الرابطة المحمدية للعلماء

انتهاء فعاليات حوار الحضارات والتنوع الثقافي

يندرج هذا المؤتمر في سياق تفعيل اتفاقية حماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي

انتهت أعمال “المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي” في مدينة القيروان التونسية اليوم بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات التي شاركت فيها عدة شخصيات عالمية..

وقد تمثلت المشاركة المغربية في هذا المؤتمر في مساهمة مستشار جلالة الملك محمد السادس السيد “أندري أزولاي” ورئيس مؤسسة “أنا ليند” الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات الذي توقع في مداخلة له مساء أمس الثلاثاء في الجلسة العامة الأولى للمؤتمر الدولي حول “حوار الحضارات والتنوع الثقافي” المنظم بالقيروان بتعاون بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، تراجع الحقبة التاريخية التي آذنت بانخراط المجتمع الدولي في حوار عقيم حول ما نعته بـ”النظرية الآثمة لصدام الثقافات والديانات.”

وأضاف مستشار جلالة الملك محمد السادس، أنه انسجاما مع هذا التمشي تم مؤخرا في الولايات المتحدة كذلك تأسيس منظمة أطلق عليها اسم “ج -سترييت” تضم مثقفين وجامعيين ورجال أعمال من بين الشخصيات الأكثر نفوذا في الطائفة اليهودية الأمريكية،والذين قرروا خلق هذا التجمع من أجل التحرك والتعبير عن أرائهم ومواقفهم من أجل أن يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي سويا في دولتيهما.

وأكد السيد أزولاي أنه لا ينبغي أيضا تجاهل بروز واقع سياسي واقتصادي وثقافي جديد في أوروبا تساهم في إثرائه الجالية المسلمة بالديار الأوروبية التي باتت تشكل عنصرا فعالا ومؤثرا في الحياة اليومية للأوروبيين، مستدلا في هذا الصدد بالأهمية المتزايدة للمكانة التي بات يتبوأها أوروبيون من أصول مغاربية ومن العالم الإسلامي في دواليب الإدارات والنسيج الجمعوي وأوساط الأعمال بأوروبا.

كما ذكر بمنح جائزة نوبل في السنين الأخيرة لنحو إثني عشرة شخصية مسلمة،إلى جانب إسناد جائزة غونكور مؤخرا للكاتب الأفغاني الأصل عتيق رحيمي.

وقال إن “هذه الوقائع الجديدة والواعدة لا تعني البتة اختفاء نزعة كراهية الإسلام” كما لا تعني بالقدر نفسه “أن تجند المجموعة الدولية من أجل فلسطين هو في مستوى الإجماع التوافقي لكافة مجتماعتنا”.

وأضاف أنه سيكون من باب اللامسؤولية تجاهل أو حجب هذه المؤشرات الدالة من قبل مجتمعات جنوب المتوسط، التي “يتعين عليها من الآن فصاعدا أن تدرج ضمن استراتيجياتها هذه الوعود الجديدة التي باتت تنفتح أمامنا بشأن ملفات ظلت إلى غاية اليوم محل نزاعات، وغيرت بشكل عميق بل ساهمت أحيانا في زعزعة استقرار العلاقة بين العالم الغربي والعالم العربي-الإسلامي.”

كما حرص الأستاذ أندري أزولاي،في نفس السياق، على التذكير بمزايا مبادرة السلام العربية والآمال التي واكبت مبادرة المملكة العربية السعودية،الفريدة من نوعها والقاضية بخلق فضاء لحوار الأديان.

مؤكدا على أهمية “الرسائل الملتزمة والنيرة” التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المجموعة الدولية بمناسبة إطلاق مشروع “علاء الدين” في باريس وتخليد الذكرى العاشرة لإنشاء مؤسسة الثقافات الثلاث مؤخرا بمدينة اشبيلية.

  وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يندرج في سياق تفعيل مضامين اتفاقية حماية وتعزيز وتنوع أشكال التعبير الثقافي التي اعتمدتها الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء في اليونيسكو سنة 2005 والإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي في الجزائر سنة 2004.

ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر ثلاثة محاور أساسية وهي “تقييم وضعية حوار الحضارات والتنوع الثقافي” و”شروط حوار الحضارات والتنوع الثقافي وقنواته” و”التعاون الدولي والآليات الكفيلة ببناء حوار الحضارات من أجل احترام التنوع الثقافي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق