الرابطة المحمدية للعلماء

جلالة الملك يدعو إلى وضع خارطة طريق تنموية عربية ملزمة بأهدافها وآلياتها

مأساة الشعب الفلسطيني تتطلب رؤية جماعية قوامها العمل الصادق

قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الخطاب الذي وجهه إلى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقدة يومي 19 و20 بالكويت، “إن المغرب، إذ يجدد التزامه الراسخ بنصرة هذا الشعب الصامد، وتضامنه الملموس، فإنه لا يكتفي بالاستنكار الشديد، للعدوان الإسرائيلي الغاشم، على قطاع غزة، بل إننا نعتبر أن استفحال مأساة هذا الشعب المكلوم، يتطلب مواجهتها بإرادة مشتركة، ورؤية جماعية، قوامها العمل الصادق والتحرك الناجع، من أجل إنهاء العدوان والاحتلال ونبذ العنف ورفع الحصار الجائر، وهو ما يقوم به المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، بكل صدق والتزام”.

واعتبر جلالة الملك أن المساعي الشكلية والنوايا الطيبة لم تعد، في هذه المرحلة الدقيقة، مجدية، بقدر ما أصبح الوضع يتطلب الالتزام الفعلي والحزم في تطبيق الشرعية الدولية.

وأضاف جلالته أن المجتمع الدولي أصبح الآن أمام محك حقيقي في منطقة الشرق الأوسط، المشحونة بالعديد من بؤر التوتر، التي لا تهدد فقط استقرارها وأمنها وإنما أيضا الأمن والسلم الدوليين.

“ومما يزيد الوضع تعقيدا، يقول جلالة الملك، تمادي إسرائيل في رفض إنهاء الصراع المرير، على أسس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التي أقرت بقيام علاقات طبيعية مع إسرائيل، مقابل انسحابها الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة”.

وأكد جلالة الملك أن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، تقتضي منهم جميعا المزيد من التحلي بروح المسؤولية ونكران الذات والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وذلك بالعمل على رص صفوفهم وحل خلافاتهم بالحوار الأخوي البناء، داعيا جلالته إياهم إلى استحضار التضحيات الجسيمة التي قدمها وما يزال يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع على امتداد أزيد من نصف قرن.

وقال جلالة الملك محمد السادس “إن من واجبنا نحن العرب، أن نبلور مبادراتنا بما يخدم وحدة الصف الفلسطيني ويساعده على تجاوز خلافاته، بعيدا عن التجاذبات، أيا كان مصدرها ومراميها، وبما يقوي مؤسساته الوطنية الشرعية”.

ومن جهة أخرى، دعا صاحب الجلالة إلى وضع خطة زراعية عربية، مدعومة باستراتيجية مائية، في أفق تحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي يتوفر الوطن العربي على كل عناصره، مبرزا، أن تنمية الأقطار العربية لن تتحقق، إلا بإصلاح وتحديث أنظمة التعليم والتكوين، وتحرير الإنسان العربي من براثن الجهل والأمية، ومن نزوعات الانغلاق والتواكل والتعصب، وكذا العمل على نشر الفكر العقلاني المتنور، وبناء مجتمع المعرفة والاتصال.

وأشار جلالة الملك إلى أن المغرب يتوفر على الإرادة والثقة، في بناء فضاء اقتصادي عربي مشترك، موضحا أنه لا سبيل إلى ذلك، إلا باعتماد أربع دعائم أساسية، في طليعتها، توفير مناخ عربي مطبوع بالتعاون والتضامن، وتجاوز نزوعات التجزئة، وحل الخلافات المفتعلة، ونبذ السياسات الاقتصادية القطرية المنغلقة على نفسها وعلى محيطها، وكذا الأخذ بالنهج الحتمي لبناء تجمعات جهوية مندمجة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق