مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

تأملات في تدريس النحو العربي. 2

د.عدنان أجانَة
***
وثمة محاولات عدة لتيسير النحو وتشذيبه، وهي متوالية إلى يوم الناس هذا؛ نجدها في مصنفات النحويين وغيرهم، وهي على كثرتها يمكن رجعها إلى مناح ثلاثة:
الأول: التهذيب بحذف الفضول، وذلك بالدعوة إلى الاستغناء عن الاستطرادات النحوية، والتعليلات والتوجيهات، والاقتصار على ما يفيد الطالب ويعينه على فهم كلام العرب(1).
الثاني: التهذيب بتصحيح الأصول، والعلم البارز في هذا الباب، هو العلامة ابن مضاء الاندلسي الذي كان ظاهريا في الفقه، ورام أن ينظر في النحو نظره في الفقه، فحمل النحو على مذهب أهل الظاهر، وأسقط منه جملا من التعليلات والمسائل، لا تجري على مذهب أهل الظاهر، وقد قال في مقدمة كتابه: “وإني قد رأيت النحويين رحمة الله عليهم قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن وصيانته عن التغيير فبلغوا من ذلك إلى الغاية التي أموا وانتهوا إلى المطلوب الذي ابتغوا إلا أنهم التزموا ما لا يلزمهم وتجاوزا فيها القدر الكافي الذي أراوده منها فتوعرت مسالكها ووهنت مبانيها وانحطت عن رتبة الإقناع حججها..على أنها إذا أخذت المأخذ المبرأ من الفضول المجرد عن المحاكاة والتخييل، كانت من أوضح العلوم برهانا وأرجح المعارف عند الامتحان ميزانا”(2)
الثالث: التهذيب بتلخيص الفصول، وهو مذهب عامة من ألف المختصرات في النحو، حيث اقتصروا على الفصول المهمة في النحو، وألغوا الفضل الزائد عليها، ولخصوها في أبواب جامعة.(3)
ثم إنه كان من المنتظر أن تنتقل الدراسات النحوية في اللغة العربية إلى عهد جديد، من خلال انفتاحها على الدرس اللساني، ولكن كل ذلك لم يكن، لأسباب متعددة، فالمنظومة النحوية بقيت كما هي، وتدريسها لم يخالف ما كان عليه في السابق ومحاولات تيسير النحو سواء الفردية منها والمؤسساتية، في تغافل عما يجري في الأوساط اللسانية المعاصرة، ولم يكن النحو وحده الذي مني بهذا دون سائر فروع الدراسات اللغوية الأخرى.(4).
ـــــــــــــ
1) ينظر مثلا النحو المصفى للأستاذ محمد عيد.
2) الرد على النحاة لابن مضاء ص64.
3) ينظر مثلا المقدمة الجزولية والأجرومية وغيرهم.
4) ينظر في هذا اللسانيات العربية أسئلة المنهج للدكتور مصطفى غلفان ص 131 فما بعدها.

وثمة محاولات عدة لتيسير النحو وتشذيبه، وهي متوالية إلى يوم الناس هذا؛ نجدها في مصنفات النحويين وغيرهم، وهي على كثرتها يمكن رجعها إلى مناح ثلاثة:

الأول: التهذيب بحذف الفضول، وذلك بالدعوة إلى الاستغناء عن الاستطرادات النحوية، والتعليلات والتوجيهات، والاقتصار على ما يفيد الطالب ويعينه على فهم كلام العرب(1).

الثاني: التهذيب بتصحيح الأصول، والعلم البارز في هذا الباب، هو العلامة ابن مضاء الاندلسي الذي كان ظاهريا في الفقه، ورام أن ينظر في النحو نظره في الفقه، فحمل النحو على مذهب أهل الظاهر، وأسقط منه جملا من التعليلات والمسائل، لا تجري على مذهب أهل الظاهر، وقد قال في مقدمة كتابه:

“وإني قد رأيت النحويين رحمة الله عليهم قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن وصيانته عن التغيير فبلغوا من ذلك إلى الغاية التي أموا وانتهوا إلى المطلوب الذي ابتغوا إلا أنهم التزموا ما لا يلزمهم وتجاوزا فيها القدر الكافي الذي أراوده منها فتوعرت مسالكها ووهنت مبانيها وانحطت عن رتبة الإقناع حججها..على أنها إذا أخذت المأخذ المبرأ من الفضول المجرد عن المحاكاة والتخييل، كانت من أوضح العلوم برهانا وأرجح المعارف عند الامتحان ميزانا”(2)

الثالث: التهذيب بتلخيص الفصول، وهو مذهب عامة من ألف المختصرات في النحو، حيث اقتصروا على الفصول المهمة في النحو، وألغوا الفضل الزائد عليها، ولخصوها في أبواب جامعة.(3)

ثم إنه كان من المنتظر أن تنتقل الدراسات النحوية في اللغة العربية إلى عهد جديد، من خلال انفتاحها على الدرس اللساني، ولكن كل ذلك لم يكن، لأسباب متعددة، فالمنظومة النحوية بقيت كما هي، وتدريسها لم يخالف ما كان عليه في السابق ومحاولات تيسير النحو سواء الفردية منها والمؤسساتية، في تغافل عما يجري في الأوساط اللسانية المعاصرة، ولم يكن النحو وحده الذي مني بهذا دون سائر فروع الدراسات اللغوية الأخرى(4). 

ـــــــــــــ

1) ينظر مثلا النحو المصفى للأستاذ محمد عيد.

2) الرد على النحاة لابن مضاء ص64.

3) ينظر مثلا المقدمة الجزولية والأجرومية وغيرهم.

4) ينظر في هذا اللسانيات العربية أسئلة المنهج للدكتور مصطفى غلفان ص 131 فما بعدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق