مركز الدراسات القرآنيةغير مصنف

تكوين ملكة التفسير

ـ خطوات عملية لتكوين ذهنية المفسر ـ
د.الشريف حاتم بن عارف العوني

 

صدر حديثا كتاب «تكوين ملكة المفسر» لفضيلة الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، عن مركز نماء للبحوث والدراسات، ط.1، 2013م، في 144 صفحة.

وقد تضمن الكتاب مقدمة عبّر فيها مؤلف الكتاب عن حاجة الأمة الإسلامية إلى تجديد العلوم من خلال مناهج التعلّم والتعليم، ورغبة منه في الإسهام بطرح خطة عملية تحقق تكوين ملكة علمية لأحد هذه العلوم، ألف كتابه هذا: «تكوين الملكة التفسيرية»، مبرزا في هذا الصدد المراد بالملكة التفسيرية التي يقصد بها: التأهل العلمي والذهني لإدراك الفهم الصحيح للآية بالاجتهاد المبني على أدلته، لا تقليدا، محددا أسباب اختياره لهذا العلم في قلة المهتمين به تفقها وتدبرا، بالإضافة إلى تفكير عميق، وخبرة في التعليم قاربت العقدين.

بعد هذه المقدمة، تناول مدخلا تأصيليا لتكوين ملكة التفسير من خلال المراد بـ (التجديد في التفسير)، الذي قصد به العودة بالتفسير إلى انطلاقته الاجتهادية وحريته العلمية المنضبطة بالمنهج الذي كان عليه في زمن الصحابة والتابعين وتابيعهم والأئمة المتبوعين وأئمة التفسير المجتهدين.

ثم تحدث عن مدى قابلية التفسير للتجديد فيه، والتفسير بين التجديد والالتزام بتفسير السلف، ثم الحاجة إلى التجديد في التفسير، وأورد صور التجديد في التفسير، من قبيل؛ استخراج معان جديدة لم يسبق إليها المفسرون، ومحاكمة بعض الأقوال القديمة للانتقال بها من درجة الاختلاف اللفظي إلى الاختلاف الحقيقي المرجوح…وربط التفسير بالواقع، وربط التفسير بالمكتشفات العلمية الحديثة، وتأثيرها في التفسير، وأن يكون التجديد في التفسير مددا من الهداية القرآنية في العلوم العصرية المستحدثة لا غنى عنه، وضبط التفسير الإشاري المقبول والزيادة فيه تقعيدا وتطبيقا…

ليتناول ثانيا: مدخلا عمليا لتكوين ملكة التفسير من خلال الخطوات التالية:

الخطوة الأولى: التزود من العلوم الضرورية لعلم التفسير.

الخطوة الثانية: اختيار الآيات التي سيتدرب عليها.

الخطوة الثالثة: فهم الآية بالجهد الذاتي المحض، دون الاستعانة على فهمها بأحد.

الخطوة الرابعة: السعي إلى التفسير اللغوي الصرف للآية، من خلال ستة مراحل على التوالي.

الخطوة الخامسة: تفسير الآية بالمنقول، من: القرآن، والسنة، وأقوال السلف، وهذه الخطوة يتفرع عنها ثلاثة فروع، وهي:

الفرع الأول: تفسير القرآن بالقرآن.

الفرع الثاني: تفسير السنة للقرآن، وفيها وجهان معلومان:

تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الصريح للآية، والتفسير غير الصريح، وهو عموم السنة النبوية، من أقوال وأفعال وتقريرات.

وقد حدد أربع مراحل للوصول إلى تفسير القرآن بالسنة:

المرحلة الأولى: الوقوف على التفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

المرحلة الثانية: دراسة التفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لتمييز صحيحه من سقيمه.

المرحلة الثالثة: فهم الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، والاجتهاد في استنباط وجه بيانه للآية التي يفسرها.

المرحلة الرابعة: تقويم فهمه للحديث، ومراجعة استنباطه لعلاقته بتفسير الآية.

الفرع الثالث: تفسير السلف للقرآن الكريم، وله مراحل ثلاث مراحل، الجمع/ والتثبت من الصحة/ والنظر في معانيه.

الخطوة السادسة: الرجوع إلى كلام أئمة التفسير وإلى ترجيحاتهم النهائية، لتقويم النتيجة النهائية واختيار الصياغة الدقيقة للتفسير الذي توصلت إليه.

ثم خاتمة تضمنت خلاصة الكتاب وزبدته، في تكوين ملكة التفسير، وملحقا تضمن تخريج حديث «القرآن الكريم حمال ذو وجوه»، وفهرست للمصادر والمراجع.

في هذه الدراسة مجموعة من الخطوات العملية المقترحة لتكوين عقل المفسر، وهي واحدة من المحاولات التي ترسم آلية للوصول لهذا الهدف.

 

إعداد: ذ.محمد لحمادي
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق