الرابطة المحمدية للعلماء

جراثيم الأسنان تعيق وصول الدم إلى القلب أو الدماغ

أكدت دراسة حديثة، قدمها باحثون من جامعة بريستول والكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، خلال مؤتمر الربيع لعلم الأحياء الدقيقة العام في دبلن، أن بقايا الطعام واللعاب التي تلتصق بسطوح الأسنان، تشكل خطرا كبيرا يفوق الاعتقاد السائد الذي يحصر خطر إهمال الصحة الفموية في تسوس الأسنان.

فقد توصل فريق طبي مختص أن تلك البقايا هي بمثابة بيئة مناسبة لنمو الجراثيم القادرة على الدخول، عند حدوث جرح في اللثة، لمجرى الدم والتهرّب من الجهاز المناعي،  وصولا إلى القلب، مما قد يساهم في تكوين الجلطات أو الإصابة بأمراض قلبيّة خطيرة (منها التهاب شغاف القلب)، نتيجة الالتهابات التي تصيب البطانة الداخلية للقلب، وهي أمراض تتطلّب تدخّلاً جراحياً في معظم الحالات وتتسبب في الوفاة لحوالي ثلث المصابين بها.

وإضافة إلى أمراض القلب، تمتلك الجراثيم التي تصيب الفم، القدرة على تحفيز إنتاج الجلطات في الدم، مما يعيق وصول الدم إلى القلب أو الدماغ، الخطر الذي يتهدد حياة الإنسان.

وأوضح القائمون على الدراسة، أن الجراثيم المتراكمة بالفم، قادرة على إنتاج بروتينات معيّنة تشبه تلك التي ينتجها جسم الإنسان بشكل طبيعي لتحفيز تجمّع الصفيحات الدمويّة، وبمجرد دخول هذه الجرثومة لمجرى الدم، تعمل على تجميع الصفيحات الدمويّه حولها، لتحصين نفسها من الجهاز المناعي للإنسان، ومن المضادات الحيويّة أيضا، الشيء الذي يسهّل وصولها للقلب وإصابته بالالتهاب. وبهذا الشكل، يؤدي تجمّع الصفيحات الدمويّة إلى تشكّل الجلطات الكفيلة بسد مجرى الدم.

ويوضح الدكتور ستيف كريجان، أن فريقه المشرف على الدراسة، تمكن من تحديد المركبات الكيميائيّة التي تتمكّن من خلالها جرثومة Streptococcus gordoni  من تقليد عامل التخثر، وهي الخطوة التي اعتبرها كريجان ستعين الفريق على اكتشاف مركبات جديدة تمنع تحفيز جلطات الدم.

ولضبط هذه الجراثيم، تؤكد الدكتورة هيلين بيترسون، أحد عناصر فريق العمل، على أهمية المحافظة على الصحة الفموية بالاستخدام المنتظم لفرشاة الأسنان والخيوط السنية.

فاطمة الزهراء الحاتمي ووكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق