الرابطة المحمدية للعلماء

تقرير اليونيسف السنوي: التحضر يحرم ملايين الأطفال من الخدمات الحيوية

جاء في التقرير السنوي لليونيسف عن وضعية الأطفال بالعالم، والصادر بنيويورك 27 فبراير 2012، أن العالم يعرف أكبر موجة من النمو الحضري في التاريخ، بحيث أشار هذا التقرير إلى أن نصف أطفال العالم، تقريباً، يعيشون في مناطق حضرية، داعيا إلى مزيد من التركيز على تحديد احتياجات الأطفال وتلبيتها.

وصرح عابد أسلم، معد/المسؤول عن تقرير وضع الأطفال في العالم، بأن هذا الأخير يعرف تحولا كبيرا، كون أن نصف سكانه، ومن بينهم أكثر من المليار طفل، يعيشون في المدن والبلدات، مضيفا أن العالم يقترب من اللحظة التي سينشأ فيها غالبية أطفال العالم في بيئات حضرية.

ويشير التقرير إلى أن الأسر والأطفال، انتقلوا إلى المدن بحثاً عن فرص أفضل، مضيفا أن النمو الحضري هو ناتج عن أطفال ولدوا لآباء يعيشون بالفعل في المدن، في غياب مواكبة حقيقية للخدمات تجاه هذا النمو. ويرجع معد التقرير الوضع إلى البيئة القاسية التي يترعرع فيها العديد من الأطفال.

ويفيد التقرير الصادر بعنوان ” وضع الأطفال في العالم 2012″ إلى أن أطفال الأحياء الفقيرة، يضطرون إلى تحمل وطأة العنف والاستغلال وعدم توافر أساسيات مثل المياه النظيفة والتعليم، والتسجيل عند الولادة، وتعرض أسرهم للطرد التعسفي وغياب وسائل الحماية، مما يجعل حياتهم عرضة لعدم الاستقرار.

ويضع التقرير مقارنة بين الوضع الذي يعيشه أطفال المدن، ووضع المجتمعات الريفية، موضحا أن الفقر والتمييز يعيق استفادة المحرومين(المهاجرين وساكني مدن الصفيح) من التمدرس والتطبيب، بحيث أن الحياة الحضرية تحدث تفاوتا كبيرا بين الأغنياء والفقراء في المدن، وتلقي بعواقبها على الأطفال، مما يدعو إلى فهم أعمق للقضايا المتعلقة بعنصري الفقر وعدم المساواة، وتحسين حياة المهمشين، رغم غياب بيانات حول الأوضاع في الأحياء الفقيرة.

وفي هذا الصدد يعبر أسلم عابد، عن صدمته حيال ندرة البيانات حول الأطفال في المناطق الحضرية، معتبرا حجب هذه البيانات عن الأنظار، هو قرار سياسي يخدم مصالح معينة.

وعن موضوع الفقر والتهميش، أفاد المدير التنفيذي لليونيسف، أنتوني ليك قائلا : “عندما نفكر في الفقر، فإن الصورة التي تتبادر عادة إلى الذهن هي صورة طفل في قرية ريفية. ولكن اليوم، هناك عدد متزايد من الأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة والمناطق العشوائية هم من بين الفئات الأكثر حرماناً وضعفاً في العالم، وهم محرومون من أبسط الخدمات ومن الحق في الازدهار.”

وفي الختام، يدعو التقرير إلى إحداث تحسينات، وإشراك المستبعدين في التخطيط الحضري وصنع القرار، لإحراز تقدم في البنيات التحتية ومحو الأمية والسلامة، مستشهدا ببعض الأدلة التي تفيد أن الاستفادة تكون شاملة، عندما يتم إشراك الفقراء والمهمشين والذين لا صوت لهم في عمليات صنع القرار.

وهو ما نبه إليه ليك في تصريحه عندما قال: “إن استبعاد هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة لا يحرمهم فقط من فرصة تحقيق إمكاناتهم الكاملة؛ بل إنه يسلب مجتمعاتهم من المنافع الاقتصادية الناتجة عن وجود سكان متعلمين وأصحاء في المناطق الحضرية”.

ويذكر أن اليونيسف تصدر سنويا تقريرها حول وضع الأطفال في العالم، تضمنه جملة من البيانات والإحصائيات التي تهم إحدى القضايا التي تمسّ الأطفال.

فاطمة الزهراء الحاتمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق