الرابطة المحمدية للعلماء

تعاطي المخدرات بين الإمكانات والحلول المُمكنة للوقاية

فؤاد مدكري: مطلوب تعبئة مجتمعية شاملة لمواجهة آفة المخدرات

كيف السبيل إلى الوقاية من المخدرات وبناء الحصانة الذاتية والمجتمعية؟ وما هي الإمكانات المتاحة والإجراءات الواجب اتخاذها للحد من غزو المخدرات لفضاءات مؤسساتنا التعليمية؟ وهل يمكننا تحقيق مجتمع خال من المخدرات؟

من أجل الرد على هذه الأسئلة وغيرها بطبيعة الحال، وأيضا من أجل تعميق النقاش حول الإمكانات والحلول الممكنة للوقاية من خطر تعاطي المخدرات، استضاف ركن حوار حي الذي يبثه موقع الرابطة المحمدية للعلماء الدكتور فؤاد مدكري؛ رئيس مصلحة التدبير التربوي بمديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، وذلك زوال يوم أمس الخميس 1 يوليو الجاري، حيث توقف بداية عند تحديد معنى المخدرات، وهي كل المواد التي يتعاطاها الإنسان إما تناولا أو حقنا أو استنشاقا وتحدث أثارا على قدراته العقلية والنفسية والسلوكية؛ و يمكن أن تكون هذه المواد إما طبيعية أو اصطناعية تؤخذ إما سائلة أو صلبة أو مسحوقا.

وبخصوص التكييف القانوني للمخدرات، فالمشرع يعتبر كل من يتناول هذه المواد أو ينتجها أو يتاجر فيها أو يستعملها بصفة عامة بمثابة أعمال غير مشروعة يعاقب عليها طبقا للقوانين الجاري بها العمل.

وعن الإمكانات المتاحة والإجراءات الواجب اتخاذها للحد من غزو المخدرات بمختلف أنواعها لفضاءات مؤسساتنا التعليمية، اعتبر المتدخل الكريم، أن وزارة التربية الوطنية تعتبر ترويج المخدرات بمحيط المؤسسات التربوية واستدراج التلاميذ للتعاطي لها ظواهر خطيرة؛ وشائنة تمس بحرمة المؤسسات التعليمية ولها أضرار وخيمة على المتعلمات والمتعلمين على مختلف المستويات: النفسية والصحية والاجتماعية والعقلية، داعيا إلى التصدي لها بمختلف الأشكال والسياق الممكنة.

وأضاف الدكتور فؤاد مدكري أن وزارة التربية الوطنية بمعالجة هذه الظاهرة من خلال عدة مقاربات: أولا: المقاربة التربوية – البيداغوجية، وذلك باعتبار أن الوزارة التربية الوطنية من مهامها وأدوارها الأساسية التربية والتكوين؛ فقد ضمنت مجموعة من القيم والسلوكات والمهارات التي تعمل على تربية الناشئة تربية سليمة توعيها بمخاطر التدخين والتعاطي للمخدرات؛ وهذا يظهر جليا في المناهج والبرامج التربوية والتي يبرز بالكتب المدرسية حيث نجد هناك العديد من النصوص التربوية التي تحذر وتحسس بمخاطر تعاطي للمخدرات، وكذلك يتم تمرير مجموعة من القيم النابذة لتعاطي للتدخين وتناول للمخدرات عبر مجموعة من المواد الحاملة خاصة التربية الصحية والتربية على المواطنة ؛ وثانيا: ثم مقاربة تفعيل الأدوار الحياة المدرسية: وذلك من خلال تشجيع وتكثيف الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية في إطار مدرسة الاحترام من أجل ترسيخ الأخلاق النبيلة وتثبيت السلوكات الإيجابية ونبذ كل ما يمس بدور المؤسسات التعليمية.

وعن دور لأسرة في تجنيب أبنائها الإدمان على المخدرات، أشار الضيف الكريم الوزارة اعتمدت على المقاربة القانونية التنظيمية، من خلال إصدار مجموعة من المذكرات الجهوية والنيابية في شأن محاربة جميع الظواهر والسلوكات غير التربوية وكل ما يخل بالآداب العامة والسلوك التربوي السليم وفي مقدماتها تعاطي التدخين وتناول المخدرات، محيلا على دور الأسرة، من أنه بالفعل، دور مهم وجوهري ومكمل لدور المدرسة باعتبار أن التربية الأولية للمبادئ والقيم والنبيلة والسلوكات المدنية تكون بين أفراد أسرة التلميذ(ة)، وهنا يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين المدرسة والأسرة فيما يخص سلوكات التلاميذ.

وأقرّ الضيف كذلك، بأن معالجة هذه الظاهرة والحد منها يبقى شأنا عاما يهم كل مكونات المجتمع من خلال خلق تعبئة وطنية حوله تتكاثف كل الجهود: القطاعات الحكومية، ومكونات المجتمع المدني، والأسر والإعلام، مجددا التأكيد، بحكم تخصصه أن وزارة التربية الوطنية واعية بأهمية الشركات في هذا المجال حيث تبنت برنامج إعداديات وثانويات ومقاولات بدون تدخين بتعاون مع “جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان”، ويهدف هذا البرنامج إلى حماية الفضاء المدرسي، ومحيطه من تداول كل أنواع التبغ ومساعدة ودعم المدخنين على الإقلاع عنه باعتبار التدخين مقدمة لتناول المخدرات كما أثبتت ذلك جميع الدراسات المتخصصة في هذا المجال.

وحول أولى خطوات العلاج، فقد أشار فؤاد مدكري، إلى أنها تكمن في أن تكون للمدمن رغبة نصوحة للتخلص من إدمانه وعدم العودة لتناول المخدرات، ثم أن يبتعد عن كل السبل والرفقة التي كانت السبب لسقوطه في براثين الإدمان، ثم ينساق لتعليمات وإرشادات الطبيب المعالج. أما بنسبة لتأثير العقاقير التي يتناولها للعلاج فمدام يحترم الوصفة الطبية فلا نرى لها تأثيرا سلبيا على صيرورة العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق