مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

ثمرات التربية الصوفية وأثرها في حياة الفرد والمجتمع.. ثمرة الصدق (9)

   يدخل الصدق ضمن الثمرات التي تنتجها التربية الصوفية في قلوب السالكين إلى حضرة الله تعالى، والتي جعلها علماء التربية الصوفية من بين القيم الأخلاقية الدّالة على صدق الإيمان، وصدق السير إلى حضرة ملك الملوك، فالصدق في عرفهم صفة من صفاة المؤمنين الصادقين والأنبياء والصالحين الذين تطهرت قلوبهم من الصفاة المدمومة وتجوهرت بالصفاة المحمودة، وقال جلت قدرته في حقهم: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة المائدة، الآية: 119].

    فلا سير ولا توجه لحضرة الله إلا بتوفر ثمرة الصدق والتحقق بقيمها قولاً وفعلاً، ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى قسم النّاس إلى صادق ومنافق. فقال عز من قال: (ليَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيماً)، [سورة الأحزاب، الآية: 23-24]، قال الطبري في تفسيره هذه الآية: وقوله: (ليَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بصِدْقهِمْ)، أي: ليثيب الله أهل الصدق بصدقهم الله بما عاهدوه عليه، ووفائهم له به) وقوله: (وَيُعَذِّبَ المُنافِقِينَ إنْ شاءَ)، أي: بكفرهم بالله ونفاقهم، وقوله: (أوْ يَتُوبَ عَليهِمْ)، أي: من نفاقهم، فيهديهم للإيمان)[1].

  فالصدق ينبغي أن يظهر في الأقوال والأفعال، وإذا تحقق العبد بهذه المنزلة تستوي عنده أعمال القلوب والجوارح، وكل ما يخالج النفس والضمير على منزلة المخلصين والصديقين، وتسري فيه قيم المحبة والتعاون والرحمة والثبات على الطريق المستقيم، فلا يجتمع الكذب والإيمان في قلب يدعي أنّه في السير إلى حضرة الله، فالصوفية رضوان الله عليهم أكدوا على أهمية التحلي بمنزلة الصدق لكون هذه المنزلة تسهل عملية السلوك العرفاني إلى حضرة ملك الملوك، وإذا انتفى الصدق يُحرم السالك من المدد الرباني فلا يرجى له الوصول.

   والصدق كذلك من أسباب استجابة الدعاء وتيسير سبل الحياة والعيش الكريم، وهذا ما ذكره ابن عطاء الله السكندري بقوله: (إنّ للدعاء أركاناً وأجنحةً وأسباباً وأوقاتاً، فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه أنجح، فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم) [2].

     ويعتبر الصدق من مكارم الأخلاق التي وجب على الأفراد والمجتمعات التزامها، بغية تحقيق السعادة والألفة والتضامن بين مختلف مناحي الحياة الاجتماعية، فلا مجال للحديث على رقي المجتمعات وتطورها وازدهارها ما دامت تغفل جانب الصدق الذي يجعل الانسان محبوباً لدى محيطه الاجتماعي، عكسن الانسان الذي يكذب، فإن الجميع سينفر منه، ومن هنا تظهر أهمية ثمرة الصدق وضرورة توفرها في السير إلى حضرة الله، فقد عدها الله سبحانه وتعالى ضمن منازل الأنبياء والصدقين، وقال جلت قدرته: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) [سورة النساء، الآية: 69] وهو بمثابة اللبنة الأساسية لسير المريد لحضرة الله، قال أبو الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: (الصدق عماد الأمر وبه تمامه، وفيه نظامه، وهو تالي درجة النبوة) [3].

أدلة الصدق من القرآن الكريم

ورد مصطلح الصدق في القرآن الكريم في عدة مواضيع وسياقات متعددة، وعالجه من عدة جوانب بأساليب متنوعة أذكر منها ما يلي:

 أنّ الصدق يهدي إلى البرّ وهو من صفات عباد الله المؤمنين

   قال الله عز وجل: (مِنَ الْمُومِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا  لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) [سورة الأحزاب، الآية: 23، 24].

وقال جلت قدرته: (إِنَّمَا الْمُومِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [سورة الحجرات، الآية: 15].

وقال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ). [سورة البقرة، الآية: 177].

أنّ الصدق من صفات الله سبحانه وتعالى

قال الله جلت قدرته: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) [سورة النساء، الآية: 122].

وقال سبحانه وتعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) [سورة النساء، الآية: 87].

وقال جلت قدرته: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة آل عمران، الآية: 95].

وقال عز من قال: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ) [سورة آل عمران، الآية: 152].

وقال الله تقدست أسماؤه:(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ). [سورة الزمر، الآية: 74].

أنّ الصدق من صفات الأنبياء عليهم السلام

قال الله تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة يوسف، الآية: 46]

وقال جلت قدرته: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيّاً) [سورة مريم، الآية: 54].

وقال سبحانه: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) [سورة مريم، الآية: 41].

وقال سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) [سورة مريم، الآية: 56].

أنّ الصدق من صفات المؤمنين الصادقين

قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُومِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [سورة الحجرات، الآية: 15].

وقال جلت قدرته: (والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) [سورة الحديد، الآية: 19].

أنّ الله سبحانه وتعالى يأمر بالصدق وصحبة الصادقين

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [سورة التوبة، الآية: 119].

وقال سبحانه وتعالى: (طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) [سورة محمد، الآية: 21].

أنّ الله سبحانه وتعالى أعدّ للصادقين بصدقهم الأجر العظيم  

قال تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة المائدة، الآية: 119].

 وقال جلت قدرته: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُومِنِينَ وَالْمُومِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [سورة الأحزاب، الآية: 35].

وقال سبحانه: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) [سورة الأحزاب، الآية: 33-34].

وقال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً). [سورة النساء، آية: 69].

وقال تعالى: (لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً). [سورة الأحزاب، الآية: 24].

أدلة الصدق من السنة النبوية

   عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً) [4].

  وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اضْمَنُوا لِي سِتّاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) [5].

وعن ابن شهاب قال: (وَزَعَمَ عُرْوَةُ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ...الحديث) [6].

وعن معاوية بن حيدة القشيري، قال: (سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقُول: وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ) [7].

حقيقة الصدق عند الصوفية

  تناول علماء التربية الصوفية موضوع الصدق بنوع من الدقة والتفصيل مؤكدين على أهميته ومكانته العظمى في السير إلى حضرة الله، واعتبروه من ثمرات التربية الصوفية وشرطاً من شروط السلوك، فالصوفية رضوان الله عليهم أكثر احترازاً وخوفاً من الله، يعرفون مزالق النفوس، ويتجنبون كل ما يغضب الله ويوقف سيرهم إلى حضرة الله تعالى، قال العلامة ابن أبي شريف رحمه الله تعالى في حواشي العقائد: (الصدق استعمله الصوفية بمعنى استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألاَّ تكذب أحوالُ العبد أعمالَه، ولا أعمالُه أحوالَه)[8].

    والصدق عند عامة الناس قاصر على صدق اللسان وتجنب الكذب، قال الحسن البصري: (لَا تَسْتَقِيمُ أَمَانَةُ رَجُلٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ)[9]، وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: (مَنْ عُرِفَ بِالصِّدْقِ جَازَ كَذِبُهُ، وَمَنْ عُرِفَ بِالْكَذِبِ لَمْ يَجُزْ صِدْقُهُ).[10]، وأنشد محمود الوراق:

أَصْدِقْ حَدِيثَك إنَّ فِي الصِّدْقِ       الْخَــــــــــــــلَاصَ مِنْ الْكَذِبِ [11].

   والصدق في القول أن يقول الحقيقة المطابقة للواقع، والصدق في العمل أن ينصح فيه وأن يؤديه كما شرع الله من غير رياء ولا سمعة ولا كسل ولا ضعف، بل يصدق في العمل، قال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [سورة التوبة، الآية: 119]، نزلت في قصة كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك وسألهم الرسول ﷺ عن العذر فصدقوا فأنجاهم الله بصدقهم وتاب عليهم) [12].

   قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (اعلم أنّ لفظ الصدق يستعمل في ستة معان: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق. صدق اللسان يكون في الإخبار، وفيه يدخل الوفاء بالوعد والخلف فيه. وقيل: في المعاريض مندوحة الكذب)[13].

   يقول الإمام ابن القيم  وهو يتحدث عن منزلة الصدق: (وهي منزلةُ القوم الأعظم، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم، مَن لم يسِرْ عليه، فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميَّز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكانُ الجنان من أهل النيران، وهو سيف اللهِ في أرضه، الذي ما وُضِع على شيء إلا قطعه، ولا واجَه باطلاً إلا أرداه وصرَعه، مَن صال به لم تردَّ صولتُه، ومن نطق به علَت على الخصوم كلمتُه؛ فهو روح الأعمال، ومحكُّ الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخَل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدِّين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجة تاليةٌ لدرجة النبوة التي هي أرفعُ درجات العالمين...) [14].

   وقال أبو القاسم القشيري: (الصدق ألّا يكون في أحوالك شوب ولا في اعتقادك ريب، ولا في أعمالك عيب. ويقال من أمارات الصدق في المعاملة وجود الإخلاص من غير ملاحظة مخلوق. والصدق في الأحوال تصفيتها من غير مداخلة إعجاب) [15].

وقال الجنيد رضي الله عنه: (الصادق يتقلب فِي اليوم أربعين مرة والمرائي يثبت عَلَى حالة واحدة أربعين سنة) [16].

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الداراني: (لو أراد الصادق أَن يصف مَا فِي قلبه مَا نطق بِهِ لسانه) [17].

علامات الصدق

    إن من علامة الصدق عند الصوفية تحقيق سلامة القلب، وخلوه من العلل القلبية المهلكة كالحسد والحقد والبغض والرياء وغيرها من أمراض القلوب، فالصوفي الحقيقي لا يضمر في قلبه غلاً ولا غشاً ولا حقدا ولا احتقارا لإخوانه بل يصادقهم في القول والفعل ويعمل على قضاء حوائج الناس يفرح بفرحهم ويحزن على ما أصابهم محباً لهم.

ومن علامات الصدق كذلك الصدق في الحديث مع الناس فلا يكذب على الناس، وتعد هذه العلامة هي محور موضوع الصدق لأنها هي الصدق بعينها إذا توفرت حصلت ثمرة الصدق فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّاباً) [18]، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) [19]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) [20]. فكل هذه المعاني إشارات توضح أهمية التحرز من نشر الأخبار الكاذبة وزرع الفتنة بين الناس.

ومن علامات الصدق كذلك الصدق مع النفس: وهذا يقتضي تقبل النصائح والاعتراف بالعيوب والأخطاء التي يراها الإنسان صحيحة، ولكنها في الواقع تسيء له قال ﷺ: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ) [21]، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله رجلاً أهدى إلي عيوب نفسي) [22].

ومن علامات الصدق كذلك صدق المعاملة بين الناس في البيع والشراء، فعن أبي خالد حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) [23].

 ومن علامات الصدق كذلك الخوف من الله سبحانه وتعالى وتجنب الكذب والنفاق، قال رجل لحذيفة رضي الله عنه: (إني أخشى أن أكون منافقا. قال: تصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم. قال: اذهب، فما جعلك الله منافقاً) [24].

 وقال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: (إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ مُنَافِقاً، قَالَ: لَوْ كُنْتَ مُنَافِقاً مَا خِفْتَ ذَلِكَ) [25].

   ومن علامات الصدق كذلك تصديق القول بالأعمال وموافقة الظاهر للباطن في السر والعلن، قال جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [سورة الصف، الآية: 2-3].

   فإذا تطابق القول مع الفعل، فإن ذلك من علامة الصدق في القول وفي العمل، قال ابن القيم رحمه الله: (لَا يَكْفِي قِيَامُهُ فِي الحَقِّ لِلَّهِ إذَا كَانَ عَلَى غَيْرِهِ؛ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ قَائِمٍ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ، فَحِينَئِذٍ يُقْبَلُ قِيَامُهُ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ، وَإِلَّا فَكَيْفَ يُقْبَلُ الحَقُّ مِمَّنْ أَهْمَلَ القِيَامَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ؟) [26].

  ومن علامات الصدق، القيام بالأعمال الصالحة في السر كالصدقة وكراهة اطلاع الخلق على ذلك، فالصدقة في السر لها أضعاف كثيرة عند الله لأنّها قصد بها وجه الله تعالى ولم يطلع عليها إلا الله، ولم تصدق من أجل أن يقول الناس أن فلانا قام بها بل تبقى مستورة، قال الحسن البصري: (إنْ كانَ الرَّجُلُ لَقَدْ جَمَعَ القُرْآنَ؛ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ النَّاسُ. وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ فَقُهَ الفِقْهَ الكَثِيرَ؛ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ النَّاسُ. وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الطَّوِيلَةَ فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ الزُّوَّرُ؛ وَمَا يَشْعُرُونَ بِهِ، وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ عَمَلٍ يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي السِّرِّ، فَيَكُونُ عَلَانِيَةً أَبَدًا، وَلَقَدْ كَانَ المُسْلِمُونَ يَجْتَهِدُونَ فِي الدُّعَاءِ، وَمَا يُسْمَعُ لَهُمْ صَوْتٌ، إِنْ كَانَ إِلَّا هَمْسًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) [سورة الأعراف، الآية: 55] [27].

   ونخلص إلى أنّ الصدق شرط من شروط السير إلى حضرة الله، فالطريق إلى الله طاهرة نقية لا تقبل العلل القلبية، فهي بمثابة عراقيل توقف السير وتزرع في القلب الظلمات، وتحجب عنها النور الرباني الذي يساهم في ترقي وسير المريد في مدارج السلوك العرفاني طاهراً نقياً صفياً، تحقق فيه قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [سورة الشعراء، الآية: 88].

    والصدق لا يتحقق إلا بملازمة التقوى والاستقامة على شرع الله وسنة رسوله الكريم، يقول الله جلت قدرته: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلهاأُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة البقرة، الآية: 177].

--------------------------------

  1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري، توزيع: دار التربية والتراث - مكة المكرمة- (ط/ت) ج: 20، ص: 241.
  2. الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، الناشر: دار الفيحاء – عمان، الطبعة: الثانية - 1407هـ. الباب الرابع في حكم الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته وفيه عشرة فصول، الفصل الثالث المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام عليه، ج: 2، ص: 151.
  3. الرسالة القشيرية، لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، تحقيق: الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف، الناشر: دار المعارف، القاهرة، (ط/ت) باب الرضا، ج: 2، ص: 363.
  4. الأدب المفرد، لمحمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: المطبعة السلفية ومكتبتها – القاهرة، الطبعة: الثانية 1479م، باب لا يصلح الكذب، ص: 140 رقم الحديث: 386.
  5. مكارم الأخلاق، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، الناشر: مكتبة القرآن – القاهرة، (ط/ت). باب في الصدق وما جاء في فضله وذم الكذب، ص: 45. رقم الحديث: 116.
  6. صحيح البخاري، تحقيق: جماعة من العلماء، الطبعة: السلطانية، بالمطبعة الكبرى الأميرية، ببولاق مصر، 1411 هـ، كتاب الوكالة، باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم، ج: 3، ص: 99 رقم الحديث: 2307.
  7. مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421ه- 2001م. مسند البصريين، حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، ج: 3، ص: 248 رقم الحديث: 20055.
  8. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة: الرابعة، 1425 هـ- 2004م. باب في الصدق، ج: 1، ص: 207.
  9. غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، لشمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، الناشر: مؤسسة قرطبة – مصر، الطبعة: الثانية ، 1414 هـ -1993م، مطلب: الزمار مؤذن الشيطان، ج: 1، ص: 147.
  10. غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، ج: 1، ص: 207.
  11. غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، ج: 1، ص: 207.
  12. مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، لشمس الدين أبو المظفر المعروف بـ سبط ابن الجوزي، تحقيق وتعليق: محمد بركات، كامل محمد الخراط، عمار ريحاوي، محمد رضوان عرقسوسي، أنور طالب، فادي المغربي، رضوان مامو، محمد معتز كريم الدين، زاهر إسحاق، محمد أنس الخن، إبراهيم الزيبق، الناشر: دار الرسالة العالمية، دمشق – سوريا، الطبعة: الأولى، 1434 هـ -2013م. السنة التاسعة من الهجرة قصة الثلاثة الذين خلفوا، ج: 4، ص: 157.
  13. إحياء علوم الدين، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، (ط/ت)، الباب الثالث في الصدق وفضيلته وحقيقته بيان حقيقة الصدق ومعناه ومراتبه، ج: 4، ص: 378.
  14. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لشمس الدين ابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م. فصل في منازل إياك نعبد، فصل منزلة الصدق، ج: 2، ص: 257.
  15. التعريفات، لعلي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، ضبطه وصححه جماعة من العلماء الناشر: دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، الطبعة: الأولى 1403هـ -1983م، المجلد الأول، باب: الصاد، ص: 132.
  16. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، فصل منزلة الصدق، فصل في كلمات في حقيقة الصدق ج: 2، ص: 262.
  17. الرسالة القشيرية، باب الرضا، ج: 2، ص: 363.
  18. صحيح مسلم، تحقيق: أحمد بن رفعت بن عثمان حلمي القره حصاري - محمد عزت بن عثمان الزعفران بوليوي - أبو نعمة الله محمد شكري بن حسن الأنقروي، الناشر: دار الطباعة العامرة – تركيا، عام النشر: 1334هـ، كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، ج: 8، ص: 29. رقم الحديث: 2607.
  19. صحيح مسلم، مقدمة باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، ج: 1، ص: 8. رقم الحديث: 5.
  20. صحيح البخاري، تحقيق: جماعة من العلماء، الطبعة: السلطانية، بالمطبعة الكبرى الأميرية، ببولاق مصر، 1411هـ، كتاب الأدب باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، ج: 8، ص: 25، رقم الحديث: 6095.
  21. مسند أبي داود الطيالسي، تحقيق: الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي، الناشر: دار هجر - مصر

الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1999م، ج: 2، ص: 499. رقم الحديث: 1274.

  1. مناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني، الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، (ط 3/ت)، ج: 1، ص: 8.
  2. سنن الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2) ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3)، وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف (جـ 4، 5) الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975م. أبواب البيوع، باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا، ج: 3، ص: 540. رقم الحديث: 1246.
  3. حسن التنبه لما ورد في التشبه، تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب، الناشر: دار النوادر، سوريا، الطبعة: الأولى، 1432 هـ - 2011م، باب النهي عن التشبه بالمنافقين، ومنها وهي أقبح أعمال المنافقين وأجمعها للشر-: تشبههم بمن سلف قبلهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والفجار، ج: 9، ص: 256.
  4. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، الناشر: مطبعة السعادة - بجوار محافظة مصر، عام النشر: 1394 هـ - 1947م. ج: 4، ص: 251.
  5. إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن قيم الجوزية، قدم له وعلق عليه وخرج أحاديثه وآثاره: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، شارك في التخريج: أبو عمر أحمد عبد الله أحمد، الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1423هـ. خطاب عمر إلى أبي موسى، فصل: المتزين بما ليس فيه وعقوبته، ج: 3، ص: 434.

27. تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحقق: سامي بن محمد السلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420 هـ - 1999م، ج: 3، ص: 420.

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق