الرابطة المحمدية للعلماء

تحالف الحضارات والثقافات .. من الإستراتيجية إلى التفعيل

د. عباس الجراري: الحوار بين الثقافات يمر عبر تقبل الآخر بما يحمله من خصوصيات وتراث وديانة وهوية واختلافات

أكد الدكتور عباس الجراري مستشار جلالة الملك، أن الحوار بين الثقافات يمر حتما عبر تقبل الآخر. وأوضح السيد الجراري، خلال الدورة الثانية للمنتدى العالمي حول الحضارات والتنوع الثقافي، المنظم تحت شعار ” تحالف الحضارات والثقافات .. من الإستراتيجية إلى التفعيل”، أن “الحوار بين الثقافات لا يستقيم دون قبول الآخر، بما يحمله من خصوصيات وتراث وديانة وهوية واختلافات”.

وفي معرض تأكيده على أهمية الحوار المثمر بين مختلف الثقافات كيفما كانت خصوصياتها أو اختلافاتها، دعا السيد الجراري إلى ضرورة الخروج من المقاربة النظرية إلى مقاربة تطبيق الأفكار المتداولة في اللقاءات التي تنعقد في مختلف مناطق العالم، موضحا أن هذه المسؤولية تقع، في المقام الأول، على عاتق المسؤولين بقطاعات الصحة والتعليم والمجتمع المدني.
من جهة أخرى، شدد السيد الجراري على أهمية إزالة اللبس الذي يعتري مفهومي الحضارة والثقافة، مبرزا أن “الحضارة ترتبط بكل ما هو مادي، بما في ذلك العمران والاقتصاد وأنماط الحياة، في حين أن الثقافة متصلة بالفكر والمواقف وعمق الكائن البشري والهوية وخصوصيات المجتمع”.

من جهته، أوضح السيد عبد الله بن علي الخطيب، أستاذ جامعي وملحق ثقافي لدى سفارة المملكة العربية السعودية بباريس، أن أي حوار جاد بين الثقافات يمر حتما عبر تحليل معمق للعديد من المفاهيم، من قبيل التعددية والتعدد الثقافي والتسامح.
وأبرز المحاضر، في مداخلة بعنوان “الحوارات بين الثقافات.. من ليبرالية المفهوم إلى شمولية المصير”، أن الحوار بين الثقافات، بالنظر إلى طبيعته النخبوية، صار مجردا من أي أثر انطلاقا من كونه لا يعكس سوى رأي فئة محدودة للغاية.
وشدد، في هذا السياق، على أهمية توسيع دائرة هذا الحوار ليشمل الشعوب وهيئات المجتمع المدني، لكي تتمكن من الانعتاق من الإديولوجيات والحسابات السياسية الضيقة.

وبالنسبة لشارل سانت-بروت، مدير مرصد الأبحاث الجيوسياسية بفرنسا فإن “الحوار ينبغي أن يكون غاية تنصهر فيها الاختلافات، وتستخلص عندها بجلاء القيم المشتركة والمبادئ الأساسية.
وأكد السيد سانت-بروت على الحاجة المستعجلة لقيام تحالف يسمح ب”التحرك المشترك والعمل من أجل إدماج المفاهيم الأخلاقية والقيم الروحية في سيرورة الواقع، وهو ما يعني -بصيغة أخرى- التوفيق بين الروحي والمادي”، قبل أن يضيف أن هذا التحالف يجب أن يقود معركة كبرى تنتصر للقيم الروحية، بشكل لا ينقاد معه عالم الغد وراء المادية العدمية، بل يزاوج بين التقدم التقني والتطور الأخلاقي.
وأشار السيد سانت بروت إلى أنه ” حان الوقت للتشاور بين الديانات لتنسيق للحوار بين الحضارات “، موضحا أن ” هذا الحوار يتعين أن لا يكون شعارا فقط بل أن يأخذ شكلا ملموسا من خلال العمل المشترك لبناء عالم له وازع روحي”.
من جهتها ، أكدت الصحافية والكاتبة الفرنسية كاترين ستول سيمون في مداخلة لها أن الحوار بين الحضارات ” يعد رهانا كبيرا لا محيد عنه خلال القرن 21 “.
وأوضحت أن التربية على المواطنة والتعليم المتعدد الثقافات ومراجعة مناهج وبرامج التبادل، والعمل في مجال الثقافة والإعلام والإتصال ، مجالات تعد ضرورية، لكنها ليست كافية “.
يشار إلى أن هذا المنتدى المنظم من طرف “المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية” وجمعية ” 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس” ومؤسسة “روح فاس”، يأتي على إثر النجاح المتميز للدورة الأولى التي انعقدت في 2007 ، والتي نشرت أعمالها في خمسة مجلدات باللغة العربية والفرنسية والانجليزية
(عن و.م.ع)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق