اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان
محطة لتشخيص الوضعية الراهنة ووضع تصور وطني شامل لمكافحة الأمراض السرطانية
يقدر عدد المصابين بالسرطان في المغرب بحوالي 40 ألف شخص سنويا، من بينهم ألف طفل، وبقدر ما يبعث هذا الرقم على القلق لكون هذا الداء يشكل عبئا على الصحة العامة بالنظر إلى انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية، فإنه يضع مختلف المتدخلين في هذا المجال أمام محك حقيقي يتمثل في تقليص عدد الإصابات السنوية وتحسين عملية التكفل بالمرضى.
ويحتل سرطان الثدي، حسب السجل الأول للسرطانات بجهة الدار البيضاء الكبرى حسب إحصاء سنة 2004، المرتبة الأولى بمعدل إصابة يصل إلى 12 ر36 في المائة، متبوعا بسرطان الرئة، وسرطان عنق الرحم، ثم سرطان المتانة.
وتبذل المملكة المغربية جهودا حثيثة لمكافحة هذا الداء، غير أن هذه الجهود تعترضها عدة إكراهات ترتبط أساسا بارتفاع تكاليف العلاج وضعف البنيات التحتية ونقص مراكز الاستقبال، الوضعية التي جعلت المغرب يعمل على تعزيز لا مركزية الجراحة والعلاج الكيميائي من خلال إحداث مراكز للتكفل بالعلاج داخل المراكز الاستشفائية الإقليمية، بالنسبة للسرطانات الأكثر شيوعا، إلى جانب تنظيم حملات لتوعية المواطنين بأهمية الوقاية والكشف والتشخيص المبكر.
وأمام صعوبة الوضع وتعقده، جاءت أيضا جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان لتساهم بدورها في الوقاية من هذه الأمراض الفتاكة بصحة المواطنين، وقامت الجمعية ببلورة مخطط وطني لسياسة محاربة السرطان، تفعيلا لتوصية منظمة الصحة العالمية التي دعت سنة 2005 دول العالم إلى صياغة سياسات وطنية في هذا المجال، بفعل ارتفاع نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بمختلف أنواع السرطان.
وتتدخل جمعيات أخرى في مجال مكافحة هذا الداء الذي يقتل في صمت، ومن بينها جمعية أصدقاء المعهد الوطني للانكولوجيا، التي تعتزم تنظيم الأبواب المفتوحة بالمركز الجديد الذي تم بناؤه بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله بالرباط من 21 إلى 26 نونبر الجاري، إلى جانب تنظيم ندوة حول موضوع "الاستعمال العشوائي للمبيدات الحشرية في الفلاحة وأثره على الصحة العامة".
يذكر أن تخليد اليوم الوطني لمحاربة السرطان في 22 نونبر من كل سنة يصادف تأسيس جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان سنة 2005، وإحداث رابطة المنظمات غير الحكومية لبلدان شرق البحر الأبيض المتوسط لمحاربة داء السرطان بمدينة مراكش، وهي ذكرى تشكل محطة هامة لتشخيص الوضعية الراهنة، وتحديد الأولويات وبرامج العمل، فضلا عن وضع تصور وطني شامل لسياسة مستقبلية واضحة المعالم في مكافحة الأمراض السرطانية.