الرابطة المحمدية للعلماء

المغرب يخلد الذكرى الـ 56 لعيد الاستقلال

يشكل احتفال الشعب المغربي، غدا الجمعة، بالذكرى السادسة والخمسين لعيد الاستقلال مناسبة لاستحضار الأمجاد الوطنية والملاحم البطولية، ومواصلة مسيرة بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي .

ومن هذا المنطلق، فإن هذه الذكرى تمثل فرصة للقيام بوقفة تأمل في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن المقدسات، والتي تعكس إجماع كل المغاربة وتعبئتهم في مواجهة الصعاب ورفع التحديات التي تواجه المواطن.

فرغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الاستعمارية الفرنسية والإسبانية مستعملة قوة الحديد والنار في محاولة تقطيع أوصال المغرب وطمس الهوية، استطاع المغرب أن يقف وقفة رجل واحد في وجه الاستعمار الأجنبي معلنا التحدي بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس الذي اعتقدت السلطات الاستعمارية أن نفيه رفقة أسرته إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر سيوقف الانتفاضة العارمة التي تفجرت في كل المدن والقرى المغربية.

وقد كان مآل جل المخططات التي نفذها الاستعمار بدءا بالظهير البربري الذي أصدرته الحماية الفرنسية في 16 ماي 1930 بهدف التفريق بين أبناء الشعب انطلاقا من مبدأ “فرق تسد”، وانتهاء بالإقدام على نفي محمد الخامس وأسرته الكريمة يوم 20 غشت 1953 إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر الفشل الذريع مما عجل برحيل سلطات الحماية.

واتخذ الكفاح الوطني في جزء منه أشكالا للنضال السياسي الذي تمحور بالأساس حول نشر الوعي الوطني وتكريس الروح الوطنية وشحذ العزائم والهمم في صفوف الشباب وبين مختلف أوساط الشعب المغربي وإذكاء الحماس من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة.

وفي نفس السياق، عمل الوطنيون على التعريف بالقضية المغربية في المحافل الدولية مما أربك الاستعمار وجعله يزداد شراسة في محاولة لقمع الانتفاضة التي لم ينطفئ وهجها ولم يزدها البطش والتنكيل الاستعماري إلا قوة .

وإذا كان المغاربة يستحضرون بإجلال وخشوع الكفاح الوطني لآبائهم، فمن حقهم أيضا بعد 56 سنة من الاستقلال أن يعتزوا بالمفاخر التي حققوها على درب البناء والتشييد والوحدة عملا بالمقولة الشهيرة لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه “لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، حيث تواصلت معركة التحرير واستكمال الوحدة الترابية. وهكذا وجه جلالته رحمه الله عناية خاصة لتحرير الصحراء المغربية حيث تم تتويج ذلك باسترجاع منطقة طرفاية سنة 1958.

وسيرا على نهج والده المنعم، واصل جلالة المغفور له الحسن الثاني معركة استكمال الوحدة الترابية، فتم في عهده استرجاع سيدي ايفني سنة 1969. وفي سنة 1975 تم استرجاع الصحراء المغربية بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، وفي 14 غشت سنة 1979 تعززاستكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب.

ومواصلة لمسيرة البناء التي نهجها جلالة المغفور له محمد الخامس ومن بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني، يشهد المغرب حاليا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات.

إن تخليد ذكرى الاستقلال المجيدة يعد مناسبة لاستلهام ما تنطوي عليه هذه الذكرى من قيم سامية وغايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة وربط الماضي التليد بالحاضر المتطلع إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد وخدمة لقضايا الوطن وإعلاء صروحه وصيانة وحدته والحفاظ على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق