الرابطة المحمدية للعلماء

خبيرة إسبانية تدعو إلى إعادة كتابة تاريخ الأندلس

البحث في تاريخ الأندلس هو الطريق لمعرفة أثر الإسلام على الإنسان

أكدت الباحثة الإسبانية آدا روميرو سانشيز خبيرة التاريخ الأندلسي في قسم الدراسات السامية في جامعة غرناطة في إسبانيا أن البحث في تاريخ الأندلس هو الطريق لمعرفة أثر الإسلام على هذه الأمة وعلى الإنسان بشكل خاص، وان مفتاح ذلك هو السعي بجد لإنقاذ التراث الإسلامي هناك، مشيرة إلى أن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي في الأندلس وتخليصه مما شابه وكذلك السلوك الإسلامي الصحيح هما عاملان رئيسيان لتعريف الناس بحقيقة الإسلام وجوهره.

جاءت هذه التأكيدات التي نقلتها وكالات أنباء متفرقة في محاضرة ألقتها الباحثة في المجلس الرمضاني للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دولة الإمارات أول أمس.

واعتبرت الباحثة أن مهمة التاريخ تكمن في تسجيل الحقائق لا طمسها وأن تسجيل التاريخ الإسلامي يهدف إلى تقديم صورة حية عملية عن حياة المسلمين خلال 14 قرنا ليتعرف الناس على الطاقة الغريبة والعجيبة للدين الإسلامي الذي صنع هذه الأمة، مؤكدة في هذا الصدد أن كل حديث عن التاريخ الإسلامي في الأندلس إنما هو تقديم إلى مدخل لكتابته لأنه لا يزال مجهولا حتى من قبل المتخصصين والدارسين وذلك بسبب ما قامت به محاكم التفتيش من كذب وتلفيق وتجريح وتزييف وتشويه وطمس لمعالمه وحرق لبراهينه من المخطوطات والكتب التي ألفها مسلمو الأندلس خلال قرون عديدة في بلادهم.

وكان من أقوى ما جاء في المحاضرة، تأكيدها على أن البحث في تاريخ الأندلس هو الطريق لمعرفة أثر الإسلام على هذه الأمة وعلى الإنسان بشكل خاص وأن مفتاح ذلك هو السعي بجد لإنقاذ التراث الإسلامي هناك وما بقي من مخطوطات تشكل حجر الأساس لإعادة اكتشاف الأندلس، مشيرة إلى أن تقديم هذا التاريخ يجب أن يكون متكاملا ومشتملا على كل ما فيه من إيجابيات وسلبيات بهدف الوصول إلى إعادة تقديم الإسلام بصورته الصحيحة الحقيقية للناس، ومضيفة أيضا أن القيام بتدريس مادة التاريخ ومحاولات إنقاذ المخطوطات الأندلسية والعناية بها وتحقيقها وترجمتها ليس ترفا بل أمانة تاريخية يقدمها المسلمون الإسبان الجدد لأجدادهم.

كما أكدت الباحثة أن إعادة كتابة التاريخ الإسلامي في الأندلس وتخليصه مما شابه وكذلك السلوك الإسلامي الصحيح هما عاملان رئيسيان لتعريف الناس بحقيقة الإسلام وجوهره، مشيرة في ذلك إلى أن سلوك المسلم السوي اليوم هو الرسالة الوحيدة التي ستفهمها الإنسانية عن المسلمين والإسلام الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق، كما عرضت آدا سانشيز خلال المحاضرة العديد من الصور التي تناولت كيفية دخول المسلمين اسبانيا عام 711م وما قدمته الحضارة الإسلامية هناك من إنجازات على مستوى التأليف العلمي والطبي والديني والأدبي وفي الجوانب المعمارية والهندسية والاقتصادية والزراعية والقانونية وغيرها من المجالات الأخرى، وقد تضمنت هذه الصور والرسومات احترام الإسلام للثقافات المحلية وسماحته ووضع المسلمين المورسكيين إبان حملات محاكم التفتيش ومحاولاتهم إخفاء أو الفرار بدينهم ومؤلفاتهم ومخطوطاتهم وحرصهم على عدم إضاعتها لأنها تمثل تراثا إنسانيا للبشرية كلها.

وأكدت المتدخلة أيضا أن مكتبات قرطبة وحدها، كانت تضم نحو400 ألف مخطوطة في شتى العلوم والمعارف إبان القرن الحادي عشر للميلاد، مضيفة أن الحضارة الإسلامية التي تهتم بالعلم والمعرفة هي أكثر الحضارات من حيث عدد المخطوطات التي يقدرها البعض بسبعة ملايين مخطوطة بينما تعتقد المحاضرة أنها في حدود أربعة ملايين تقريبا، ملاحظة كذلك أن إحراق المخطوطات في الأماكن والميادين العامة كان بهدف القضاء على الذاكرة كخطوة أولى نحو نسيان هذه الحضارة الإسلامية المشعة على الكون كله. وأشارت هنا إلى بعض شهود العيان الذين كتبوا عن هول ما رأوا في بعض المخطوطات التي تم الحصول عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق