مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

تقرير عن أطروحة الدكتوراه “الإسلاميات الإسبانية المعاصرة: كارلوس كيروز (1884-1960) نموذجا”

 

شهدت قاعة العميد محمد
الكتاني بكلية الآداب بتطوان يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، مناقشة
أطروحة الباحث محمد بلال أشمل لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع
“الإسلاميات الإسبانية المعاصرة: كارلوس كيروز (1884-1960) نموذجا”
بإشراف الدكتورة كريمة حجاج والدكتور عبد اللطيف شهبون. وكانت اللجنة
العلمية مكونة من الدكتور عبد الواحد العسري، والدكتور مصطفى الوراغلي،
والدكتور عز الدين الشنتوف، ورئاسة الدكتور أحمد عبادي. وقد تقرر منح
الباحث درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع. وهذا ملخص
الأطروحة الذي تقدم به الباحث أمام اللجنة العلمية
المذكورة:
عنوان هذه الأطروحة هو
“الإسلاميات الإسبانية المعاصرة: كارلوس كيروز (1884-1960) نموذجا”،
وأما المعاني التي تنطوي عليها، فمعانٍ متعددة ومتنوعة؛ منها ما هو
ديني، ومنها ما هو حضاري، ومنها ما هو تاريخي، ومنها ما هو علمي، ومنها
ما هو ثقافي.
وتنحلُّ سائر هذه
المعاني إلى معنى عام في شخص واحد هو الأب “كارلوس كيروز رودريغيث”،
فيصير شخصية انطوت ذاتها وصِفاتها على دلالة التعميم والتجميع؛ فهو
هاهنا الشخصية النموذجية التي طوت المعنى الحضاري، حين شهدت ما صارت
إليه العلوم الشرعية الإسلامية إلى مجال تداولي آخر، وطوت المعنى
التاريخي، حين تزمنّت ما بين سنتي 1884 و 1960، وقدمت ما اقتدرت عليه من
تفسير وتأويل لتلك العلوم الإسلامية الأصيلة، وطوت المعنى العلمي، حين
اصطنعت منهجية علمية وأدوات تحليلية وتأويلية لقراءتها، وطوت المعنى
الثقافي، حين ارتسمت في عملها وعلمها صور ذهنية عامة عن الإسلام
والمسلمين قد تكون أثمرت ما أثمرت من صور افتراضية، أو من صور واقعية،
بحسب قوة أو ضعف تمازجها مع خلفياتها الفكرية، وشدة أو خفة ارتباطها
بمسلماتها الاعتقادية. 
ومثلما تنطوي هذه
الأطروحة على معاني متعددة ومتنوعة؛ تجسدت في نموذج ابتدائي للدراسة
والنظر، تنطوي كذلك على طائفة من القضايا والمسائل لها أن تُستخبر عن
حقيقتها فيما لو كانت مجهولة الهوية، أو تُستشكل في هويتها فيما لو كانت
تحتمل وجوها من الدلالة، وضروبا من المعاني بحسب قوة البصر العلمي،
وقدرة البصيرة المنهجية، ومنها ما يلي:
–  ما المرادُ
بـ”الإسلاميات الإسبانية”؟ وما صلتها بـ”الاستعراب” و”الاستشراق”،
و”الاستفراق” وسائر أجناس البحث العلمي في التراث والواقع الإسلاميين من
لدن الإسبان؟
– لم ربط الإسلاميات
كمتن علمي إسلامي بإسبانيا كحالة حضارية، ووضع جغرافي، وتاريخ سياسي؟
وما هي مقتضيات هذا الربط؟ وما هي دواعيه؟ وما هي غاياته؟
– ما هي لغة
الإسلاميات الإسبانية؟ 
– ما هي المنهجية
العلمية التي تصطنعها؟ 
– من هم رجالها على
المعاصرة أو على التاريخ؟ وما هي طبقاتهم حسب الجيل أو العمل
الجليل؟
– ما هو المتن الذي
خلفته؛ فحق لنا وصفها بالإسبانية، وجاز لنا ربطها
بالإسلامية؟
– من هو “كارلوس كيروز”
كعلم عليها، وكنموذج على صنيعها، ودالٍّ على صنعتها؟
– ما منزلته
من الإسلاميات الإسبانية حين انصرف إلى الاشتغال بالفقه الإسلامي في
سائر وجوهه، ومضى إلى العناية بالمالكية في خاصة أعماله؟
– ما هو
الإسهام الذي أسهم به في فلكها؟ ما هي عناوينه الظاهرة؟ ودلالاته
المستترة؟ وإشكالاته المعلنة والخفية؟
– ما قيمة هذا الإسهام؟
وما هي حدوده التي يتحدد بها؟ هل كانت ذات قيمة أعمال الرجل وقد سلك
البعض جميع ثمار الاستعراب الاسباني الذي بذرت، وتفتحت ونضجت في شمال
المغرب خلال فترة الحماية الإسبانية ضمن إيديولوجية استعمارية انتهت
بنهاية زمانها، وتهاوت بتهافت مقاصدها؟
– هل في مقدورنا النظر
إلى هذه الأعمال من منظور جديد يعيد فحص بعض الأحكام المشهورة حول
الاستعراب الإسباني عموما، وآثاره في شمال المغرب خصوصا، لا سيما في
ترجمة النصوص الفلسفية الأندلسية الأساسية، والإسهام في البحث الفقهي
الإسلامي، والتأريخ للمذهب المالكي في المغرب والأندلس؟
– هل ينطوي
عمل الأب “كيروز” ضمن “الإسلاميات الإسبانية” على ما يفيد القيمة والقدر
والجدة، أم هي محض أعمال كلاسيكية جمدت على قوالب النظر والفكر في
المدرسة الاستعرابية التي ينتمي إليها، والتي وضع بعض قواعدها أستاذه
“آسين بالاسيوس”؟
– إذا كان الأب “كيروز”
يسلك ضمن كتاب الحماية، فبأي شئ يتميز عنهم؟ وهل منزلته منزلتهم في
الإسلاميات الإسبانية؟ وهل توازي كتاباته في الفقه المالكي مثلا
كتاباتهم؟  
ولقد أنشئ معمار هذه
الأطروحة على أساس مدخل عام وأربعة أبواب؛ فأما المدخل، فتم الحديث فيه
عن مختلف المعاني الدينية، والحضارية، والتاريخية، والعلمية، والثقافية
التي ينطوي عليها عنوان الأطروحة، وصلتها بالأب “كيروز” كنموذج يجسد
بعضا من دلالاتها العامة بحسب السياق التاريخي والثقافي الذي قُدِّر له
أن يعيش فيه سواء في تطاون؛ التي شهدت معظم عمله العلمي، أو في إسبانيا
التي احتضنت أولى أطوار تكوينه العلمي، وضمت آخر تراثه
الفكري.
كما تم الحديث فيه عن
الدواعي الحاملة على إعداد هذه الأطروحة بهذا الاسم والمعنى، والغايات
والمقاصد المتوخاة من إنجازها، والآمال والأماني المعقودة عليها، ومدى
الصعوبات والعوائق الموضوعة في طريق إنجاز فصولها، والمنهجية التي تم
اصطناعها في إعداد متنها، وماذا كانت طبيعتها، وأية بيبليوغرافيا اعتمدت
في تحرير أبوابها وفصولها، وما هي البنية العامة التي عليها أقيم بناؤها
النظري، وشيد عليها معمارها التطبيقي، ومن هم الأشخاص والمؤسسات الذين
قد يكون لهم الفضل في تحقيقها.
وأما الأبواب، فتوزعت
على باب أول؛ تم فيه بسط القضايا التي تتضمنها “الإسلاميات الإسبانية”،
وتم استشكال مضامينها؛ ففي الفصل الأول منه، حُدِّدت هوية “الإسلاميات
الإسبانية”، وَوُقِفَ عند عطاء رجالها، وعُرِضت القضايا التي عُنوا بها.
وهكذا تم تحديد المراد منها، عبر تحديد معنى “الإسبانية” فيها، وربطها
بتاريخ المعرفة الإسبانية بالإسلام، وحصرها في فترة الحماية الإسبانية
على الشمال المغربي، نظرا لسياق الأب “كيروز” التاريخي والعلمي فيها،
وعرض مختلف القضايا التي عُني بها هؤلاء خلال تلك الفترة
التاريخية.
أما في الفصل الثاني،
فتناول صِلةِ الإسلاميات الإسبانية بغيرها من شِعاب المعرفة الإسبانية
بالإسلام مثل “الاستشراق”، و”الاستعراب”، و”الاستفراق”، و”الاستغراب”،
وكذا بِشِعاب أخرى من المعرفة الإسبانية بِالإسلام؛ فتبين أنها على
اختلاف معها، في الطريقة والرؤيا، وعلى توافق معها في المضمون
والموضوع. 
أما في الفصل الثالث،
فاتُخِذت المالكيات الإسبانية نموذجا للإسلاميات الإسبانية؛ مع تعريفها،
وتحديد مراتبها، وتسمية رجالها، ورصد لغتها، وذكر القضايا التي عُنيت
بها، والمنهجية العلمية التي اصطنعتها، فتحصل من ذلك كله، أنها شِعْبٌ
علمي عُني بخصوص المذهب المالكي، رجالا ومسائل، اصطنعت اللغة الإسبانية
في أغلب أعمالها، واستعملت غيرها من اللغات الغربية في قليل منجزاتها،
وعوّلت على منهج علمي وصفي ونقدي وفيلولوخي، وتناولت قضايا مختلفة
ومتنوعة مثل الأحباس، وسيرة الرجال، ونقلت إلى القشتالية متونهم
ومؤلفاتهم، وكتبت عنها الدراسات المستفيضة، فكانت بذلك بمثابة النموذج
الذي تمثلته الإسلاميات الإسبانية، وسارت على منواله.
أما الفصل
الرابع، فتوقف عند الإسلاميات الإسبانية من حيث كونها موضوع علم
“الإسبانيات المغربية”؛ مُعرّفا إياها، ومُحدّدا المقتضيات التي تنهض
عليها، مثل “ضغط التخوم”، و”بأس التاريخ”، و”عتبة الحماية”، و”معرفة
الذات بوساطة الغير”، وباسطا المقومات المنهجية التي تتقوّم بها مثل
“المعرفة”، و”الوصف”، و”الفهم”، و”النقد”، فظهر أن “الإسبانيات
المغربية” تعي “ضغط التخوم”، وتعْتبِرُ من “بأس التاريخ”، وتتأمل حصيلة
“عتبة الحماية”، وتسعى إلى “معرفة الذات بوساطة الغير”، وتبيّن أن
المقومات المنهجية التي تتقوم بها معرفة واصلة إلى غاياتها، واصفة
بموضوعية موضوعها، مدركة عن فهم، مضامينها، ناقدة عن حق، أفكارها
ومبادئها.
أما الباب الثاني، فدار
حول الأب “كيروز” الرجل وآثاره؛ ففي الفصل الأول، عُرضت سيرة
حياته،  وفي الفصل الثاني تم التوقف عند إدارته لمركز الدراسات
المغربية، وفي الفصل الثالث، تم الحديث عن بعض آثاره العلمية، وذُكرت
فصول من عمله، فكانت على قدر عال من العطاء، ما بين تقلد لمسؤولية دينية
وأكاديمية وإدارية، في أكاديمية تطاون للعربية والبربرية، أو
في  مركز الدراسات المغربية، وما بين آثار علمية  مثل
المؤلفات،  والترجمات، والمقالات، والمحاضرات، ووضع مقدمات
كتب، أو مراجعة أخرى.
أما في الفصل الرابع،
فتناول الصلات الإنسانية والعلمية، مع عينة مختارة من أهل العلم والفكر
أمثال “آسين بالاسيوس”،  و”مانويل ديل نيدو إي طورس”، وعبد
الرحيم جبور، وألفرد البستاني، و”رفاييل أريفالو كابيا”، و”غرسية غومث”
مع وقفة مطولة مع هذا الأخير في سجاله مع الأب “كيروز”؛ فظهر أن الرجل
أقام صِلات إنسانية وعلمية على قدر كبير من العمق والجدوى، وإن طبعت بعض
مظاهرها نوع من التوتر كما هو الحال في صلته بـ”غرسية غومث” بسبب السجال
العلمي الذي دار بينهما. 
وفيما يتصل بالباب
الثالث؛ والذي كان مداره على إسهام الأب “كيروز” في الإسلاميات
الإسبانية، فتناول فصله الأول السياق التاريخي والمعرفي لهذا الإسهام،
مع اتخاذ الفقهيات كمجال إسهامه في هذا الشِّعْبِ العلمي. وتناول فصله
الثاني مظاهر ذلك الإسهام في العمل التربوي، والتعليمي، والعلمي،
والثقافي. وتناول فصله الثالث القضايا التي كان عليها مداره، من مثل
أركان الدين الإسلامي ومسائله، كالسلطة، والجهاد، والملكية، والقضاء.
وتناول فصله الرابع نظم الفقه المالكي ومسائله، كالأملاك المخزنية،
وحيازة المِلكية الأصلية للأرض، والسلطة القانونية، والأحباس، وفقه
العقوبات، وقضايا فقهية أخرى، وجميع ذلك وفق المذهب المالكي. ومما
يستفاد من ذلك، أن مظاهر إسهام الرجل في الإسلاميات الإسبانية، إسهام
متنوع، ومختلف، ميزه عن كثير من نظرائه ممن اشتغلوا بنفس المجال، فكانت
منزلته غير منزلتهم في حسن اختيار الموضوع، والتدقيق في فوائده، وعرض
أمين لمواده، ومناقشة متوازنة لمسائله.
أما فيما يتصل بالباب
الرابع والأخير؛ والذي دار حول ثلاثية الفلسفة، والتاريخ والأدب لدى
الأب “كيروز”، فقد ضم فصله الأول الكلام عن الفلسفة الإسلامية، وعن
أعلامها الكبار أمثال الفارابي، والغزالي، وعن قضاياها، مثل “تهافت
الفلاسفة”،  والنفس  والروح في الفلسفة النصرانية في
الغرب الإسلامي. كما ضمت كلاما عن الرشديات اشتمل على النظر في ترجمة
كتاب علم ما بعد الطبيعة، ومقدمته، وعمل المترجم في الصيغة الإسبانية،
ثم حديثا عن ترجمة جزئية لكتاب تهافت التهافت، فالوقوف عند ابن رشد
الفقيه، ولاسيما مع الترجمة الإسبانية لكتابه عن الجهاد، واعتماد
المترجم على بداية المجتهد في كافة أعماله. 
كما ضم فصله
الثاني  حديثا عن التاريخ المغربي والأندلسي، وعن “الشعب
البربري” وأسره الحاكمة، أمثال المرابطين، وعن أعلامه الكبار أمثال
الرحالة الطنجي ابن بطوطة، والسياسي والمؤرخ عبد الرحمان ابن
خلدون،  وعن حواضره العريقة مثل سبتة الإسلامية، وعن متون
احتوت نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر. كما ضمت الأدب عامة والأدب
الأندلسي خاصة، ومنه الشعراء الأندلسيون في القشتالية، أو “القصة
المغربية” لأحمد السكوري المعنونة بـ”طه”، وهما الأثران اللذان قام الأب
“كيروز” بنقلهما إلى الإسبانية.
أما الفصل الثالث
فتطارح مسألة قيمة إسهام الأب “كيروز” في الإسلاميات الإسبانية، حيث
رآها في العمل التربوي والإداري في أكاديمية تطاون ومركز الدراسات
المغربية، وشهدها في الكتابات في الدين الإسلامي،  والكتابات
في الفقه الإسلامي والمذهب المالكي ومسائلهما، ووجدها في 
الترجمة في فنون علمية وأدبية مختلفة.
فيما وقف الفصل الرابع
عند حدود ذلك الإسهام؛ إذ ظهر له في الطابع المدرسي لأعماله من شرح
وتوضيح لغايات تعليمية، وتبين له أثره في الحس الديني النصراني الذي
يستبد بالمؤلف أحيانا، وتراءت له مادته في المفاضلة بين التصورات
الدينية، والمقارنة بين الفقه الإسلامي والتشريعات الغربية، وترديد
الطوبيقات المشهورة.
وإذا كان لنا أن نختم
هذه الأطروحة بوضع خلاصة جامعة لها، وببسط آفاق للتفكير والعمل بصددها،
لقلنا إن عمل الأب “كيروز” على قدر عظيم من الأهمية –غير ما
ذكرناه سابقا- يتجلى، أكثر ما يتجلى، في جانبين اثنين، فاق فيهما نظرائه
من رجال الإسلاميات الإسبانية، وتميز بهما عنهم؛ الأول تعاطيه للكتابة
والتأليف والمحاضرة في الفقه المالكي، وثانيا اشتغاله على الترجمة سواء
الفقهية (كتاب الجهاد)، أوالفلسفية (علم ما بعد الطبيعة، وتهافت
التهافت)، أو التاريخية (نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر)، أو الأدبية
(شعراء عرب إسبان في القشتالية، وقصة “طه”). ولعل قيمة عمل الرجل ستزداد
ظهورا حينما سيتهيأ تحقيق ونشر باقي أعماله المخطوطة،  موضوعة
كانت أم مترجمة.
والخلاصة الأساسية التي
يمكن الخلوص إليها من هذه الأطروحة أن منزلة الأب “كيروز” منزلة متميزة
بين نظرائه من رجال الإسلاميات الإسبانية خلال فترة الحماية على الشمال
المغربي؛ فهو الكاتب صاحب المؤلفات في مختلف شِعاب  المعرفة،
وهو المحاضر في قضايا الفقه والتاريخ، وهو المترجم في فنون معرفية
متعددة من فلسفة وفقه وتاريخ وأدب، وأن قوة إسهامه في متن الإسلاميات،
تكمن جوهريا في الترجمة التي تعاطى لها بشغف المثقف، وحذق
العالم.
أما الآفاق التي تفتحها
هذه الأطروحة، وتستحث الناظر فيها لكي يجعلها مشروعات علمية مستقبلية،
فهي على وجه الإجمال، المُضيّ إلى ترجمة المتن المتصل بالمالكيات
الإسبانية مما نشر في فترة الحماية الإسبانية، ومنها أعمال الأب
“كيروز”، وتجريدها من أعلاقها الكولونيالية، والنظر إليها في سياق تكامل
المعرفة، وتلاقح الثقافات، وحوار الحضارات، وإخضاعها لمزيد تأمل ونظر،
هي وكافة المتن المنشور في فترة الحماية الإسبانية على الشمال المغربي،
ما اتصل منه بالمالكيات أو بالفقهيات، أو ما اتصل منه بسائر فنون العلم
والمعرفة، عسى يُفيدنا في معرفة قطعة أساسية من تاريخنا الثقافي
الوطني.

شهدت قاعة العميد محمد الكتاني بكلية
الآداب بتطوان يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، مناقشة أطروحة الباحث محمد
بلال أشمل لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع “الإسلاميات الإسبانية
المعاصرة: كارلوس كيروز (1884-1960) نموذجا” بإشراف الدكتورة كريمة حجاج
والدكتور عبد اللطيف شهبون. وكانت اللجنة العلمية مكونة من الدكتور عبد
الواحد العسري، والدكتور مصطفى الوراغلي، والدكتور عز الدين الشنتوف،
ورئاسة الدكتور أحمد عبادي. وقد تقرر منح الباحث درجة الدكتوراه بميزة
مشرف جدا مع التوصية بالطبع. وهذا ملخص الأطروحة الذي تقدم به الباحث
أمام اللجنة العلمية المذكورة:

عنوان هذه الأطروحة هو “الإسلاميات
الإسبانية المعاصرة: كارلوس كيروز (1884-1960) نموذجا”، وأما المعاني
التي تنطوي عليها، فمعانٍ متعددة ومتنوعة؛ منها ما هو ديني، ومنها ما هو
حضاري، ومنها ما هو تاريخي، ومنها ما هو علمي، ومنها ما هو
ثقافي.

وتنحلُّ سائر هذه المعاني إلى معنى
عام في شخص واحد هو الأب “كارلوس كيروز رودريغيث”، فيصير شخصية انطوت
ذاتها وصِفاتها على دلالة التعميم والتجميع؛ فهو هاهنا الشخصية
النموذجية التي طوت المعنى الحضاري، حين شهدت ما صارت إليه العلوم
الشرعية الإسلامية إلى مجال تداولي آخر، وطوت المعنى التاريخي، حين
تزمنّت ما بين سنتي 1884 و 1960، وقدمت ما اقتدرت عليه من تفسير وتأويل
لتلك العلوم الإسلامية الأصيلة، وطوت المعنى العلمي، حين اصطنعت منهجية
علمية وأدوات تحليلية وتأويلية لقراءتها، وطوت المعنى الثقافي، حين
ارتسمت في عملها وعلمها صور ذهنية عامة عن الإسلام والمسلمين قد تكون
أثمرت ما أثمرت من صور افتراضية، أو من صور واقعية، بحسب قوة أو ضعف
تمازجها مع خلفياتها الفكرية، وشدة أو خفة ارتباطها بمسلماتها
الاعتقادية. 

ومثلما تنطوي هذه الأطروحة على معاني
متعددة ومتنوعة؛ تجسدت في نموذج ابتدائي للدراسة والنظر، تنطوي كذلك على
طائفة من القضايا والمسائل لها أن تُستخبر عن حقيقتها فيما لو كانت
مجهولة الهوية، أو تُستشكل في هويتها فيما لو كانت تحتمل وجوها من
الدلالة، وضروبا من المعاني بحسب قوة البصر العلمي، وقدرة البصيرة
المنهجية، ومنها ما يلي:

–  ما المرادُ بـ”الإسلاميات
الإسبانية”؟ وما صلتها بـ”الاستعراب” و”الاستشراق”، و”الاستفراق” وسائر
أجناس البحث العلمي في التراث والواقع الإسلاميين من لدن
الإسبان؟

– لم ربط الإسلاميات كمتن علمي إسلامي
بإسبانيا كحالة حضارية، ووضع جغرافي، وتاريخ سياسي؟ وما هي مقتضيات هذا
الربط؟ وما هي دواعيه؟ وما هي غاياته؟

– ما هي لغة الإسلاميات
الإسبانية؟ 

– ما هي المنهجية العلمية التي
تصطنعها؟ 

– من هم رجالها على المعاصرة أو على
التاريخ؟ وما هي طبقاتهم حسب الجيل أو العمل الجليل؟

– ما هو المتن الذي خلفته؛ فحق لنا
وصفها بالإسبانية، وجاز لنا ربطها بالإسلامية؟

– من هو “كارلوس كيروز” كعلم عليها،
وكنموذج على صنيعها، ودالٍّ على صنعتها؟

– ما منزلته من الإسلاميات الإسبانية
حين انصرف إلى الاشتغال بالفقه الإسلامي في سائر وجوهه، ومضى إلى
العناية بالمالكية في خاصة أعماله؟

– ما هو الإسهام الذي أسهم به في
فلكها؟ ما هي عناوينه الظاهرة؟ ودلالاته المستترة؟ وإشكالاته المعلنة
والخفية؟

– ما قيمة هذا الإسهام؟ وما هي حدوده
التي يتحدد بها؟ هل كانت ذات قيمة أعمال الرجل وقد سلك البعض جميع ثمار
الاستعراب الاسباني الذي بذرت، وتفتحت ونضجت في شمال المغرب خلال فترة
الحماية الإسبانية ضمن إيديولوجية استعمارية انتهت بنهاية زمانها،
وتهاوت بتهافت مقاصدها؟

– هل في مقدورنا النظر إلى هذه
الأعمال من منظور جديد يعيد فحص بعض الأحكام المشهورة حول الاستعراب
الإسباني عموما، وآثاره في شمال المغرب خصوصا، لا سيما في ترجمة النصوص
الفلسفية الأندلسية الأساسية، والإسهام في البحث الفقهي الإسلامي،
والتأريخ للمذهب المالكي في المغرب والأندلس؟

– هل ينطوي عمل الأب “كيروز” ضمن
“الإسلاميات الإسبانية” على ما يفيد القيمة والقدر والجدة، أم هي محض
أعمال كلاسيكية جمدت على قوالب النظر والفكر في المدرسة الاستعرابية
التي ينتمي إليها، والتي وضع بعض قواعدها أستاذه “آسين
بالاسيوس”؟

– إذا كان الأب “كيروز” يسلك ضمن كتاب
الحماية، فبأي شئ يتميز عنهم؟ وهل منزلته منزلتهم في الإسلاميات
الإسبانية؟ وهل توازي كتاباته في الفقه المالكي مثلا
كتاباتهم؟  

ولقد أنشئ معمار هذه الأطروحة على
أساس مدخل عام وأربعة أبواب؛ فأما المدخل، فتم الحديث فيه عن مختلف
المعاني الدينية، والحضارية، والتاريخية، والعلمية، والثقافية التي
ينطوي عليها عنوان الأطروحة، وصلتها بالأب “كيروز” كنموذج يجسد بعضا من
دلالاتها العامة بحسب السياق التاريخي والثقافي الذي قُدِّر له أن يعيش
فيه سواء في تطاون؛ التي شهدت معظم عمله العلمي، أو في إسبانيا التي
احتضنت أولى أطوار تكوينه العلمي، وضمت آخر تراثه الفكري.

كما تم الحديث فيه عن الدواعي
الحاملة على إعداد هذه الأطروحة بهذا الاسم والمعنى، والغايات والمقاصد
المتوخاة من إنجازها، والآمال والأماني المعقودة عليها، ومدى الصعوبات
والعوائق الموضوعة في طريق إنجاز فصولها، والمنهجية التي تم اصطناعها في
إعداد متنها، وماذا كانت طبيعتها، وأية بيبليوغرافيا اعتمدت في تحرير
أبوابها وفصولها، وما هي البنية العامة التي عليها أقيم بناؤها النظري،
وشيد عليها معمارها التطبيقي، ومن هم الأشخاص والمؤسسات الذين قد يكون
لهم الفضل في تحقيقها.

وأما الأبواب، فتوزعت على باب أول؛ تم
فيه بسط القضايا التي تتضمنها “الإسلاميات الإسبانية”، وتم استشكال
مضامينها؛ ففي الفصل الأول منه، حُدِّدت هوية “الإسلاميات الإسبانية”،
وَوُقِفَ عند عطاء رجالها، وعُرِضت القضايا التي عُنوا بها. وهكذا تم
تحديد المراد منها، عبر تحديد معنى “الإسبانية” فيها، وربطها بتاريخ
المعرفة الإسبانية بالإسلام، وحصرها في فترة الحماية الإسبانية على
الشمال المغربي، نظرا لسياق الأب “كيروز” التاريخي والعلمي فيها، وعرض
مختلف القضايا التي عُني بها هؤلاء خلال تلك الفترة
التاريخية.

أما في الفصل الثاني، فتناول صِلةِ
الإسلاميات الإسبانية بغيرها من شِعاب المعرفة الإسبانية بالإسلام مثل
“الاستشراق”، و”الاستعراب”، و”الاستفراق”، و”الاستغراب”، وكذا بِشِعاب
أخرى من المعرفة الإسبانية بِالإسلام؛ فتبين أنها على اختلاف معها، في
الطريقة والرؤيا، وعلى توافق معها في المضمون
والموضوع. 

أما في الفصل الثالث، فاتُخِذت
المالكيات الإسبانية نموذجا للإسلاميات الإسبانية؛ مع تعريفها، وتحديد
مراتبها، وتسمية رجالها، ورصد لغتها، وذكر القضايا التي عُنيت بها،
والمنهجية العلمية التي اصطنعتها، فتحصل من ذلك كله، أنها شِعْبٌ علمي
عُني بخصوص المذهب المالكي، رجالا ومسائل، اصطنعت اللغة الإسبانية في
أغلب أعمالها، واستعملت غيرها من اللغات الغربية في قليل منجزاتها،
وعوّلت على منهج علمي وصفي ونقدي وفيلولوخي، وتناولت قضايا مختلفة
ومتنوعة مثل الأحباس، وسيرة الرجال، ونقلت إلى القشتالية متونهم
ومؤلفاتهم، وكتبت عنها الدراسات المستفيضة، فكانت بذلك بمثابة النموذج
الذي تمثلته الإسلاميات الإسبانية، وسارت على منواله.

أما الفصل الرابع، فتوقف عند
الإسلاميات الإسبانية من حيث كونها موضوع علم “الإسبانيات المغربية”؛
مُعرّفا إياها، ومُحدّدا المقتضيات التي تنهض عليها، مثل “ضغط التخوم”،
و”بأس التاريخ”، و”عتبة الحماية”، و”معرفة الذات بوساطة الغير”، وباسطا
المقومات المنهجية التي تتقوّم بها مثل “المعرفة”، و”الوصف”، و”الفهم”،
و”النقد”، فظهر أن “الإسبانيات المغربية” تعي “ضغط التخوم”، وتعْتبِرُ
من “بأس التاريخ”، وتتأمل حصيلة “عتبة الحماية”، وتسعى إلى “معرفة الذات
بوساطة الغير”، وتبيّن أن المقومات المنهجية التي تتقوم بها معرفة واصلة
إلى غاياتها، واصفة بموضوعية موضوعها، مدركة عن فهم، مضامينها، ناقدة عن
حق، أفكارها ومبادئها.

أما الباب الثاني، فدار حول الأب
“كيروز” الرجل وآثاره؛ ففي الفصل الأول، عُرضت سيرة حياته، 
وفي الفصل الثاني تم التوقف عند إدارته لمركز الدراسات المغربية، وفي
الفصل الثالث، تم الحديث عن بعض آثاره العلمية، وذُكرت فصول من عمله،
فكانت على قدر عال من العطاء، ما بين تقلد لمسؤولية دينية وأكاديمية
وإدارية، في أكاديمية تطاون للعربية والبربرية، أو في  مركز
الدراسات المغربية، وما بين آثار علمية  مثل
المؤلفات،  والترجمات، والمقالات، والمحاضرات، ووضع مقدمات
كتب، أو مراجعة أخرى.

أما في الفصل الرابع، فتناول الصلات
الإنسانية والعلمية، مع عينة مختارة من أهل العلم والفكر أمثال “آسين
بالاسيوس”،  و”مانويل ديل نيدو إي طورس”، وعبد الرحيم جبور،
وألفرد البستاني، و”رفاييل أريفالو كابيا”، و”غرسية غومث” مع وقفة مطولة
مع هذا الأخير في سجاله مع الأب “كيروز”؛ فظهر أن الرجل أقام صِلات
إنسانية وعلمية على قدر كبير من العمق والجدوى، وإن طبعت بعض مظاهرها
نوع من التوتر كما هو الحال في صلته بـ”غرسية غومث” بسبب السجال العلمي
الذي دار بينهما. 

وفيما يتصل بالباب الثالث؛ والذي كان
مداره على إسهام الأب “كيروز” في الإسلاميات الإسبانية، فتناول فصله
الأول السياق التاريخي والمعرفي لهذا الإسهام، مع اتخاذ الفقهيات كمجال
إسهامه في هذا الشِّعْبِ العلمي. وتناول فصله الثاني مظاهر ذلك الإسهام
في العمل التربوي، والتعليمي، والعلمي، والثقافي. وتناول فصله الثالث
القضايا التي كان عليها مداره، من مثل أركان الدين الإسلامي ومسائله،
كالسلطة، والجهاد، والملكية، والقضاء. وتناول فصله الرابع نظم الفقه
المالكي ومسائله، كالأملاك المخزنية، وحيازة المِلكية الأصلية للأرض،
والسلطة القانونية، والأحباس، وفقه العقوبات، وقضايا فقهية أخرى، وجميع
ذلك وفق المذهب المالكي. ومما يستفاد من ذلك، أن مظاهر إسهام الرجل في
الإسلاميات الإسبانية، إسهام متنوع، ومختلف، ميزه عن كثير من نظرائه ممن
اشتغلوا بنفس المجال، فكانت منزلته غير منزلتهم في حسن اختيار الموضوع،
والتدقيق في فوائده، وعرض أمين لمواده، ومناقشة متوازنة
لمسائله.

أما فيما يتصل بالباب الرابع والأخير؛
والذي دار حول ثلاثية الفلسفة، والتاريخ والأدب لدى الأب “كيروز”، فقد
ضم فصله الأول الكلام عن الفلسفة الإسلامية، وعن أعلامها الكبار أمثال
الفارابي، والغزالي، وعن قضاياها، مثل “تهافت الفلاسفة”، 
والنفس  والروح في الفلسفة النصرانية في الغرب الإسلامي. كما
ضمت كلاما عن الرشديات اشتمل على النظر في ترجمة كتاب علم ما بعد
الطبيعة، ومقدمته، وعمل المترجم في الصيغة الإسبانية، ثم حديثا عن ترجمة
جزئية لكتاب تهافت التهافت، فالوقوف عند ابن رشد الفقيه، ولاسيما مع
الترجمة الإسبانية لكتابه عن الجهاد، واعتماد المترجم على بداية المجتهد
في كافة أعماله. 

كما ضم فصله الثاني  حديثا
عن التاريخ المغربي والأندلسي، وعن “الشعب البربري” وأسره الحاكمة،
أمثال المرابطين، وعن أعلامه الكبار أمثال الرحالة الطنجي ابن بطوطة،
والسياسي والمؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون،  وعن حواضره العريقة
مثل سبتة الإسلامية، وعن متون احتوت نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر.
كما ضمت الأدب عامة والأدب الأندلسي خاصة، ومنه الشعراء الأندلسيون في
القشتالية، أو “القصة المغربية” لأحمد السكوري المعنونة بـ”طه”، وهما
الأثران اللذان قام الأب “كيروز” بنقلهما إلى الإسبانية.

أما الفصل الثالث فتطارح مسألة
قيمة إسهام الأب “كيروز” في الإسلاميات الإسبانية، حيث رآها في العمل
التربوي والإداري في أكاديمية تطاون ومركز الدراسات المغربية، وشهدها في
الكتابات في الدين الإسلامي،  والكتابات في الفقه الإسلامي
والمذهب المالكي ومسائلهما، ووجدها في  الترجمة في فنون علمية
وأدبية مختلفة.

فيما وقف الفصل الرابع عند حدود ذلك
الإسهام؛ إذ ظهر له في الطابع المدرسي لأعماله من شرح وتوضيح لغايات
تعليمية، وتبين له أثره في الحس الديني النصراني الذي يستبد بالمؤلف
أحيانا، وتراءت له مادته في المفاضلة بين التصورات الدينية، والمقارنة
بين الفقه الإسلامي والتشريعات الغربية، وترديد الطوبيقات
المشهورة.

وإذا كان لنا أن نختم هذه الأطروحة
بوضع خلاصة جامعة لها، وببسط آفاق للتفكير والعمل بصددها، لقلنا إن عمل
الأب “كيروز” على قدر عظيم من الأهمية –غير ما ذكرناه سابقا-
يتجلى، أكثر ما يتجلى، في جانبين اثنين، فاق فيهما نظرائه من رجال
الإسلاميات الإسبانية، وتميز بهما عنهم؛ الأول تعاطيه للكتابة والتأليف
والمحاضرة في الفقه المالكي، وثانيا اشتغاله على الترجمة سواء الفقهية
(كتاب الجهاد)، أوالفلسفية (علم ما بعد الطبيعة، وتهافت التهافت)، أو
التاريخية (نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر)، أو الأدبية (شعراء عرب
إسبان في القشتالية، وقصة “طه”). ولعل قيمة عمل الرجل ستزداد ظهورا
حينما سيتهيأ تحقيق ونشر باقي أعماله المخطوطة،  موضوعة كانت
أم مترجمة.

والخلاصة الأساسية التي يمكن الخلوص
إليها من هذه الأطروحة أن منزلة الأب “كيروز” منزلة متميزة بين نظرائه
من رجال الإسلاميات الإسبانية خلال فترة الحماية على الشمال المغربي؛
فهو الكاتب صاحب المؤلفات في مختلف شِعاب  المعرفة، وهو
المحاضر في قضايا الفقه والتاريخ، وهو المترجم في فنون معرفية متعددة من
فلسفة وفقه وتاريخ وأدب، وأن قوة إسهامه في متن الإسلاميات، تكمن جوهريا
في الترجمة التي تعاطى لها بشغف المثقف، وحذق العالم.

أما الآفاق التي تفتحها هذه الأطروحة،
وتستحث الناظر فيها لكي يجعلها مشروعات علمية مستقبلية، فهي على وجه
الإجمال، المُضيّ إلى ترجمة المتن المتصل بالمالكيات الإسبانية مما نشر
في فترة الحماية الإسبانية، ومنها أعمال الأب “كيروز”، وتجريدها من
أعلاقها الكولونيالية، والنظر إليها في سياق تكامل المعرفة، وتلاقح
الثقافات، وحوار الحضارات، وإخضاعها لمزيد تأمل ونظر، هي وكافة المتن
المنشور في فترة الحماية الإسبانية على الشمال المغربي، ما اتصل منه
بالمالكيات أو بالفقهيات، أو ما اتصل منه بسائر فنون العلم والمعرفة،
عسى يُفيدنا في معرفة قطعة أساسية من تاريخنا الثقافي الوطني.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق