الرابطة المحمدية للعلماء

انطلاق أشغال ربط المسعى القديم بالجديد في المسجد الحرام

الهدف الأساسي من هذا المشروع هو توسعة
المسعى بين الصفا والمروة

أعطيت الإشارة يوم الاثنين الماضي لبدء تنفيذ
أعمال الربط الخرساني بين المسعى القديم للمسجد الحرام بالمسعى الجديد وذلك تحت
إشراف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

ويعتبر الهدف الأساسي من هذا المشروع هو توسعة
المسعى بين الصفا والمروة لتجنب الازدحام الشديد والضيق في التنفس ولتفادي بعض
الحوادث كالسقوط تحت أقدام الساعين والإصابة بكسور أو غيرها من الحوادث التي يمكن
أن تحدث جراء الإزدحام.

ولتحقيق
ذلك تقدمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بمشروع يشمل
بنية تحتية وفوقية لخدمات إضافية لم تكن متاحة في السابق مثل نظام
مراقبة أمنية مشمول بأحدث التجهيزات الفنية المتقدمة، ونظام صوتي متقدم يتم التحكم
فيه آليا وعدد كبير من عناصر الحركة الرأسية من مصاعد وسلالم متحركة ومنحدرات
للعربات ونوافير لشرب مياه زمزم ونظام تكييف متكامل ومداخل ومخارج ومناطق للعبور مؤقتة
بالإضافة إلى نظام إرشادي.  

وفي لقاء مع الصحافة صرح المدير العام للمشاريع
والدراسات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام المهندس عبد المحسن بن حميد أن التوسعة ستشمل كل الطوابق: الأرضي والأول والسطح، وستقتصر
حدود التوسعة على منطقة المسعى، بالإضافة إلى استقطاع منطقة بعرض 20 مترا من
الساحة الشرقية الموازية للمسعى مباشرة وطول 390 مترا تقريبا. كما قال المهندس إن أعمال البنية الأساسية
للمشروع ستكتمل قبل موسم الحج المقبل، أما
نهاية أشغال توسعة المسعى فمن المرتقب أن تنتهي نهاية العام المقبل الهجري 1430هـ.
وقد شهدت
المملكة العربية السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية جدلا فقهيا حول جواز
التوسعة لمنطقة المسعى داخل الحرم المكي الشريف. فالمؤيدون لجواز توسعة المسعى
يرون أنها تقلل الزحام المضطرد بشكل سنوي، بينما يتمسك الرافضون بوقفية الصفا
والمروة لكونهما من شعائر الله المعلومة مكانا وعبادة دون زيادة أو نقصان.  

وللحسم في هذا الموضوع نظمت مجلتا الدعوة
السعودية والرسالة المصرية بالقاهرة يوم السبت الماضي
ندوة فقهية, وخلالها أجاز 27 من العلماء
المشاركين التوسعة بين الصفا والمروة.

ومن بين العلماء الحاضرين الشيخ عبد الحميد الأطرش
الأمين العام المساعد لشئون الدعوة والإعلام بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
الشريف و قد قال في كلمته لقد تابعنا توسعة المسعى، وهي توسعة شرعية صحيحة منسجمة
مع الأدلة الشرعية وهي جزء من المسعى وداخلة فيه ولم تخرج عنه ولها منطلقاتها
وأسبابها وبواعثها وضرورتها، وقد أشار الشيخ كذلك إلى أنه لا يوجد نص صريح أو غير
صريح يحرم عملية التوسعة للمسعى وقال: إن المصلحة تدعو إلى إجراء مثل هذا التوسيع
ولا حرج فيه، لأن مكة المكرمة كلها حرم، والمسجد الحرام قامت به قبل ذلك عمليات
تجديد وتوسعة طوال التاريخ الإسلامي، ولم يعارضها علماء المسلمين نظراً للمصلحة
العامة التي تيسر ولا تعسر على المسلمين وتضع عنهم الحرج.  

كما هنأ الشيخ جمال قطب
رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا نفسه والمسلمين جميعاً بما تواتر من أخبار  التوسعة الجديدة للمسعى  أفقياً
ورأسياً”، وقال: أجمع من يعتد بإجماعهم أن الحرم – رغم حدوده المعروفة، فإن
حدوده هذه تتسع حكماً إذا زاد عدد الحجيج عن مساحة الحرم
.

وخلال الندوة كذلك تحدث الدكتور أحمد يوسف
سليمان رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وصرح بما يلي قد مضى
الآن على آخر توسعة للمسعى نحو نصف قرن من الزمن، ازداد خلالها عدد المسلمين في
العالم، وزاد بالتالي عدد الحجاج والمعتمرين، وبلغ عدد الحجاج في السنوات الأخيرة
أكثر من ثلاثة ملايين حاج، كما زاد عدد المعتمرين طوال العام، الأمر الذي جعل
التوسعة السابقة غير كافية، ومظاهر عدم كفايتها تبدو بوضوح في موسم الحج عند أداء
هذا الركن الهام من أركان الحج والعمرة، فإن كثيراً من الحجاج يصاب بالإعياء
الشديد والمشقة التي لا تحتمل، بل إن بعضهم يغمى عليه لضيق التنفس بسبب الازدحام
الشديد في هذا المكان الضيق ويقع بعضهم تحت أقدام الساعين فيلقى حتفه أو يصاب
بكسور وتحدث للحجاج بعض السرقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق