سئل الإمام مالك (ت179ﻫ) عن أربعين مسألة فأجاب عن أربع، وقال في الباقي: لا أدري؟! ولم يقل أهل زمانه: إن العلم قد اندثر.
وجاء رجل مرة من بعض الآفاق إلى الإمام مالك، سائلا عن شيء، فقال له: لا أدري.
فقال: إني أتيت من بلد بعيد، فبأي شيء أرجع إلى أهلي؟!
فقال: إذا رجعت إلى أهلك، فقل: إن مالكا لم يعرفها.
وقال ذلك أيضا مرة أخرى، فقام إليه ابنه – وكان قد صنف شيئا من العلم – فقال: كيف تقول لا أدري؟! كأنه يستحي من قولها. فأقام رضي الله عنه مناديا يُعلم الناس: ألا يُتّبع ابنه، ولا يُعمل بكتبه، وكان يقول هو وغيره: جُنة العالم: لا أدري، فمتى أخطأها أُصيبت مقاتِلُه.
ونظم ذلك بعضهم فقال:
ومن كان يهوى أن يُرى متصدرا |
|
ويكره لا أدري أصيبت مقاتله |