الرابطة المحمدية للعلماء

المملكة ضيف شرف معرض “روائع وسراب الاستشراق”

يحل المغرب في الفترة الممتدة من 31 يناير الجاري إلى 31 ماي المقبل، ضيف شرف على متحف الفنون الجميلة في مونريال، وذلك بمناسبة إقامة معرض “روائع وسراب الاستشراق: من إسبانيا إلى المغرب، بنيامين كونستانت في زمانه”.

وافتتح المعرض مساء أول أمس الثلاثاء بحضور رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد مهدي قطبي وعدد من المسؤولين الكنديين والمغاربة والعرب والأجانب الذين قدموا من أجل “إعادة اكتشاف” أعمال رسام كبير في مجال الاستشراق وهو جون جوزيف بنيامين كونستانت.

ووفقا للمنظمين، فإن المعرض الأول من نوعه حول الاستشراق في كندا، المخصص لفنان مثل جون جوزيف بنيامين كونستانت (1845-1902)، سيتيح للزوار إعادة اكتشاف لوحاته الرائعة التي تطغى عليها الألوان المشرقة التي أبدعها خلال أسفاره في إسبانيا الموريسكية وفي المغرب، خاصة مدن فاس والرباط ومكناس ومراكش وطنجة وتطوان.

كما يمثل هذا الحدث الكبير، الذي ينظمه متحف الفنون الجميلة بمونريال ومتحف أوغوستين في تولوز بفرنسا بالتعاون مع العديد من الشركاء، فرصة فريدة لتسليط الضوء على المساهمة الهامة لهذا الرسام المبدع في الاستشراق، من خلال تمكين الخبراء، والجمهور عامة، من الاطلاع على الأعمال الأقل شهرة للفنان، التي تم جمعها من أكبر المتاحف والمجموعات الخاصة في أوروبا والمغرب العربي وأمريكا الشمالية.

وهكذا، يضم المعرض ما يقرب من 250 قطعة من الأعمال الهامة لبنيامين كونستانت، كما سيشمل بالإضافة إلى لوحاته الأكثر أهمية، رسومات ومطبوعات ورسائل وصورا وكتبا تضم رسومات لهذا الفنان.

وبالموازاة مع معرض “روائع وسراب الاستشراق”، سيتم عرض ثلاثين عملا من أعمال الرسامين الأكثر شهرة في القرن التاسع عشر ، خاصة ديلاكروا وجيروم وديبا بونسان ولورنس وريكسينز وروش غروس وفيرنت-لكونت وديهودينك.

كما يقترح المعرض أعمالا لثلاث فنانات مغربيات معاصرات ويتعلق الأمر بياسمينة بوزيان وللا السعيدي وماجدة خطاري، وهي أعمال تخلق حوارا بصريا وتصورا خفيا مع باقي اللوحات المعروضة في متحف الفنون الجميلة في مونريال، خلال هذا المعرض.

ويشكل هذا الحدث أيضا فرصة للجمهور للاطلاع على المكانة التي احتلها بنيامين كونستانت من بين رواد الاستشراق الفرنسي، كما سيمكن من تسليط الضوء على الدور الرئيسي الذي اضطلع به الفنان في تطوير هذا النوع من الرسم في أواخر القرن التاسع عشر.

وفي الواقع، فإن ذكرى بنيامين حول أسفاره في إسبانيا والمغرب وسمت نمط حياته: حيث كانت ورشته مليئة بمقتنيات إسبانية-موريسكية.

وجاء في ورقة تقديمية لهذا المعرض أنه “على خطى أوجين ديلاكروا الذي كان يقدره كثيرا، اقترب هذا الرسام اللامع من هنري رينيو، وماريانو فورتوني، وجورج كليران أو جون بول لورنس. إذ استولى بنيامين كونستانت على الصور النمطية حول الشرق الكولونيالي الذي يكتنفه الغموض، إذ جمع بين رسومات نساء الحريم الحالمات، أو المقاتلين الشرقيين الأشاوس ضمن مكونات فضاء معماري ضخم”.

وأضافت الورقة التقديمية أن “رسوماته حول التاريخ، المستلهمة من الثقافة البيزنطية أو الإنجيلية، تكمل جانب الاستشراق لديه. فأعماله الأخاذة تبرز الصفات اللونية التي يعبر عنها بريشته اللامعة”.

وتتمحور هذه التظاهرة، التي تحتفي بالمغرب في مونريال إلى غاية أواخر شهر ماي المقبل، حول سبعة مواضيع تتعلق بـ”استراتيجيات ورشة المستشرق”، و”المعرض، الشرق في التاريخ”، و”قصر الحمراء، غرفة انتظار من الشرق”، و”طنجة، إغراءات المدينة البيضاء” و”الدبلوماسية الكولونيالية في المغرب: ديلاكروا في مواجهة بنيامين كونستانت”، و”الحريم، الأوهام والأكاذيب” و”مفارقة شهرزاد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق