مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

النكت المفيدة في شرح الخطبة و العقيدة: للشيخ أبي عبد الله محمد بن سلامة الأنصاري التونسي المالكي

ترجمة صاحب النكت المفيدة (الشرح):[2]
هو محمد بن سلامة بن حسن الأنصاري، التونسي، أبو عبد الله، لم تتوسع مصادر ترجمته في التعريف به وبشيوخه، ولكن يمكن الاستنتاج من خلال مكان وتاريخ وفاته المتفق عليها بين هذه المصادر أنه عاش في ظل الدولة الحفصية التي عملت على النهوض بالثقافة، وتشجيع العلماء، وإنشاء المدارس والمكتبات، وترتيب المدرسين والأئمة، وتخصيص الجرايات لهم.
والمؤكد أن يكون مترجمنا ابن سلامة الأنصاري قد تتلمذ لهم وأخذ عنهم وأشهر هؤلاء:
– تقي الدين أبو القاسم بن أبي بكر بن مسافر اليمني التونسي المعروف بابن زيتون(تـ691هـ)
– أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن الغماز البلنسي الخزرجي(تـ693هـ)
أبو يحيى أبو بكر بن القاسم بن جماعة الهواري(تـ712هـ)
– أبو العباس أحمد بن موسى الأنصاري الشهير بالبطرني التونسي (تـ710هـ)
– أبو محمد عبد الله بن هارون الطائي القرطبي (تـ702هـ)
ومن تلامذه الذين ذكرتهم المصادر أنهم تعلموا عليه، الإمام محمد بن عرفة الورغمي (تـ703هـ) والإمام محمد المقري قاضي الجماعة بفاس (تـ756هـ).
ويستنتج مما ذكره عنه المؤرخون، أن ابن سلامة كان قد حاز درجة عالية بين علماء عصره، فوصفوه بالشيخ الفقيه، المقرئ، الراوية المحدث، العالم العامل، الصالح الزاهد.
ترجمة صاحب الخطبة والعقيدة(المتن المشروح):
صاحب الخطبة والعقيدة هو الإمـام ابن أبي زيد القيرواني: [3] الإمـام العلامة القدوة الفقيه، عالم أهل المغرب، أبو محمد، عبد الله بن أبي زيد، القيرواني المـالكي، ويقال له: مـالك الصغير، وكان أحد من برز في العلم والعمل… أخذ عن محمد بن مسرور الحجام…، والحسن بن نصر السوسي، ودراس بن إسمـاعيل، وغيرهم، سمع منه خلق كثير.
موضوع الكتاب:

هذا الكتاب هو شرح لعقيدة ابن أبي زيد القيرواني المذكورة في أول كتابه الرسالة، ذكر فيه “محمد بن سلامة الأنصاري التونسي” حيث يقول في مقدمة الشرح”هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله تعالى نكتا مفيدة، على عقيدة الشيخ الإمام العامل، أبي محمد عبد الله ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله، وهي المذكورة في أول كتاب الرسالة، التي بعث بها للشيخ الإمام العالم العامل الزاهد، أبي محفوظ محرز، نفعنا الله به. وهو كان سأله تأليفها ليعلمها الولدان فدارت هذه الرسالة المباركة بين هذين الإمامين العاملين الفاضلين رضي الله عنهما، و لهذا يقال إنه من حفظها واعتنى بها وهبه الله تعالى ثلاثاً أو واحدة من الثلاثة، وهن: العلم، والصلاح، والمال الطيب”[4].
أهمية العقيدة والشرح:
يقول محققو الكتاب عن أهمية هذه العقيدة وشرحها النكت المفيدة: “وعقيدة الشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى…تأليف يتضمن مقررات العقيدة الإسلامية، بأسلوب مختصر يساعد الناشئة، كما يساعد عامة الناس، على الإحاطة بما يجب عليهم معرفته من قواعد العقيدة الإسلامية التي تحدد انتماءهم للإسلام، وتسلحهم بما يحفظون عقائدهم من التزلزل والتشكيك، ومن ثم تصحح عباداتهم والتزاماتهم لأحكام الشريعة.
وكذلك ما كتب على هذه العقيدة المباركة من شروح، فإنه يساعد الدارس لعقيدة الشيخ ابن أبي زيد في – مرحلة ثانية – على التوسع فيها واستيضاح ما طوي فيها من معان، فتطمئن فؤاده لصحة عقيدته، وترسخ لديه براهين الانتصار لعقيدته في مواجهة التشكيك الطارئ”[5].
نماذج من  النكت المفيدة:
يقول الإمام محمد بن سلامة الأنصاري التونسي في شرح قول الإمام ابن أبي زيد القيرواني:(وقد فرض الله سبحانه وتعالى على القلب عملا من الاعتقادات، وعلى الجوارح الظاهرة عملا من الطاعات). الفرض أن أعمال القلوب تسمى الاعتقادات، وأعمال اللسان تسمى أقوالا، وأعمال الجوارح تسمى أفعالا. ويجمع ذلك كله لغة اسم الفعل، وقد يسمى ذلك أيضا إيمانا تسمية شرعية ويسمى ذلك كله أيضا إسلاما. فإن اختل من عمل القلوب ماهية التصديق سقطت تسمية الإيمان، وبقي ما عداه من الأسماء”[6].
ويقول  في قوله تعالى:” { وهو العلي العظيم } اسمان من أسماء الله تعالى يدلان صريحاً على تنزيه الحق و تقديسه عن المكان والجهة”[7] .
وقال أيضا في شرحه: “حمل «فوق» على الجهة معلوم الاستحالة بالدلائل اليقينية؛ لتقدُّسه تعالى عن الجواهر والأجسام، ومعلومٌ ذلك من سياق كلام المصنف بحيث لا يوهم على قارئه أنه أراد الجهة، فهو تعالى فوق العرش فوقية معنىً وجلال وعظمة”[8].

 

الهوامش:

[1] طبع في مؤسسة المعارف بيروت، تحقيق الميلودي بن جمعة، والحبيب بن طاهر، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م.
[2] انظر: مقدمة تحقيق الكتاب، ص:33-36
[3] ترتيب المدارك، 4 / 492  497، الديباج المذهب، 1 / 427 – 430،، شجرة النور، 1 / 96، سير أعلام النبلاء، 17 / 10
[4] النكت المفيدة على شرح العقيدة، ص:43-44
[5] مقدمة تحقيق الكتاب،6-7
[6] النكت المفيدة في شرح الخطبة والعقيدة، تحقيق الأستاذ الحبيب بن طاهر والدكتور الميلودي بن جمعة،ص:65-66
[7] النكت المفيدة في شرح الخطبة والعقيدة ،ص:81  
[8] النكت المفيدة في شرح الخطبة والعقيدة، ص 84.

 

                                                                       إعداد الباحث: يوسف الحزيمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق