الرابطة المحمدية للعلماء

باحثون بإسبانيا يشيدون بالإصلاحات التي عرفها المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس

أشاد مشاركون في ندوة نظمت، أمس الخميس، في إطار الأسبوع الثقافي المغربي، المقام من 22 إلى 25 مايو الجاري بمدينة طاراغونا (حوالي 100 كلم جنوب برشلونة)، بالإصلاحات الجوهرية التي عرفها المغرب في جميع المجالات منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش قبل 15 سنة.
أوضح المشاركون في هذه الندوة، التي تحمل عنوان ” الملك محمد السادس .. 15 سنة من الإصلاحات”، أن الإصلاحات التي باشرها جلالة الملك محمد السادس أعطت وجها آخر للمغرب الذي أصبح نموذجا يحتذى في المنطقة بل في وجهات أخرى من العالم.

وفي هذا الصدد، أبرز محمد بن يحي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه منذ الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 1999 حول المفهوم الجديد للسلطة، والمغرب يشهد، بوتيرة متسارعة، إصلاحات جوهرية مكنته من أن يتبوأ مكانة متميزة بين الأمم.

وعدد بن يحي الإصلاحات الإدارية والسياسية التي شهدها المغرب مثل اعتماد مدونة الأسرة التي يحتفى بمرور عشر سنوات على المصادقة عليها، وكذا الأوراش التي فتحها المغرب في مجال تعزيز حقوق الإنسان مثل إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع تفعيل بعده الجهوي خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

كما أبرز الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لقضايا الجالية المغربية المقيمة في الخارج، مشيرا إلى إحداث مجلس الجالية المختص في إبداء الاستشارة في مجال توجهات السياسات الحكومية في قضايا الهجرة.

وبعد أن ذكر المحاضر بإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ودوره في تطوير هذه اللغة وتدريسها، أبرز أن قمة الإصلاحات السياسية في البلاد تتجلى في اعتماد دستور جديد سنة 2011 والذي أشيد به على الصعيدين الإقليمي والعالمي لما يتضمنه من فصول اعتبرها العديد من السياسيين والفقهاء القانونيين بمثابة قفزة نوعية مكنت المملكة من دخول عالم الكبار في مجال المؤسسات والحق والقانون.

من جانبه، قال الأستاذ أوليفيي كلين بوسكي، باحث في مجال القانون المقارن وعميد كلية الحقوق بجامعة طاراغونا، إن المغرب تمكن من الخروج من “أزمة الربيع العربي” لأنه “مختلف” عن باقي بلدان المنطقة، مشيرا إلى أنه من أجل التعرف على التجربة المغربية يتعين استعمال ما أسماه ب”التحليل السياسي المقارن”.

وخلص إلى أن المغرب يقف أمام عدة تحديات اقتصادية واجتماعية يتعين عليه مواجهتها بكل حكمة حتى يجسد فعلا ذلك الاختلاف الذي يتميز به في المنطقة بكاملها.

يذكر أن الأسبوع المغربي بطاراغونا، الذي تنظمه القنصلية العامة للمملكة بهذه المدينة، بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، يتضمن أيضا ندوة تحمل عنوان “مشروع الجهوية الموسعة في المملكة المغربية على ضوء تجربة نظام الحكم الذاتي في إسبانيا”، وأخرى حول موضوع “تأثير المدونة والدستور الجديد على وضعية المرأة”.

وسيقام خلال هذا الملتقى كذلك معرض للصناعات التقليدية المغربية على مدى ثلاثة أيام، وعرض لمسرحية “بنات للا منانة” المقتبسة عن “دار بيرناردا ألبا” لفيديريكو غارثيا لوركا تقدمها فرقة “تكون”، وقراءات للشاعرة وفاء العمراني بالإضافة إلى معرض للصور وآخر للفنون التشكيلية.

ويساهم في تنظيم هذا الأسبوع، بالإضافة إلى بلدية طاراغونا والسلطات المحلية بالمدينة، وزارة العدل والحريات ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدد من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية المغربية والإسبانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق