
هي جزء من مجمع السليمانية بإسطنبول الذي بناه السلطان سليمان القانوني عام 1549م، تأسست داخل قسم خاص من الجامع عام 1583م، وتُعد من أكبر المراكز في العالم المحتفظ بأكبر عدد من المخطوطات والكتب المطبوعة طبعة قديمة ونادرة، وتقع اليوم بجانب الجامع السليماني وتشغل بناء المدرستين الأولى والثانية في المجمع.
تشتمل المدرسة الجنوبية على خزائن مجموعات المخطوطات بأقسامها المختلفة، وفيها معرض صغير لبعض النفائس من مقتنيات المكتبة من المخطوطات والخرائط والمصوَّرات وغيرها. أما المدرسة الشمالية ففيها قاعات البحث والمطالعة، وأدراج الفهارس المختلفة، وحجرة المدير العام، وحجرات الإدارة الأخرى، ومعمل التصوير، ومعمل الترميم.
نُقلت إلى هذه المكتبة العامرة مجموعات المخطوطات التي كانت محفوظة في المساجد والمدارس والمجامع والتكايا والتُّرَب القديمة، وغيرها من الأماكن في أنحاء تركيا، كما ضمت ما أهدي إليها أو كان على شكل صدقات أو وقف أو كان من مكتبات الخاصة.
ويتبع المكتبة السليمانية الرئيسة عدد من المكتبات الخاصة توجد خارجها؛ أشهرها خمس مكتبات: مكتبة عاطف أفندي، مكتبة راغب باشا، مكتبة كوبروغلي، مكتبة حاجي سليم أغا، مكتبة نور عثمانية.
ومما تمتاز به السليمانية أنها تضم مخطوطات ونفائس نادرة، ومنها ما هو ذو قيمة أثرية من حيث فنون صناعة الكتاب؛ ومن نفائسها مخطوطات مكتوبة بخطوط المؤلّفين، وبعضها بخطوط مشاهير الخطاطين، وبعضها مقروء على كبار العلماء وعليها توقيعاتهم وإجازاتهم وزياداتهم وحواشيهم.
وتشمل مخطوطات السليمانية معظم أنواع العلوم النقلية والعقلية، وقد تم تصنيفها الموضوعي ابتداء بالقرآن الكريم وعلومه، ثم الكتب السماوية الأخرى، ثم الحديث الشريف وعلومه، ثم الفقه وأصوله وما يلحق به من القواعد وعلم الكلام والجدل والخلاف، وكتب الفتاوى والفرائض، والتصوف والأدعية والخواص، والسياسة والأخلاق، وهنالك كتب الأدب والعروض والنحو، والتاريخ الطبيعي والبشري، والجغرافيا والفلسفة، والطب البشري، والبيطرة الخاصة بطب الحيوانات، والبيزرة الخاصة بطب الطيور، وكتب الرماية والفروسية، والفيزياء والكيمياء، والرياضيات والفلك، وغير ذلك.
تستقبل السليمانية رُوَّادها من العلماء والباحثين وطلبة العلم كل يوم، وتتيح إمكانية الاطلاع على المخطوطات في صورتها الأصلية أو الرقمية من غير استثناء ودون أي قيد أو شرط، وتوفر إمكانية اقتناء نسخة من المخطوط، ووضعت رهن إشارة الباحثين مجموعة من الفهارس سواء المطبوعة قديما أو حديثا أو ما كانت مخطوطة أو ما كانت على شكل بطاقات أو ما كان مسجلا في قاعدة البيانات الإلكترونية.
ومن الخدمات العديدة التي تقدمها المكتبة توفير المخطوطات الموجودة في المكتبات داخل الدولة أو خارجها، وترجمة مختلف الوثائق والمتون المكتوبة بالعربية والعثمانية والفارسية إلى الحروف اللاتينية وتحويلها إلى إصدارات رقمية.
إعداد: ذة.غزلان بن التوزر