حوار الحضارات.. الإمكانات والعوائق
د. عبد الحي المودن: الحوار بين الحضارات والثقافات ينبغي أن يظل قناعة راسخة لدى الشعوب والأفراد
أكد الدكتور عبد الحي المودن، في حوار مباشر معه على موقع الرابطة المحمدية للعلماء يوم الخميس 07 يناير 2009، أن الحوار بين الحضارات والثقافات ينبغي أن يظل قناعة راسخة لدى الأفراد والشعوب، بالرغم من أن ذلك قد يبدو، في ظل الحرب الظالمة التي تشنها دولة إسرائيل ضد الفلسطينيين، أنه نظرة مثالية متناقضة مع الواقع.
وقد تساءل أغلب زوار موقع الرابطة، خلال هذا الحوار المباشر مع د. المودن، الذي يعمل أستاذا العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بالرباط، عن الفائدة من الاستمراء في الدعوة إلى حوار الحضارات والثقافات في أجواء رائحة الدم والدمار المنبعثة هذه الأيام من قطاع غزة المحاصر من قبل كيان صهيوني يضرب عرض الحائط كل مبادئ الداعية إلى السلم والتعايش العالميين.
وأجاب د. المودن عن مثل ذلك التساؤل بأن مسؤولية الفلسطينيين والمتعاطفين معهم هي العمل على إقناع العالم بمشروعية القضية الفلسطينية، على أساس أن حوار الثقافات هو مجال للدفاع عن القضايا النبيلة بوسائل السلم والحوار والإقناع، وكلما تقوى الإيمان بعدالة القضايا ـ يضيف المودن ـ ازدادت الحاجة إلى ضرورة البحث عن أكثر الوسائل فعالية في الدفاع عن هذه القضايا.
وقال ضيف حوار الحي إن غزة اليوم تبرز أن ما تدعيه العديد من الدول الغربية من تفوقها الأخلاقي على غيرها من الدول ليس صحيحا، وأن على المؤمنين بالحوار إظهار تناقض وتذبذب عدد من المنابر في الغرب، التي يجب أن تقتنع بضرورة تبني الدفاع عن حقوق الإنسان كاملة بدون تمييز وفي كل المناسبات.
وأشار د. المودن، وهو أيضا عضو بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب، إلى أن العالم اليوم يعرف مواجهة شرسة بين القوة العسكرية الإسرائيلية الظالمة وبين الفلسطينيين الذين يطالبون بحقهم في حصولهم على دولتهم، غير أن هذه المواجهة ـ يؤكد الدكتور ـ ليست بالضرورة مواجهة حضارية، لكنها مواجهة مع دولة ترسخ وجودها الاستعماري اعتمادا على ما تملكه من قدرات عسكرية مدمرة، وتتفق كل الحضارات والثقافات عبر العالم على إدانتها لهذه السياسة الإسرائيلية الظالمة.
وعن سؤال لأحد قراء موقع الرابطة حول ضرورة إعادة كتابة التاريخ الإسلامي لضمان إمكانية إجراء حوار للحضارات انطلاقا من رؤية واضحة ومن موقف قوة، أجاب رئيس مركز تواصل الثقافات بالرباط قائلا: "إننا في حاجة إلى المناهج الحديثة في البحث التاريخي وفي مجالي العلوم الإنسانية والاجتماعية لفهم أنفسنا ومجتمعنا حاضرا وماضيا، وهذه العملية تستوجب الاستثمار في مجال البحث الجامعي في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية التي مع كامل الأسف تهملها سياستنا التعليمية".