الرابطة المحمدية للعلماء

خطة عمل إقليمية لبناء مجتمع المعلومات في المنطقة العربية

نبه الخبراء إلى الضعف الشديد الذي تعانيه صناعة البرامج الرقمية في الدول العربية

عقدت “اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا” (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة، اجتماعا لخبراء المعلوماتية والاتصالات في المنطقة. ناقشوا خلاله العديد من المحاور ذات الصلة بأهم المستجدات المتعلقة بالمعلوماتية والاتصالات المتطورة في المنطقة. وبحثوا خطة عمل إقليمية لبناء مجتمع المعلومات في المنطقة. ورصدوا تطور مُرَكّب المعلوماتية والاتصالات ( الذي يُشار إليه تقنياً بأحرف «أي سي تي» ICT وذلك اختصاراً لعبارة Informations Communications Technology.

واتّخذوا من “قمة مجتمع المعلوماتية” ومقرراتها مؤشراً على رصد التطور الرقمي في دول المنطقة، إضافة إلى خطة العمل التي أقرتها القمة العربية عام 2001، وإعلان القاهرة عام 2003 والخطة الأولية عن مجتمع المعلومات عربياً التي رُسِمَت عام 2003.

وجدير بالذكر أن تلك الخطط تندرج في سياق السعي لتحقيق أهداف الألفية الثالثة، التي أقرتها الأمم المتحدة في مطلع القرن الحالي. من قبيل استعمال المعلوماتية والاتصالات في النمو الاقتصادي، تطوير الحكومات الالكترونية، تدعيم المنظمات الأهلية غير الحكومية رقمياً، تنمية البنية التحتية للاتصالات، تمكين النساء ضمن مجتمع المعلومات، استعمال الوسيط الرقمي في دعم التعليم والبحث، رصد انتشار الكومبيوتر والانترنت اجتماعيا، تنمية المحتوى الرقمي عربياً.. إلى غير ذلك من الأهداف..

وقد شدد الخبراء على ربط نمو مُرَكّب «أي سي تي» في المنطقة برهان التقدم في صناعة برامج الكومبيوتر وأجهزته وشبكاته، (وكذلك صناعة أجهزة الهاتف النقال)، إضافة إلى الخدمات التي تقدم من خلال شبكات الكومبيوتر والهاتف النقّال. وفي هذا السياق، رصد الخبراء ضعفاً بيّناً في الصناعات الرقمية في الدول العربية، خصوصاً ما يتصل بصنع الأجهزة والأدوات. كما نبه الخبراء إلى الضعف الشديد الذي تعانيه صناعة البرامج الرقمية في الدول العربية..

وكان طبيعيا أن يتطرق اجتماع بيروت لخبراء “إسكوا” إلى التأثرات المحتملة للأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي على قطاع المعلوماتية في المنطقة..وخلصوا إلى أن ما يشهده الاقتصادان العالمي والإقليمي يمثل أزمة اقتصادية، وليس مجرد أزمات ظرفية في قطاعات محددة كالبنوك ومؤسسات الائتمان و قطاع العقار وغيرها.

كما اعتبروا أن ملامح الاقتصاد العالمي المستقبلية لم ترتسم بعد، وأنها ربما احتاجت إلى ما يتراوح بين 4 و5 سنوات كي تظهر ملامحها الأساسية. واعترفوا أن مُرَكّب «أي سي تي» لا يشكل صمام أمان في مواجهة هذه الأزمة.

خاصة في ظل تراجع الاستهلاك على الصعيدين العالمي والإقليمي، كما سجلوا أن قطاع المعلوماتية يعاني ركوداً في صناعة برامج الكومبيوتر والخدمات عبر الانترنت.

لكن بالمقابل، خلص الخبراء إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية، مع كل سلبياتها، تحمل في طيّاتها فرصاً يجب على العرب العمل على الاستفادة منها. خاصة أن الدول النامية باتت تمثّل 85 في المائة من النمو في قطاع الاتصالات، الأمر الذي يعطيها قوة تفاوضية مع الشركات الغربية العملاقة التي أضحت في أمس الحاجة إلى أسواق تلك الدول.

وحضّ الخبراء الحكومـات العربية على إدراج مُـرَكّب المعلوماتية والاتصالات في خطط التحفيز الاقتصادي التي بات إطلاقها أمراً ضرورياً.

ورأوا أن ذلك المُركّب يحمل فرصاً كبرى، خصوصاً في ما يتصل بالمحتوى الرقمي عربياً. وبيّنوا أن ذلك المحتوى يشمل الإعلام المرئي – المسموع ومواده وبرامجه وإعلاناته، إضافة إلى المكوّنات التقليدية للمحتوى مثل الكتب والنصوص والمناهج التعليمية وغيرها.

وانطلاقاً من هذه الرؤى، توسّع خبراء «إسكوا» في تناول المحتوى الرقمي عربياً. ولفتوا إلى أنه يشمل صنع تطبيقات رقمية تُعالِج المعلومات باللغة العربية وتعرضها وتخزّنها، كما تعمل على تقديم خدمات رقمية وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تتعامل مع الأبعاد الثقافية والسياسية والاجتماعية بما ينسجم والخصوصية الحضارية والعقائدية للمجتمعات العربية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق