ثمرات التربية الصوفية وأثرها في حياة الفرد والمجتمع.. ثمرة الإنفاق في سبيل الله (10)
يعد الإنفاق في سبيل الله من أجل التمرات التي تنتجها التربية الصوفية في قلوب السالكين إلى حضرة علام الغيوب، بعد أن تطهرت قلوبهم من الشح والبخل وحب المال، وصفت سرائرهم وفاضت أرواحهم بمحبة الله ورسوله، وتخلصت من قيود الغفلة، وأصبحت منبعاً للكرم والجود والسخاء، وإشاعة روح التسامح والتعاون والتآخي بين الناس ممتثلة لقوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَاتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [سورة إبراهيم، الآية: 31]. وعلموا كذلك وتيقنوا بأنّ الصدقة تُطهر القلوب ونتور الوجدان، مصداقاً لقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) [سورة التوبة، الآية: 103].
ولما تحلت القلوب بهذه الصفاة، وأحبّت الخير للنّاس، فتح الله لها أبواب الخير ورزقها من حيت لا تحتسب ووعدها بالثواب والأجر العظيم والفوز بالجنة، قال جلت قدرته: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالاَرضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة آل عمران آية 133- 134]، وقال جلت قدرته: (من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً...)، [سورة البقرة: الآية 24]. وفضلا عن ذلك تيقن السائرون إلى حضرة الله بأن الإنفاق والصدقة في سبيل الله تزرع الألفة والمحبة بين الناس فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ، وَخَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ)[1].
كما أنّ الإنفاق في الخير ووجوه البر يعتبر دليلاً واضحاً على صدق الإيمان وطهارة النفس من حب الدنيا، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب. وزيادة البركة والرزق في المال، وتفريج الكرب، وتيسر كل عسير، قال عز من قال: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سورة سبأ، الآية: 39]. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله علية الصلاة والسلام: (...الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ...) [2]، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (الصدقة برهان على صحة الإيمان، وسببُ هذا: أنّ المال تحبُّه النفوس، وتبخل به، فإذا سمحت بإخراجه لله، دلَّ على صحة إيمانها بالله، ووعده ووعيده)[3].
ومن آثار الإنفاق في سبيل الله تعالى تحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة الأسر المحتاجة والمعوزة، ومد يد المساعدة لكل المحتاجين، وتحقيق كفايتهم المادية والمعنوية، فالشريعة الإسلامية حببت للناس البذل والإنفاق والنفقة في السر والعلن، في الشدة واليسر وتربية النفوس على السخاء والجود والكرم وترك الشح والبخل والأنانية وحب المال، فكما يحب الإنسان الخير لنفسه وجب عليه أن يحب الخير لغيره، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُومِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)[4]. وعن أبي بردة عن أبي موسى: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)[5]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...الحديث)[6].
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا جاءه السائل، أو طلبت منه حاجة بادر إلى الخير، قال: (اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلّم مَا شَاءَ)[7]. يقول ابن حجر: (في الحديث حض على الخير وفعله، والتسبب إليه بكل وسيلة، والشفاعة إلى الكبير في كشف كربة، ومعونة ضعيف) [8].
- المعنى اللغوي والاصطلاحي لمصطلح الانفاق
الإنفاق مصدر للفعل الرباعي أنفق، فيقال: أنفق ينفق إنفاقًا، فهو منفق، والمفعول منفق (للمتعدي)، أنفق مالًا: صرفه وأنفده، وهو بذل المال ونحوه في وجه من وجوه الخير، ويأتي بمعنى الفقر والإملاق؛ لأن الإنفاق سبب للافتقار من الشيء المنفق[9].
وقال ابن منظور في اللسان، وأَنْفَقَ الْمَالَ: صَرَفَهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ) [سورة يسن، الآية: 47]؛ أَي أَنفقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وأَطعموا وَتَصَدَّقُوا. واسْتَنْفَقه: أَذهبه. والنَّفقة: مَا أُنفِق، وَالْجَمْعُ نِفاق)[10].
وقيل: الإنفاق الإخراج، أي إخراج المال من اليد، ومنه: نفق البيع: أي خرج من يد البائع إلى المشتري. ونفقت الدابة: خرجت روحها، ومنه: المنافق: لأنه يخرج من الإيمان، أو يخرج الإيمان من قلبه، ونفق الزاد: فنى) [11].
وفي المعنى الاصطلاحي للإنفاق فقد عرفه الجرجاني بقوله: (هو صرف المال في الحاجة) [12].
وقيل: (هو إخراج المال لغرض، والمراد بالنفقة هنا: الزكاة المفروضة، وقيل: الإنفاق على العيال، وقيل الإنفاق في سبيل الله وقيل هو عام) [13].
- المفهوم الكوني للصدقة
تعددت أشكال الإنفاق والصدقة وليست محصورة في إخراج المال فقط بل هناك طرق أخرى كل حسب طاقته وقدرته في النفقة ففي بعض الأحيان لا يجد الإنسان المال لكي ينفق منه لذلك فالشريعة الإسلامية حددت وجوها أخرى للنفقة والصدقة إذا تعذر وجود المال فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ) [14].
ومن هذا الحديث يتبين أن الصدقة متعددة ومتنوعة بغض النظر عن نتوفر المال يمكن للإنسان أن يتصدق بمعاملته الصالحة مع الناس سواء تعلق ذلك بتوفير قوت يومه أو لباسه أو سكنه أو علاجه أو أي ضرورة من ضروراته المهمة أو قضاء دين فعن أبي ذرٍّ قال: (قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) [15].
كما أنّ الشريعة الإسلامية قد جعلت كذلك الرفق بالحيوانات صدقة ونفقة كالطيور والحيوانات، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) [16].
- الوعيد الشديد لمن يكنز الذهب والفضة ولا ينفقها في سبيل الله
لقد توعد الله سبحانه وتعالى الذين يكنزون المال والذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، بالعذاب الأليم، لأن ذلك سبب في ضياع حقوق الناس في حصولهم على نصيبهم من الصدقة والزكاة الذي شرعه الله للمحتاجين والمساكين، وقد قال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة التوبة، الآية: 34].
- أدلة الإنفاق من القرآن الكريم
يزخر القرآن الكريم بجملة من الآيات البينات التي تحت على أهمية الانفاق في سبيل الله، وما رتب الله على ذلك من أجر وثواب عظيم ومن ذلك:
قال الله جلت قدرته: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [سورة إبراهيم، الآية: 31].
وقال الله جل جلاله: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة، الآية: 271].
وقال الله جل جلاله: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 261].
وقال جل شأنه: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة الحديد، الآية: 10].
وقال تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) [سورة إبراهيم، الآية:31].
وقال جلت قدرته: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً) [سورة المزمل، الآية: 20].
وقال تقدست أسماؤه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) [سورة التغابن، الآية: 16].
قال الله عز وجل: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [سورة الحديد، الآية: 18].
وقال الله جل جلاله (منْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة البقرة، الآية: 245].
وقال الله سبحانه وتعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [سورة الحديد، الآية: 11].
- أدلة الانفاق من السنة النبوية
حفلت السنة النبوية بجملة من المواقف التي تؤكد أهمية وفضل وثواب الإنفاق في سبيل الله، وكيف تساهم النفقة في طهارة القلوب من الشح والبخل وزيادة الرّزق والتّقرب إلى الله جلت قدرته، لأنّه لا يمكن التقرب إلى الله إلا إذا كان القلب طاهراً صفياً نقياً تجرد من ملذات الدنيا ونعيمها الزائل، قال الله جل قدرته: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [سورة الشعراء، الآية: 88]. وقال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [سورة الحشر، الآية: 18].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) [17]. قال الإمام النووي رحمه الله: (قال العلماء، معنى الحديث أنّ عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له، إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها. الصدقة الجارية، وهي الوقف...وفيه دليل لصحة أصل الوقف وعظيم ثوابه) [18].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أنّ الله سبحانه وتعالى، قال: (يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)[19].
وعن عدي بن حاتم، قَالَ، (قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ، اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) [20].
وعن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ- أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا) [21].
عن ابن عباس- رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ) [22].
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كان أبو طلحة أكثرَ الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحبَّ أمواله إليه بَيْرَحاءُ، وكانت مستقبلةً المسجدَ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّب، قال أنس - رضي الله عنه -: فلما أنزلت هذه الآية: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [سورة آل عمران، الآية: 92]، قام أبو طلحة إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: يا رسول الله، إنّ الله - تبارك وتعالى - يقول: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وإن أحبَّ أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقةٌ لله، أرجو بِرَّها وذُخرها عند الله - عز وجل - فضعْها يا رسولَ الله، حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ... الحديث) [23].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَلَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَاّ عِزًّا، وَلَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلَاّ رَفَعَهُ اللهُ..) [24].
وعن أَبي هريرة- رضي الله عنه: أن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم، قال: رسول الله صلى الله عليه وسل: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ، أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ، أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً) [25].
- نماذج من صدقة ونفقة النبي صلى الله عليه وسلم
فقد كان صلى الله عليه وسلم في الجود والكرم، والسماحة والسخاء، والبذل والعطاء في سبيل الله تعالى، ولا يضاهيه في ذلك أحد.
فعن أنس رضي الله تعالى عنه: (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَتَى قَوْمَـهُ فَقَالَ: أَيْ قَـوْمِ! أَسْلِمُـوا. فَـوَ الله إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ. فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) [26].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) [27].
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: (غَزَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَـهُ مِـنَ الْـمُسْلِمِينَ، فَاقْتَتَلُـوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَـرَ الله دِينَهُ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَعْطَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنَ النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِئَةً) [28].
- نماذج من صدقة ونفقة الصحابة رضوان الله عليهم
ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم النموذج الأمثل في الصدقة وأنفاق المال ي وجوه الخير، وذلك بعد أتربو على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر النموذج المتالي في التصدق على الفقراء والمحتاجين، الشيء الذي جعلهم يتنافسون ويتسابقون في الإنفاق والصدقة في سبيل الله، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما أبقيت لأهلك؟، قلت نصف مالي، قال: فجاء أبو بكر بماله كله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما أبقيت لأهلك؟)، قال، أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً)[29].
وقف بني النجار أرضهم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ، قَالُوا: لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللهِ) [30].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، أي لا نطلب ثمنه من أحد، لكن هو مصروف إلى الله)[31].
تصدق أبو بكر الصديق بماله وتصدق عمر بن الخطاب بنصف ماله رضي الله عنهما في سبيل الله
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (أمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ فَقُلْتُ: مِثْلَهُ قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَداً) [32].
وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأرضه بخيبر في سبيل الله
عن نافع عن ابن عمر أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْمِرُهُ فِيهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ مَا أَصَبْتُ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا أَنَّهَا لَا تُبَاعُ أَصْلُهَا وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَفِي الرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مِنْهَا) [33].
حفر عثمان بن عفان رضي الله عنه لبئر رومه وتجهيزه لجيش العسرة في غزوة تبوك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ، وَقَالَ: مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ) [34]. قال الحافظ ابن حجر: (المراد بجيش العسرة: تبوك...)[35]
وقال ابن إسحاق: (ثُمّ إنّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَدّ فِي سَفَرِهِ، وأمر الناس بالجهاز والانكماش، وحضّ أَهْلَ الْغِنَى عَلَى النّفَقَةِ وَالْحُمْلَانِ فِي سَبِيلِ الله، فَحَمَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْغِنَى وَاحْتَسَبُوا، وَأَنْفَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ فِي ذَلِكَ نَفَقَةً عَظِيمَةً، لَمْ يُنْفِقْ أَحَدٌ مِثْلَهَا) [36]. ولقي هذا العمل الجبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا كبير ودعى له بقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهمّ ارْضَ عَنْ عُثْمَانَ، فَإِنّي عَنْهُ رَاضٍ) [37].
إنفاق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وعاصم بن عدي
قال السهيلي في الروض الأنف: (وَكَانَ الْمُطّوّعُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصّدَقَاتِ عَبْدَ الرّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَعَاصِمَ بْنَ عَدِيّ أَخَا بَنِي الْعَجْلَانِ، وَذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَغّبَ فِي الصّدَقَةِ، وَحَضّ عَلَيْهَا، فَقَامَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَتَصَدّقَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَامَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيّ، فَتَصَدّقَ بمائة وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ...) [38].
وعَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: (تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِشَطْرِ مَالِهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِمِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةِ رَاحِلَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَانَ عَامَّةُ مَالِهِ مِنَ التِّجَارَةِ) [39].
تصدق أبي الدحداح بحائطه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَمُرْهُ يُعْطِينِي أُقِيمُ بِهَا حَائِطِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى الله عَلَيه وسَلم: "أَعْطِهِ إِيَّاهَا بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ"، فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ، فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، فَفَعَلَ فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي وَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا، فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: "كَمْ مِنْ عِذْقٍ دَوَّاحٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ" مِرَارًا. فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَقَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَتْ: رَبِحَ السِّعْرُ) [40].
زيادته للمسجد النبوي
ولما ضاق المسجد بأهله، قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (من يَزِيد فِي مسجدنا"؟ فاشترى عُثْمَان موضع خمس سوار فزاده فِي الْمَسْجِد) [41].
- فوائد وجزاء الإنفاق في سبيل الله
لقد شرف الله جلت قدرته العبد المؤمن والمؤمنة الذين ينفقون في السراء والضراء ويسعون في وجوه وأبواب الخير ومساعدة الناس بعظيم الثواب والجزاء وجعل لهم مجموعة من المزايا والفضائل ومنها:
الفوز بالجنة والتمتع بنعيمها الدائم: يقول الله جلت قدرته: (سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران، آية: 133، 134].
النجاة من عذاب الله، فعن عدي بن حاتم، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) [42].
تزكية القلب وطهارة للنفس من الشح والبخل والتعلق بالمال: يقول الله جلت قدرته: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [سورة التوبة آية 103].
ويقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ) [43].
مضاعفة الأجر والتواب من عند الله جلت قدرته: قال جلت قدرته: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 261].
- شروط وضوابط الإنفاق في سبيل الله حتى يحصل الثواب والأجر
وضعت الشريعة الاسلامية مجموعة من الشروط والضوابط الواجب توفرها في المال أو الصدقة أو الزكاة المراد التصدق بها وحذرت من التصدق والنفقة بالمال الحرام، كالسرقة، والمقامرة، والرشوة والمتاجرة في المحرمات والتعدي على مال اليتيم، أو خيانة الأمانة وأكل أموال الناس بالباطل.
أن يقصد بالصدقة وجه الله تعالى وأن تخرج عن كل حظ من حظوظ الدنيا: قال الله جلت قدرته: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً) [سورة النساء، الآية:114]. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها)[44].
أن تكون الصدقة من المال الحلال الطيب المبارك فيه، قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الاَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [سورة البقرة، الآية: 267].
أن تكون الصدقة مخفية قدر المستطاع لمن خشي حب الظهور والسمعة، قال الله جل جلاله: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة البقرة، الآية: 271].
أن تكون الصدقة خالية من حب الظهور والافتخار وطلب السمعة، قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُومِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً) [سورة النساء، الآية: 38].
أن تكون الصدقة بعيدة عن المن والأذى، قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 262] وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُومِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [سورة البقرة، الآية: 264].
ونخلص في هذا المضمار إلى أن الإنفاق في سبيل الله يعتبر من أجل الثمرات المهمة التي يتحقق بها السالك لطريق أهل التصوف فإذا تحقق بهذه الثمرة فإنه سيذوق حلاوة النفقة التي تعود له بالخير والبركات والزيادة في الرزق وتحقيق جميع مطالبه. ويعيش في سعادة وطمأنينة، ويزاد ماله بفعل بركة الإنفاق في سبيل الله ويحصل على الأجر والثواب وقد قال جلت قدرته: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 261].
........................................
- المعجم الأوسط، للطبراني، تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد - أبو الفضل عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار الحرمين – القاهرة، عام النشر: 1415 هـ - 1995م، ج: 6، ص: 58، رقم الحديث: 5787.
- صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، ج: 1، ص: 140، رقم الحديث: 223.
- جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم، لشهاب الدين بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي، تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008م الحديث الثالث والعشرون، ص: 504. رقم الحديث: 23.
- صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، ج: 8، ص: 20 رقم الحديث: 2586.
- صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، ج: 8، ص: 20 رقم الحديث: 2585.
- صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، ج: 8، ص: 7 رقم الحديث: 2699.
- صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، ج: 2، ص: 113. رقم الحديث: 1432.
- فتح الباري في شرح صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)، ج: 10، ص: 451.
- معجم اللغة العربية المعاصرة، د: أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، الناشر: عالم الكتب، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008م، مادة: (ن ف ق)، ج: 3، ص: 260.
- لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور، وضع حواشيه اليازجي وجماعة من اللغويين، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1414هـ، (ق فصل النون)، ج: 10، ص: 358.
- الجامع لأحكام القرآن، المؤلف: أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964م. تفسير سورة البقرة (2): آية 3] ج: 1، ص: 178.
- كتاب التعريفات، للشريف الجرجاني، حققه وضبطه وصححه جماعة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، الطبعة: الأولى 1403هـ -1974م. المجلد الأول، باب: الألف، ص: 39.
- الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، تفسير سورة البقرة (2): آية 3] ج: 1، ص: 178.
- صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من أخذ بالركاب ونحوه، ج: 4، ص: 56- رقم الحديث: 2989.
- صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، ج: 8، ص: 37-رقم الحديث: 2626.
- صحيح البخاري، كتاب الشرب والمساقاة، باب فضل سقي الماء، ج: 3، ص: 111-رقم الحديث: 3263.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001م، ج: 14، ص: 438، رقم الحديث: 8844.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392. كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، ج: 11، ص: 85.
- صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، ج: 3، ص: 77 رقم الحديث: 993.
- صحيح البخاري، باب: من نوقش الحساب عذب، حديث عدي: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ج: 5، ص: 463، رقم الحديث: 6539.
- صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، ج: 1، ص: 140، رقم الحديث: 123.
- السنن الكبرى، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003م، كتاب الضحايا، باب: صاحب المال لا يمنع المضطر فضلا، إن كان عنده، ج: 10، ص: 5، رقم الحديث: 19668.
- مسند أحمد بن حنبل، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، ج: 19، ص: 427، رقم الحديث: 12437.
- صحيح ابن حبان: المحقق: محمد علي سونمز، خالص آي دمير، الناشر: دار ابن حزم – بيروت الطبعة: الأولى، 1433هـ - 2012م، النوع الثاني، ذكر نفي النقص عن المال بالصدقة مع إثبات نمائه بها، ج: 1، ص: 246 رقم الحديث: 227.
- صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى فأما من أعطى واتقى، ج: 2، ص: 115. رقم الحديث: 1442.
- صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا وكثرة عطائه، ج: 4، ص: 306 رقم الحديث: 2312.
- صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، ج: 4، ص: 188 رقم الحديث: 3554.
- صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله ﷺ شيئا قط فقال لا وكثرة عطائه، ج: 7، ص: 75، رقم الحديث: 2313.
- سنن أبي داود، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - محمد كامل قره بللي، الناشر: دار الرسالة العالمية، الطبعة: الأولى، 1430هـ - 2009م، كتاب الزكاة، باب في فضل سقي الماء، ج: 3، ص: 108، رقم الحديث: 1679.
- صحيح البخاري، كتاب الوصايا، باب إذا وقف أرضا أو بئرا واشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، ج: 4، ص: 13، رقم الحديث: 2779.
- فتح الباري بشرح البخاري، المؤلف: لابن حجر العسقلاني، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وتصحيح تجاربه: محب الدين الخطيب، الناشر: المكتبة السلفية – مصر، الطبعة: الأولى، 1380 - 1390هـ. كتاب الوصايا، باب الوقف كيف يكتب، ج: 5، ص: 399.
- سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب الرخصة في ذلك، ج: 2، ص: 54. رقم الحديث: 1678.
- سنن الدارقطني، حققه وضبط نصه وعلق عليه: شعيب الارنؤوط، حسن عبد المنعم شلبي، عبد اللطيف حرز الله، أحمد برهوم، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2004م. ج: 5، ص: 335 رقم الحديث: 4413.
- صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان، ج: 5، ص: 13 رقم الحديث: 3694.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي، ج: 7، ص: 54 رقم الحديث، 3698.
- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412هـ، غزوة تبوك في رجب سنة تسع حض أهل الغنى على النفقة، ج: 7، ص: 307.
- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، غزوة تبوك في رجب سنة تسع، حض أهل الغنى على النفقة، ج: 7، ص: 307.
- الروض الأنف للسهيلي، أمر وفد ثقيف وإسلامها في شهر رمضان سنة تسع، ج: 7، ص: 349.
- المعجم الكبير لطبراني، نسبة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، سن عبد الرحمن بن عوف ووفاته رضي الله عنه، ج: 1، ص: 129، رقم الحديث: 265.
- صحيح ابن حبان، النوع الثامن ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول، ج: 4، ص: 316. رقم الحديث: 3495.
- تهذيب الكمال في أسماء الرجال، لجمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي، حققه وضبط نصه وعلق عليه: د بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة: الأولى، (1400 - 1992هـ)، ج: 19، ص: 450.
- سنن النسائي، مطبوع مع شرح السيوطي وحاشية السندي، صححها: جماعة، وقرئت على الشيخ: حسن محمد المسعودي. الناشر: المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة، الطبعة: الأولى، 1341 هـ - 1930م، كتاب الزكاة، القليل في الصدقة، ج: 5، ص: 74 رقم الحديث: 2552.
- الجامع الكبير (سنن الترمذي) المؤلف: أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت، الطبعة: الأولى، 1996م، أبواب السفر، باب ما ذكر في فضل الصلاة، ج: 1، ص: 500، رقم الحديث 614.
44. صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية، ج: 1، ص: 20، رقم الحديث: 56.