انطلاق أشغال ندوة دولية بالرباط حول مسألة التربية
انطلقت صباح أمس الثلاثاء بالرباط أشغال ندوة دولية حول "مسألة التربية مدى الحياة بالمغرب" بمشاركة خبراء في مجال التربية مدى الحياة من داخل المغرب وخارجه.
وتمحورت أشغال الندوة، التي نظمها كرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لمحو الأمية وتعليم الكبار بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط بتعاون مع اليونيسكو ومؤسسة التعاون الدولي للفدرالية الألمانية لتعليم الكبار "دي في في"، حول ثلاثة محاور تتعلق بالتجارب الدولية الخاصة بالتربية مدى الحياة، والجوانب الفلسفية والبيداغوجية والديداكتيكية المؤطرة للتعليم ضمن جامعة التربية مدى الحياة، فضلا عن الجوانب التنظيمية والقانونية والشراكات المؤسسية الواجب إقامتها بهدف ضمان استدامة التربية مدى الحياة.
وأوضح رئيس جامعة محمد الخامس السويسي السيد رضوان مرابط أن برنامج جامعة مدى الحياة الذي أطلقته كلية علوم التربية سنة 2013 بفضل تعاون مثمر مع مؤسسة التعاون الدولي للفدرالية الألمانية لتعليم الكبار "دي في في"، يندرج في إطار اضطلاع الجامعة بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه محيطها المباشر.
وأضاف أن هذا البرنامج، الذي يأتي تكملة لمختلف التكوينات التي توفرها الجامعة ويستهدف بالأساس المواطنين الذين يعيشون قرب الجامعة، يهدف إلى تزويد المستفيدين منه بمعارف ومهارات من شأنها تحسين فرص ترقيهم داخل المؤسسات التي يشتغلون لحسابها ودعم حظوظ العاطلين على العمل في إيجاد فرصة عمل.
من جانبه، أوضح محمد بلغازي ممثل مؤسسة التعاون الدولي للفدرالية الألمانية لتعليم الكبار بالمغرب أن المملكة التي بذلت جهودا كبيرة لمعالجة آفة الأمية، مدعوة اليوم إلى الانتقال إلى المرحلة الموالية والمتمثلة في دعم مسار دمقرطة العلم وجعل المعرفة في متناول مختلف الفئات.
وأكد أن الفاعلين الآخرين مطالبين أيضا بالانخراط في هذا المسار، مشيدا بالتجربة التي راكمتها كلية علوم التربية في هذا المجال، ومعربا عن دعم مؤسسة التعاون الدولي للفدرالية الألمانية لتعليم الكبار لهذه الجهود.
من جانبه، أشار السيد فيليب معلوف، من مكتب اليونيسكو بالرباط، أن مساهمة المنظمة الأممية في هذه الندوة الدولية يأتي بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه للتعليم مدى الحياة، مؤكدا أن المعرفة يجب ألا تتوقف عند سنوات التمدرس لأن عملية التعلم سيرورة مستمرة، مؤكدا على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر لهذا الموضوع من لدن المغرب والدول العربية الأخرى.
وتسعى جامعة مدى الحياة، باعتبارها فضاء للمواطنة، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف يمكن تلخيصها في توفير المعارف والخبرات والمهارات في مختلف الميادين المعرفية والتكنولوجية والفنية لكافة المواطنين، وتنمية الاهتمام والوعي والتفكير لدى كل المواطنين بخصوص التحولات والرهانات الجارية على المستويين المحلي والدولي وإثراء النقاش حولهما، والحث على إطلاق نقاش وتفاعل يرمي إلى فهم واستيعاب جديد للرهانات التي تطرحها العولمة التجارية العامة على تنميط الثقافات.