خزائن الكتب في التاريخ الثقافي لفاس 7
الدكتور عبد الله معصر
رئيس مركز دراس بن إسماعيل
7-خزانة القصار:
جمع الشيخ أبو عبدالله محمد بن قاسم القصارالغرناطي الأصل,المتوفى بفاس سنة 1012هـ خزانة كتب كانت تعد من الخزائن العظيمة بالمغرب,، كانت له خزانة كتب عظيمة جدا,جمعها كلها من غير أن يترك أسلافه من ذلك شيئا، وقال غيره :كانت تقاييده في بطاقات، ذكر أنه لما توفي كان ورثته يبيعون ذلك بالوزن والأرطال، فضاع بسبب ذلك علوم كثيرة[1]
8- خزانة المنقوشي بفاس:
أسسها العالم المشارك أبو عبدالله محمد بن أبي الشتاء المنقوشي المتوفى سنة 1072هـ رحل إلى المشرق ، وجمع كتبا كثيرة في رحلته.[2]
9- خزانة ابن عبدالسلام بناني بفاس:
أسسها شيخ المشايخ أبو عبدالله محمدبن عبدالسلام بناني المتوفى سنة 1163هـ, وجلب لها كتب كثيرة من المشرق[3]
10-خزانة العراقي:
وهي من إنشاء أبي العلاء إدريس بن محمد بن حمدون العراقي الحسيني المتوفى سنة 1183هـ، كانت تزخر بنفائس الدفاتر ومنتخبات الكتب وخصوصا كتب الحديث، فقد كان بها من غرائب كتبه ونوادر دواوينه ما لم يوجد في مكتبة سواها.[4]
11- خزانة المولى عبدالهادي:
وهي من جمع قاضي القضاة بفاس المولى عبدالهادي بن عبدالله العلوي المتوفى سنة 1272هـ، وقد اعتبرت خزانته جامعة، إذ عرف عنه أنه كان جماعا للدواوين، متضلعا في معرفة أسماء الكتب، وقدورثها عنه ابنه المولى إدريس[5]
12- خزانة آل ابن القاضي:
ينتسب آل ابن القاضي إلى الأمير موسى ابن أبي العافية المكناسي المتغلب على المغرب أواخر عصر الأدارسة . وتعتبر خزانتهم من أهم الخزانات العلمية على عهد السعديين، فقد تميزت بضمها لكتب الرياضيات والهندسة والفلك والتوقيت، فضلا عن كتب الفقه واللغة والأدب.[6]
13-خزانة المقري
أسسها مفتي فاس الحافظ أبي العباس أحمد المقري التلمساني أصلا، دفين مصر، لما هاجر من إلى فاس من تلمسان صحب كتبه معه، ولما رحل إلى المشرق ذهب بالمختار من كتبه وهي المجموعة التي منها ألف نفح الطيب وأزهار الرياض وفتح المتعال,وأبقى بفاس ما أبقى، وقد كتب من المشرق بعد هجرته إليه إلى أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الدلائي قائلا في شأن بنته التي خلف بفاس: أرسلت إلى الأصهار والفقيهين سيدي عبدالواحد بن عاشر وسيدي محمد بن سودة ببيع الكتب على طريق الإذاعة والإظهار، والنداء عليها في محل الرغبات ومظان الطلبات، ودفع ثمنها في مؤن البنت ثم قال : وقد صدرت عنهم أي أصهاره فعلة أحزنت وفلتة ساءت، وهي بيع بعض الكتب التي تعبت في تحصيلهاوجعلت تصحيحها نتيجة العمر، ومن جملتها ابن غازي على العيني على الألفية، مما لايجهل فضله حتى الغمر، وأخبرني بعض التواتيين أنها عنده بالتوات، وذكر لي علامات في هذا الكتاب بخطي ، والدهر يردها غير موات، فهل يعدل الكتب شيء؟ وما بعد الرشد غير الغي، وإذا كانت نفائس الكتب تباع خلسة فبيعها بالإعلام أنفى للدلسة[7]، وقال في نفح الطيب حين الكلام عن كتبه " وتركت الجميع بالمغرب، ولم أستصحب معي منه مايبين عن المقصود ويعرب إلا نزرا يسيرا علق بحفظي)[8] .
14- خزانة بني إبراهيم الدكالي
وهي من الخزائن المعروفة بفاس على عهد الوطاسيين، ففي ترجمة الشيخ الفقيه أبي محمد بن إبراهيم الدكالي في فهرسة المنجور أنه كان ممتعامن الكتب العلمية ,التفسير والحديث والعربية، وغير ذلك مما جمعه صهر والد زوجته الأستاذ الكبير أبو عبدالله الهبطي,وبقي عقبهم يتكسبون في فاس بصناعة الوراقة رجالا ونساء ويقولون : إن أصول الورق كان يدخل دارهم فيصير ورقا، ثم تكتب ثم تجدول، ثم تترجم بالذهب ثم تسفر ثم تذهب وتخرج من دورهم كتبا[9]
والخلاصة أن البحث في تاريخ خزانة الكتب بفاس يحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب في كتب التاريخ والأدب والفهارس، حتى نتمكن من رسم صورة صحيحة وواضحة المعالم، وبذلك نساهم في قراءة جديدة لمعطيات الحضارة المغربية، ومساهماتها في الإرتباط بالعلم والمعرفة، ونبين أهمية الكتاب في التاريخ الحضاري للمغرب.
1- نفح الطيب للمقري ج4 ص330- تاريخ المكتبات الإسلامية ض95.- دور الكتب في ماضي المغرب ص1064
[2] - نزهة الحادي ص 91- دور الكتب في ماضي المغرب ص1085
[3] فهرس الفهارس ج1ص244- شجرة النور الزكية ج1ص353- دور الكتب في ماضي المغرب ص111..
[4] فهرس الفهارس ج3ص818, نشر المثاني ج2ص 193- سلوة الأنفاس ج1 ص 150- دور الكتب في ماضي المغرب ص 1117
[5] - سلوة الأنفاس ج 1ص 123- دور الكتب في ماضي المغرب ص114
[6] الحركة الفكرية على عهد الدولة السعدية محمد حجي ج1ص 189- تاريخ خزائن الكتب بالمغرب ص 110.
[7] - تاريخ المكتبات الإسلامية ص(95-96)
[8] - نفح الطيب ج1ص 108.
[9] فهرست المنجور ص65- تاريخ المكتبات الإسلامية ص884