجمعية الأمريكية للطب النفسي يدعوها إلى أن تتوقف عن تطبيق معيار مزدوج في التشجيع على إعادة توجيه العلاج، في حين تنشط في تشجيع مثلي الجنس بين العلاج الإيجابي لتأكيد وترسيخ هويتهم كمثليين، كما يدعوها إلى التوقف عن منع العلاج.

يشار إلى أن الدكتور روبرت سبيتزر كان يرأس فريق العمل الذي أنجز الطبعة الثالثة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي صدر في عام 1980، وقد أصبح مرجعا في تصنيف الاضطرابات النفسية إلى فئات منفصلة مع تحديد دقيق لمعايير هذا التصنيف، وقد خلفت آراؤه حول الشذوذ الجنسي جدلا واسعا، حيث اعتمدت دراساته وأبحاثه سنة 1973 في الموضوع، ووافقت لجنة الأمراض النفسية بناء على دراساته على حذف الشذوذ الجنسي من لائحة الأمراض والاضطرابات النفسية، لكن في سنة 2001، سيتقدم سبيتز بورقة علمية تخالف ما سبق وأن ذهب إليه، ففي الاجتماع السنوي للجمعية المغربية للطب النفسي، قال سبيتز أن نسبة عالية من الشواذ الجنسيين استطاعوا أن يغيرون ميولاتهم الجنسية المثلية إلى ميولات جنسية غيرية، وهو الرأي الذي سيثير موجة من الانتقادات داخل الجمعية بحكم مخالفته لما استقر في دراساتها من “حقائق” في الموضوع، وستدفع بعدم نشر ورقته، ليتسنى له نشرها بعد سنتين بعد مراجعتها في أرشيفات السلوك الجنسي.

(نقلا عن جريدة التجديد)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق