الرابطة المحمدية للعلماء

دراسة: العقاب البدني يزيد من عدوانية الطفل

أكدت دراسة نشرها موقع ميدل إيست أونلاين، أن التجارب برهنت أن العقاب البدني يزيد من عدوانية الطفل وأن له آثار تدميرية على سلوك وشخصية الطفل، كما أنه على العكس مما يظن البعض، تشدد الدراسة، قد يأتي بنتيجة معاكسة تماما لما هو مطلوب.

وقالت الدراسة التي أنجزها الدكتور رضاب فيصل، “إن العقاب الذي يقوم على إحداث ألم جسدي بغرض فرض الانضباط وتعديل السلوك، يزيد من عدوانية الطفل أكثر فأكثر ذلك لأن الشخص الذي يمثل قدوة بالنسبة له (الأب أو الأم) يعالج مشكلته بالضرب”، وأضافت أنه بهذا الشكل “يوصل الأهل لأطفالهم فكرة في غاية الخطورة تتمثل في أن الضرب أو التسبب بالألم هو وسيلة شرعية للسيطرة وضبط الأخلاقيات والأفعال تجاه أي كان، بالإضافة إلى معاقبة الطفل أحيانا بحرمانه من الطعام أو بحبسه داخل غرفة لا يستطيع الخروج منها، وغيرها من الأساليب التي ابتكرها الأهل، لكنها وبصراحة أثبتت فشلها عبر مرور السنين ومرور التجارب”.

وبينت الدراسة أن العقاب بشكلٍ عام يثير الغيظ والحنق عند الطرف الآخر مما يخلق ردة فعل عكسية دائما، بحيث أن اللجوء إلى العقاب يدمر احتمال أن ينظر الأطفال إلى آبائهم باعتبارهم الحضن الدافئ أو السند في الحياة، مشيرة إلى أن العقاب وخاصة البدني منه، يساهم كذلك بتشتيت فكر الطفل ودفعه إلى التفكير بالألم الذي يعانيه وبالغيظ الذي صار يكنه لأهله بدلا من تفكيره في المشكلة التي سببها وبالخطأ الذي أحدثه.

وخلصت الدراسة إلى العقاب بكل أشكاله هو مفهوم خاطئ، والوسيلة الأفضل لتقويم الخطأ هي النقاش والحوار مع الطفل فيما يخص الفعل السيء الذي ارتكبه، موضحة أن ما يجب على الأهل أن يأخذوه بعين الاعتبار أثناء الحديث والنقاش مع الأولاد، هو عمر ابنهم، فالتصرف مع ابن الثلاث سنوات يختلف بالطبع عن التصرف مع ابن الست سنوات من حيث اللهجة والانفعال والمفردات الواجب استخدامها.

عبد الرحمن الأشعري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق