الرابطة المحمدية للعلماء

الموسوعة الإسلامية.. وتقديم الموروث التاريخي الإسلامي للإنسان المعاصر

في إطار أنشطتها العلمية، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء بمقرها الرئيسي، قاعة الشيخ عبد الله كنون لقاء علميا عرف تقديم د.عاكف آيدن، نبذة يسيرة عن مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، والذي تأسس سنة1975م لدعم الخدمات التي توفرها رئاسة الشؤون الدينية التركية. وذكر أن الغاية من تأسيسه تمثلت في القيام بأبحاث علمية مع التركيز على العلوم الإسلامية وما يدخل في إطار الدراسات الشرقية على وجه الخصوص. وتشمل أنشطة المركز كذلك إصدار المؤلفات والترجمات والتحقيقات، وإعداد الموسوعة الإسلامية ونشرها، وتنشئة الباحثين وتقديم العون لهم، وإنشاء مكتبة للباحثين وتجهيز وحدة التوثيق فيها، والقيام بترتيب محاضرات وندوات ومؤتمرات علمية على المستوى الوطني والدولي، وإعداد أفكار علمية ودينية و نشرها بهدف إرشاد الرأي العام.

كما يقوم مركز البحوث الإسلامية بتقديم الموروث التاريخي الإسلامي للإنسان المعاصر، اعتمادا على مناهج علمية حديثة، مع رصد التطورات الدينية والاجتماعية والثقافية، والتغيرات التي طرأت عليها ،ويقدم هذه المعلومات المتراكمة للباحثين والأكاديميين.

ويتكون المركز من ثلاثة وحدات رئيسية هي: "الموسوعة الإسلامية"، و"المكتبة والتوثيق"، و"البحث العلمي".

من جهة أخرى عرف هذا اللقاء تقديم الموسوعة الإسلامية التي يدخل تأليفها ضمن أنشطة المركز العلمية والثقافية. وقد ذكر عاكف آيدن أن الغاية من إعداد هذه الموسوعة هي تقديم المعارف المتعلقة بالعلوم الإسلامية وتاريخ وجغرافيا البلدان الإسلامية، وثقافتها وحضارتها.

وأثناء هذا اللقاء تحدث عاكف آيدن عن خلفيات إصدار هذه الموسوعة، وأشار إلى أنه في الفترة ما بين 1901-1939م نشرت في ليدن بهولندا موسوعة إسلامية بثلاث لغات غربية في خمس مجلدات (أربع مجلدات أصلية وواحدة ملحقة) وباشرت وزارة التربية الوطنية التركية ترجمة هذه الموسوعة في كلية الآداب بجامعة استانبول، واستمرت هذه المهمة بين عامي 1940ـ1987م حيث كملت في 15 مجلدا. إلا أن مواد هذه الموسوعة المتعلقة بالعلوم الإسلامية والتي ألفها المستشرقون -يقول عاكف- قد تميزت باحتوائها على أحكام خاطئة ودعاوى لا أساس لها من الصحة... ولتصحيح الأخطاء وإكمال النواقص المتعلقة بمواد الموسوعة الخاصة بالعالم التركي فقد تم خلال مشروع الترجمة هذه، تأليف ما يقارب ثلث مواد الموسوعة من جديد. إلا أن الأخطاء والنواقص الموجودة في المواد المتعلقة بالعلوم الإسلامية بقيت كما هي إلا ما ندر. وأمام هذا الواقع بدأ وقف الديانة التركي بالاستعدادات اللازمة إيمانا منه بضرورة إصدار موسوعة إسلامية جديدة تحتوي على المعلومات الصحيحة والتامة في العلوم والثقافة والحضارة الإسلامية.

والموسوعة الإسلامية التي بدأ الإعداد لها عام 1983م وصدر منها المجلد الأول عام 1988م، هي بالكامل إنتاج علمي اعتمد على التأليف. وقائمة موادها تغطي العلوم الإسلامية والمفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالثقافة والحضارة الإسلامية، ورجال العلم والفن الذين خلفوا آثارا قيمة في مجالات تخصصهم، والدول الإسلامية التي أسست عبر التاريخ وحكامها، والتيارات والمذاهب المؤثرة في الحياة الدينية والاجتماعية، والمؤسسات التاريخية والعلمية والثقافية، والمراكز السكنية والعمرانية المهمة، والأديان والمذاهب الرئيسية الأخرى والأشخاص الذين لهم علاقة بالدين الإسلامي أو الثقافة والحضارة الإسلامية وإن كانوا غير مسلمين. وقد قامت اللجان العلمية المتخصصة بتكوين قائمة مواد الموسوعة عن طريق إجراء تكشيف لما يقارب 500 مرجع أساسي. فوصل عدد موادها إلى15441 مادة، ويبلغ هذا الرقم إلى 16915 عند إضافة العناوين الفرعية للمادة الواحدة التي يتم تأليفها من قبل الفروع العلمية المختلفة. أما عدد المواد المعطوفة إلى مواد أخرى لتطابق المحتوى العلمي فتبلغ 6539.

ولقد صدرت من الموسوعة إلى الآن أكثر من ثلاثة أرباعها ـ 3" مجلد ـ. ومن المخطط أن يصل عدد مجلداتها إلى 40 مجلدا، وشارك في تأليف موادها ما يزيد على 2000 كاتب من الباحثين المختصين من داخل تركيا وخارجها.

وبالجملة فالموسوعة الإسلامية تبقى مرجعا علميا شاملا وجادا يمكن للباحثين الأكاديميين في العلوم الدينية والاجتماعية الاستفادة منه. كما تمكن الرأي العام من الوصول إلى معلومات غاية في الأهمية في مختلف المجالات.

بالإضافة إلى القيام بنشر الموسوعة الإسلامية فإن مركز البحوث الإسلامية يولي اهتماما كبيرا بنشر الأعمال العلمية المتميزة، وعلى رأسها الرسائل الجامعية لباحثي لمركز الذين أكملوا الدكتوراه داخل البلاد أو خارجها. كما يقوم المركز بنشر الأوراق والبحوث العلمية المقدمة في المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية التي ينظمها. ويعتبر تحقيق ونشر المخطوطات المهمة من التراث العلمي الإسلامي من بين أولويات مركز البحوث الإسلامية. كما أن الدوريات التي يصدرها المركز تشكل وسيلة مهمة لتوصيل الأعمال المتميزة للباحثين إلى عالم العلم والمعرفة.

وأثناء هذا اللقاء قدم أحمد عبادي الموقع الإلكتروني للرابطة المحمدية للعلماء، كما تم تقديم أيضا ورقة تعريفية بمركز الأبحاث والدراسات وإحياء التراث التابع للرابطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق