الرابطة المحمدية للعلماء

خصوصيات المجال الصوفي بالمغرب

د. معصر: الإنسان المسلم بما يحمله من قيم روحية عالية مؤهل لأن يُعولمَ
هذه القيم!

قال
د. عبد الله معصر رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
سايس فاس: إذا كانت العولمة تحمل في طياتها جانبا ماديا يهدد مقومات الإنسان، فإن الإنسان المسلم بما يحمله من
قيم روحية عالية، تتمتع بالجودة، مؤهَّلٌ لأن يُعولم قيمه الروحية. 

كما
أكد معصر الذي كان يتحدث أمس في حوار حي مع موقع الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: “دور التربية الصوفية في بناء الشخصية المسلمة السوية”، أن التصوف
لا يعني الانعزال عن الحياة، وأن والزهدَ هو زهدٌ قلبي، لا يكون فيه للعبد تعلق بغير
مولاه. 

كما
أشار الخبير المغربي في قضايا التصوف إلى أن الآليات التي يمكن اعتمادها من أجل
ترسيخ هذه المبادئ في
نفوس الناس اليوم، تتمثل في العودة إلى التربية التي تعتمد منهج تحرير الإنسان من التعلقات
والشهوات النفسية، وذلك بتظافر جهود مدارس تربوية صوفية، وبإنتاج خطاب يحمل دلالات تُحرر الشعور الإنساني من العبودية
للأشياء، والنظر في البرامج التربوية. 

وشدد
معصر على ما تميز به المغرب على مستوى إنتاج الكثير من مشايخ التربية، مؤكدا خصوصيات
المجال الصوفي بالمغرب، والتي جعلت الكثير من طالبي المعرفة الصوفية يشدون الرحال إليه ليتتلمذوا على
مشايخه والأخذ عنهم فيما يتعلق بالتربية الصوفية.

وفي
هذا السياق أوضح معصر أن التصوف المغربي يتميز عن التصوف المشرقي بمجموعة من
الخصائص، منها:

1. التصوف
المغربي يَجمعُ ما بين الفقه والأخلاق؛ فصوفية المغرب أخذوا بالمعنى الواسع لكلمة الفقه.

2. التصوف
المغربي يَجمعُ بين التجريد أو التجرّد من الحظوظ القلبية وبين الأخذ بالأسباب الدنيوية.

3. صوفية
المغرب جَمعوا بين مجاهدة النفس وجهاد العدو. 

ودعا عبد الله معصر في هذا الحوار إلى صياغة خطاب
صوفي، يأخذ بعين الاعتبار ما يتطلع إليه الإنسان المعاصر، وما ينشده من سمو
الأخلاق… كما ركز على أهمية تجديد مضمون التربية الصوفية، والسير بها مع مراعاة المتغيرات
الزمانية والمكانية، وما يناسب الإنسان في هذا العصر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق