الرابطة المحمدية للعلماء

حينما يتراجع التعليم العربي عن إنتاج الفكر بالعربية !

لا بد من تطوير مناهج التعليم بما يعزز التمسك بالهوية العربية

أكد الناقد الدكتور صبري حافظ أستاذ الأدب العربي في جامعة لندن أن أبرز المخاطر التي تهدد اللغة العربية تكمن في تجاهلها والسعي إلى تهميشها في الحضارة الراهنة، وهو الأمر الذي ساهم فيه بشكل كبير عدم اهتمام أبناءها بدراستها رغم أنها معيار الهوية.

وحذر حافظ في حديثه لصحيفة “الخليج” الإماراتية من خطورة التهديدات التي قد تؤثر في اللغة في المنطقة العربية، مشدد أنه حينما تتراجع المعرفة العربية، ويتراجع التعليم العربي عن إنتاج الفكر بالعربية، ويغيب المشروع الحضاري العربي، فلابد أن تعاني اللغة العربية أيضا في ظل هذا المناخ.

ضرب ذ. حافظ المثل باللغة الإنجليزية ومشروع تحويلها إلى ما يشبه اللغة العالمية، فهو بالتأكيد مشروع حضاري وفكري ونهضوي؛ لأنه حينما تصبح اللغة في تفاعل مع العالم تكون محل اهتمام الجميع وهدف يسعون إلى تحقيقه.

وأبدى الدكتور صبري حزنه العميق أن يصبح خريجو اللغات الأجنبية هم المطلوبين في سوق العمل بل وتصبح اللغة سواء أكانت انجليزية أو فرنسية هي المعيار الرئيسي للعمل، فيما يعاني خريجو اللغة العربية، الأمر الذي يؤدي إلى العزوف والابتعاد عنها لأنها غير مطلوبة.

وشدد على البداية لا بد أن تنطلق من تطوير مناهج التعليم بما يعزز التمسك بالهوية العربية، في ظل وجود بعض مناهج التعليم التي أدت إلى كراهية الطلاب للغتهم العربية وعدم فهم آدابها.

وأشار حافظ إلى ضرورة العمل على أن تكون اللغة العربية لغة جذابة؛ ليس فقط لأبنائها ولكن للأجانب باعتبارها لغة مرموقة، ويتم تقديرها في موطنها، بعد أن باتت تعامل علي أنها لغة غير جذابة لا تلقي احترام من أبناءها.

الدكتور صبري قسم الحكومات العربية من حيث اهتمامها باللغة العربية وفقا للأجندات السياسية إلى قسمين الأولي يوليها اهتماما وإن لم يكن بالشكل اللائق بمكانتها فيما لا تعطيها الأخرى قدرها الكافي، ولكنه يري أن هناك رغبة قوية للحفاظ على اللغة العربية وحمايتها وإعادتها إلى مكانتها.

واختتم حافظ حديثة بالتأكيد على ضرورة تكاثف البلدان العربية في هذا المشروع؛ لأن اللغة هي الهوية التي تجمعنا والوجدان الذي يربط المشاعر العربية، والمحافظة عليها مطلب وطني لا يمكن تجاهله أو إهماله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق