الرابطة المحمدية للعلماء

حقوق الطفل في المغرب الواقع والطموح

الأستاذ سعيد راجي: هناك مجهودات لوضع استراتيجية وطنية للتصدي لظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال

صرح الأستاذ سعيد راجي، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، في حوار مباشر مع زوار موقع الرابطة المحمدية يوم الخميس 27 نونبر 2008، قائلا: “إنه تم تسجيل بعض حالات الاعتداء الجنسي على أطفال في بعض المدن من طرف الأجانب، لكن هذا لا يعني أن هناك شبكة منظمة في هذا المجال”.

وأضاف الراجي أن المرصد الوطني كان سباقا لإثارة انتباه المعنيين بالأمر من أجل دفعهم إلى التصدي لهذه الظاهرة سواء من خلال حملات إعلامية، أو من خلال المركز المرجعي للاستماع وحماية الأطفال ضحايا سوء المعاملة والاستغلال. وقال المدير التنفيذي للمرصد إن هناك مجهودات حثيثة لوضع استراتيجية وطنية للتصدي للاستغلال الجنسي للأطفال، ستشارك فيها كل القطاعات المعنية بما في ذلك وزارة السياحة بالمغرب.

وقد أثار قراء موقع الرابطة إشكالات كثيرة تهم وضعية الأطفال بالمغرب، مثل ظاهرة تشغيل الأطفال في سن مبكرة، وقضية الهجرة إلى الخارج، وسقوط بعضهم في براثن المخدرات والانحلال الخلقي.

وعن ظاهرة تشغيل الأطفال قال سعيد الراجي، عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إنه تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات السنة الماضية، في إطار برنامج “إنقاذ”، مع قطاعات مختلفة لإيجاد بدائل لتشغيل الأطفال، قصد مساعدة أوليائهم على إقامة مشاريع مدرة للدخل، خاصة بالنسبة للعائلات التي لها طفلات تشتغلن في البيوت أو مرشحات للشغل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الهدف الأسمى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية هو توفير حياة كريمة للأسر المعوزة، وبالتالي إعفاء الأطفال من الشغل والتفرغ للدراسة.

وعن سؤال لأحد القراء من إسبانيا عن ظاهرة هجرة أطفال المغرب إلى الخارج، أجاب المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل بأن هذا الموضوع تعطى له أهمية كبيرة في الخطة الوطنية العشرية للطفل، وأن هناك تنسيقا محكما مع قطاعات واسعة وحتى بعض المنظمات الدولية للعمل، من أجل التصدي لهذه الظاهرة وتوفير الظروف الملائمة وطنيا لهؤلاء الأطفال وإبعادهم عن التفكير في الهجرة .

وأثار الراجي قضية تعاطي الأطفال للمخدرات، قائلا: إن المرصد الوطني للطفل قام بحملات إعلامية عريضة بخصوص هذا الموضوع، بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني، كما أن هذه القضية طرحها برلمان الطفل في دورته الأخيرة في شكل سؤال موجه إلى الحكومة المغربية.

وركز سعيد الراجي في أجوبته على المجهودات التي يقوم بها المرصد الوطني لحماية الطفولة المغربية من الضياع، مشيرا إلى أن من مهمة المرصد هي تفعيل بنود اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي صادقت عليها كل الدول الإسلامية نظرا لعدم تعارضها مع مبادئ الشريعة الأسلامية.

وأشار أخيرا الأستاذ الراجي إلى أن الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المؤتمر الوطني لحقوق الطفل في دورته 12 المنعقدة في شهر مايو المنصرم حثت على بلورة حكامة ترابية مجالية للنهوض بحقوق الطفل محليا وجهويا، وتمكين الأطفال من الترعرع في بيئة تضمن لهم حياة كريمة.

يذكر أن الرابطة المحمدية للعلماء كانت قد نظمت ندوة علمية تواصلية، بتعاون مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، والسفارة الكندية بالرباط ، والتي جرت أشغالها بفندق الرباط يوم الجمعة 21 صفر 1429 الموافق لـ 29 فبراير 2008، بمشاركة باحثين من داخل المغرب وخارجه، وبإسهام متميز للعديد من فعاليات المجتمع المدني المهتمة بموضوع الطفولة، وفي مقدمتها “الطفولة الشعبية” وبرلمان الطفل ؛ حيث كان حضور الأطفال وتفاعلهم ومشاركتهم الفعلية من أبرز المكتسبات التي حققتها هذه الندوة، وقد عرفت الندوة كذلك طرح مقاربات علمية وحقوقية حول مكانة الطفولة في الأديان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق