وحدة الإحياءقراءة في كتاب

تجليات الاعتقاد والانتقاد في التصوف المغربي: قراءة في تجربة العلامة أحمد سكيرج للدكتور عبد الصمد غازي

إن الأسئلة الكبرى التي عمل مثقفو المشرق على صياغتها حول التربية والتعليم والإصلاح، والانحطاط والتقدم، والاجتهاد والتجديد… وجدت لها أصداء مختلفة في الكتابات المغربية، بل إن عامل الجوار الجغرافي مع أوروبا جعل من الإسهامات الفكرية المغربية أكثر عمقا في كثير من الأحيان.

ومع ذلك نلاحظ إلى اليوم تغييبا خطيرا لهذه الإسهامات الفكرية المغربية، فغالبا ما تولي النخب المغربية المعاصرة وجهها شطر الفكر الإسلامي المشرقي أو الفكر الغربي للاستفادة منه والأخذ عنه دون الالتفات إلى التراث الفكري الخصوصي في المغرب من نصوص واجتهادات وأفكار… إنها قاعدة تنطبق على النسبة الغالبة من الباحثين والمثقفين المعاصرين، فأغلبهم يهملون الإسهامات المغربية على صعيد التعبير عن الفكرة الإصلاحية.

“ويوم يزاح الستار عن المكتبة المغربية وما تمكنه من مختلف ألوان التراث… ويوم يعاد إلى هذه المكتبة ما عبثت بمصادرها القيمة للحيلولة دون وصولها إلى جمهور القراء والباحثين… ويوم يلتفت إلى هذا التراث بجد وصدق، ويتاح البحث فيه بموضوعية علمية وفكر متحرر من جميع ألوان القيود، يومئذ سيعاد النظر كليا في تاريخنا الثقافي والحضاري، وسيكتب هذا التاريخ من جديد في إطار يبرز الخصائص الحقيقية للذات المغربية، متخطيا مختلف الفجوات والحواجز التي تحول دون تكميل ملامح هذه الذات في جوانبها الوطنية والقومية والإنسانية؛ إذ ذاك تزول النتوءات والتمزقات التي تمنع الرؤيا الواضحة للتاريخ السياسي والفكري والديني للمغرب، والتي تجعل المتسلطين على رواية التاريخ وكتابته يطمسون بقصد أو بدون قصد معالم من هذا التاريخ إذا كانت مرتبطة بشخصية أو بفترات لا يروقهم إبرازها[3].”

 في هذا السياق المعرفي المسترجع للأسئلة من أجل استئناف بحثي جديد يعيد تقويم المتداول من الأحكام والمألوف من الخلاصات، ومن منطلق إعادة الاعتبار إلى جهود فكرية وإصلاحية لم تنل حظها من العناية والاهتمام، ومن تم تعرضها للطمس والقبر والتهميش والإقصاء… يأتي العمل الذي نسعد بتقديمه لقرائنا الأعزاء، حول خطاب التصوف بالمغرب بين الاعتقاد والانتقاد من خلال الشيخ أحمد بن العياشي سكيرج، رحمه الله، والذي أراد من خلاله الدكتور عبد الصمد غازي أن يحقق هذا التوق العلمي الذي يروم إعادة الاعتبار لجزء حيوي من تراثنا، وتخليص هذا التراث من الأحكام المتسرعة التي علمت بعض الحسابات الإيديولوجية، والظرفيات السياسية الخاصة على ترسيخها.

ولتحقيق هذا المسعى؛ هدف الدكتور عبد الصمد غازي من خلال دراسته إلى تعميق النظر في خطاب الاعتقاد والانتقاد، وذلك بتدبر مفاهيمه وتمحيص مقدماته ونتائجه وترتيب أدلته وقواعده. للتمكن من الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ما صاحب الخطاب الصوفي من حملة انتقاد واسعة سعت إلى نسف أسسه الشرعية، والتشكيك في مشروعية نهجه وسلوكه. كما حاول المؤلف تصنيف دواعي هذا الانتقاد المعرفية والاجتماعية والسياسية، والوقوف على تبايناته واختلافاته الجوهرية بين كل مرحلة من مراحل تاريخه، والتي تعتبر في نظره جديرة بالمساءلة والاستشكال من جديد. حاول الدكتور عبد الصمد غازي؛ تحقيق كل هذا من خلال مدارسة نموذج صوفي مميز هو الشيخ العلامة أحمد بن العياشي سكيرج رحمه، حيث لا يتردد في اعتباره من بين أهم من أرسى دعائم الاعتقاد وحاول إبطال شبه الانتقاد.

وقد عالج المؤلف هذه المواضيع في أربعة فصول، جاء أولها بعنوان: “الشيخ أحمد سكيرج: السيرة والسياق التاريخي”، والثاني بعنوان: “الشيخ أحمد سكيرج: الخطاب والسياق المعرفي”، وخصص الثالث للحديث عن: “الحوار الصوفي والسلفي وسؤال المشروعية الدينية”، في حين خصص الفصل الرابع والأخير لمعالجة “سؤال الشرعية التربوية في الحوار الصوفي”.

يذهب المؤلف في الفصل الأول من الكتاب (ص15-59)، إلى رصد أهم المحطات التي ميزت حياة الشيخ أحمد بن العياشي سكيرج، أملا في فهم جيد لشخصية سكيرج الصوفية، معتمدا في ذلك، وكما يدل عنوان المبحث الأول من هذا الفصل، “سيرة على لسان صاحبها”، على رسالة ألفها الشيخ أحمد بن العياشي بعنوان: “حديقة أنسي في التعريف بنفسي”، وهي الرسالة التي يترجم فيها لنفسه. وقدد تتبع عبد الصمد غازي الرسالة بالدراسة، مستنتجا أن حديقة أنس سكيرج في التعريف بنفسه، تتميز بغلبة النفس الصوفي من خلال إشارات المجاذيب وأهل الصلاح المتكررة فيها منذ ولادته ومرحلة صباه الأولى. وقد حاول غازي التقاط أهم محطات حياة سكيرج من خلال أنسه، فكان التعليم أهمها، حيث أورد نصوصا من الرسالة يذكر فيها سيكرج شيوخه في التربية والتعليم، وأثرهم في مساره العلمي والمعرفي الذي توج بالتدريس بجامعة القرويين. كما ركز المؤلف على تتبع مراحل تقلد سكيرج للطريقة التيجانية، منذ الملازمة الأولى إلى أن أصبح خليفة للشيخ التيجاني ونائبا عنه. وفي مبحث ثان من هذا الفصل تناول الدكتور غازي بالرصد والتحليل؛ التحولات الكبرى التي عايشها سكيرج، ومختلف النقاشات التي كانت تعج بها الساحة الدينية والفكرية في زمنه، وكيف واجه وعالج سكيرج ذلك كله.

في الفصل الثاني المعنون ب: “الشيخ أحمد سكيرج: الخطاب والسياق المعرفي” (ص63-109)، يكشف غازي عما تميزت به شخصية سكيرج من معالم مشهودة جعلت منه بالفعل مثقف المرحلة الحرجة من تاريخ المغرب المعاصر، فهو نموذج العالم الصوفي نشأة وتكوينا وسلوكا، التزاما وتوجها، وهو اللغوي الفقيه والعالم الأديب، والقاضي النبيه، والصوفي المخلص للطريقة التيجانية التي كرس حياته كلها للذب والدفاع عنها بإيمان وصبر وثبات، كما تبينه كثرة تآليفه ورسائله في فقهها. والتي شكلت وثائق اعتمدها المؤلف في الكشف عن منظور سكيرج الإصلاحي والنهضوي، وطبيعة الجدل الذي عرفته الفترة بهذا الخصوص. كما اعتمدها المؤلف في الكشف عن منهجية سكيرج في دفع الانتقاد. منهجية اعتبرها غازي متكاملة، حيث كان سكيرج يرى ضرورة البدء في استراتيجية الرد والجواب عن وجوه الاعتراض بتنقيح الخطاب الصوفي التيجاني نفسه، وتنقيته مما علق به من الشوائب وبيان وجوه الأقوال المحققة فيه. وإمعانا في تأكيد تكامل منهج سكيرج في دفع الانتقاد، أشار المؤلف إلى أنه قد أولى أولوية كبيرة لجمع شمل الصوفية باستنفارهم إلى إصلاح أحوالهم، وتفقدها بمراجعة مقاصدهم بعد أن انحرفت عن نهجها. غير مستثن جهود العاملين في حقل الإصلاح الديني والاجتماعي بمختلف مشاربه، من أجل التعاون سوية على رفع التحديات المشتركة بالمغرب آنذاك، وعدم تضييعها في تبادل التهم الذي لا يساهم إلا في إضعاف شوكة الاجتماع المغربي. وقد أورد المؤلف مجموعة من النصوص المنتقاة من كتابات سكيرج كشواهد على استنتاجه.

في الفصل الثالث الموسوم بـ”الحوار الصوفي السلفي وسؤال المشروعية الدينية” (ص113-160)، نقف مع الدكتور غازي على مدى تنوع مساهمات سكيرج في الحقل الصوفي عموما والتجاني خصوصا، ومدى عظم جهده في الدفاع عن الطريقة التجانية وعن الطرق الصوفية عموما. يظهر ذلك جليا من خلال حواراته المتعددة مع المخالفين للتصوف، المنتقدين للطرق الصوفية. وقد عرض المؤلف لمختلف حواراته في هذا الصدد من خلال ستة نماذج مختلفة. كان أولها نموذج المتراجع عن التصوف في شخص ابن الموقت المراكشي الذي أعلن تنكره للطريق الصوفي، وخروجه منه. وقد بين غازي كيف أن رد سكيرج على ابن الموقت يعتبر شهادة على عصر التحول الكبير في الذهنيات والبنيات المجتمعية، وبداية دخول المغرب بفعل التدخل الاستعماري ورياح التغيير المشرقية، إلى تجاوز مؤسسة الزاوية باعتبارها فضاء للتأطير، والاستعاضة عنها ببدائل مؤسسية أخرى. وهو ما يفسر في نظر المؤلف انخراط سكيرج في الدفاع عن التصوف باسم التجانية، ونيابة عن سائر الطرق الصوفية بالمغرب. النموذج الثاني كان مع أهل السلفية المغاربة، في شخص محمد الحجوي الفاسي، من خلال هذا النموذج حاول سكيرج الرد كعادته على مختلف القضايا التي طرحت، والتي أصبحت مرددة في كل مناسبة أو مقالة بجريدة… مع النموذج الثالث يشير الأستاذ غازي إلى أن ساحة الحوار والجدل قد أخذت أبعادا دولية، لم تعد مقتصرة على المغرب وحده، اعتمد في توضيح طبيعته على مؤلف”الصراط المستقيم في الرد على مؤلف النهج القويم”، وهو مؤلف لأحمد سكيرج يرد من خلاله على كتاب “النهج القويم في بيان أن الصلاة الفتحية ليست من كلام الله القديم” للشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي أحد علماء الأزهر. وكتاب سكيرج يعد في نظر غازي موسوعة فكرية تلخص مجمل الفكر السكيرجي بخصوص ردوده على المنتقدين. البعد الدولي الذي تميزت به ساحة الجدل سيتعزز مع النموذج المتبقية وهي المتمثلة على التوالي في شخص: ابن باديس الجزائري، وكذا تقي الدين الهلالي المدرس بالمدينة المنورة، وكذا ابن مايابي العالم الشنقيطي الذي هاجم التصوف عموما والتجانية خصوصا.

وقد اتضح للأستاذ عبد الصمد غازي بعد تناوله لردود سكيرج المختلفة على منتقدي الخطاب الصوفي. أن سكيرج كان حاملا لواء الدفاع عن الطرق الصوفية، بدافع استشرافي لمآلات الأمور، كما حاول دفع آفات الإنكار التي تبين مدى إضرارها بالتوازن النفسي والديني والاجتماعي للأمة. ليخلص أن سكيرج أسس لخطاب صوفي عالم، تكون له الجرأة على النقد الذاتي، ويريد من المصلحين أن يتعاملوا مع واقعهم برؤية تقويمية وتأسيسية ترقى بواقع الحال عموما، وليس التصوف وحده من أوحال الجمود والتخلف.

إذا كان الفصل الثالث قد تناول سؤال المشروعية الدينية، فإن الفصل الرابع والأخير قد جاء متناولا لسؤال الشرعية التربوية (ص161-202)، وقد حاول المؤلف الاقتراب من هذا السؤال عن طريق تبين علاقة سكيرج بالميراث الصوفي التجاني، مبينا أن التصوف هو الحقل المعرفي الذي شد سكيرج إليه وأغرقه في عوالم أسراره، فكانت جل مطالعاته تصب في هذا المعين الذي لا ينضب. كما بين غازي مدى شغف سكيرج بكتب الصوفية، ومدى المحبة التي يكنه لأهل التصوف عموما، والتجانية خصوصا. مشيرا في الوقت ذاته إلى تنوع مقاربات الاشتغال السكيرجي على التراث التجاني، التي تنوعت بحسبه بين التحقيق والتدقيق، والنظم والشرح، والإبداع والتجديد بالنظر لعديد تآليف سكيرج المتنوعة في فقه الطريقة والتصوف بشكل عام.

كما تناول المؤلف في هذا الفصل، وللاقتراب من سؤال الشرعية التربوية؛ إشكال التجانية بين ضرورة الشيخ الحي وحتمية انتقال الشيخ أحمد التجاني. وهو إشكال يقر المؤلف بأن التجانية قد واجهته فعلا. وقد عرض غازي رأي سكيرج في القضية بتفصيل من خلال تتبع مؤلفاته المختلفة، مشيرا إلى أن إفادة سكيرج من بحور مختلفة في المجال الصوفي عموما والتجاني خصوصا، ونهله من موارده المتنوعة، أهله للتصدي لإشكالات عصره، بمختلف تمظهراتها وتشكلاتها، وعلى رأسها القضايا التي طرأت على المجال التداولي الصوفي المغربي، والتي يمكن نعتها بقضايا ما بعد وفاة أو انتقال شيخ الطريقة سيدي أحمد التجاني إلى دار البقاء، لها صلة وثيقة بالمنظومة الصوفية مما أدى إلى تخصيب الرؤى بشأنها، يمكن نعتها بالجدل الصوفي الصوفي، والبحث عن الشرعية التربوية.

وفي ارتباط بالإشكال السابق يأتي تناول غازي لإشكال الانتفاع التربوي بين سكيرج ومحمد بن عبد الكبير الكتاني، وقد تتبع المؤلف رأي الشيخين في المسألة، مؤكدا أن الملاحظ في الخطاب السكيرجي هو عدم تمييزه عن شيخ التربية بين كونه حيا أو ميتا من حيث التأثير الروحي، بل يفوق الميت الحي درجة، وذلك نظرا للمرجعية الصوفية التجانية التي تؤمن بالختمية لسيدي أحمد التجاني. وهو الرأي الذي يخالفه فيه محمد بن عبد الكبير الكتاني، ويشير غازي إلى أن الكتاني ينطلق في رأيه من أصول استدلالية جديدة، يبني عليها استنتاجاته، حيث أن “الآخر في العصر أفضل ممن تقدمه”. ونتيجة تعقبه لردود الشيخين وآرائهما في المسألة، يعتبر غازي أن ذلك قد ترك للأمة مباحث في غاية الدقة والبيان، والحكمة والبرهان، وأبدعت أنظارا فريدة بخصوص الولاية ومراتبها، والتربية وأنواعها، والختمية وشروطها، وهي مباحث في نظره في حاجة إلى الاستقصاء والدرس والتحليل، حيث تشكل بحق ثراء معرفيا وعرفانيا يدحض المنظور الاختزالي للتجربة الصوفية في قوالب جاهزة، مهووسة بضبط الدوائر الذوقية التي لا حصر لها، أو قياسها على تجارب سبقت من مثل التجربة الحاتمية الأكبرية وغيرها، وكأن التصوف مجرد أقوال مكرورة، وخطابات منسوخة، وليس أحوالا ومقامات وتجارب غير مسبوقة استطاع من أوتي فتح العبارة الإفصاح عنها، وتقديمها في قالب الاصطلاح ومواضعات العلم.

ويخلص غازي في خاتمة كتابه إلى أن الجهد الإصلاحي السكيرجي جدير بالاستلهام والتأمل، لأنه يعكس وجها من وجوه النظر إلى واقع التخلف ومحاولة الانعتاق من أوحاله، بدون أن يضطر إلى الانسلاخ عن أصل ثوابته التي شكلت معماره الوجداني وبنيانه القيمي.

ويعول غازي كثيرا على هذا الاستلهام وذاك التأمل، في ترسيخ الشعور بالهوية الحضارية لدى مصلح اليوم، وكذا تمهيد الطريق إمامه إلى تحيق صحوة بحثية شمولية تكون سببا لإثمار نظر جديد طابعه التجميع بدل التفريق، والتوحيد بدل التشتيت، والبناء بدل الهدم، والتواصل بدل الانقطاع.

وخلاصة الأمر أن الكتاب الذي عرضناه باقتضاب شديد، هام في موضوعه، طريف في مبناه، غني بالمعلومات والاستشهادات التي تزيح الستار عن جزء مهم من التراث الصوفي المغربي، الذي هو في حاجة آكد إلى مزيد الكشف والبحث في مدوناته، لالتقاط لحظات التحول المفقودة أو الغائبة والتي مست تاريخنا القيمي وعمراننا الفكري وبنياننا الحضاري. وبيان إسهام العلماء الصوفية القوي وانخراطهم في قضايا الأمة الكبرى، بالحث الحثيث عن الوسائل الكفيلة للنهوض بالأمة. وهو ما نجح الكتاب المحتفى به في بيانه.

الهوامش


1. عبد الصمد غازي، تجليات الاعتقاد والانتقاد في التصوف المغربي: قراءة في تجربة العلامة أحمد سكيرج، مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة، الرابطة المحمدية للعلماء، الرباط، ط1، (1433ﻫ/2012م).

2. عبد الصمد غازي، مدير موقع مسارات، الرابطة المحمدية للعلماء، الرباط، المغرب.

3. عباس الجراري، “تاريخ الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه”،  نقلا عن: حسن أحمد الحجوي: العقل والنقل في الفكر الإصلاحي المغربي: بيروت/الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط1، 203م، ص157.

Science

د. محمد الناصري

باحث في الفكر الإسلامي وحوار الأديان والحضارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق