الرابطة المحمدية للعلماء

المغرب.. تزايد في إسلام الوافدين من الأجانب

الشيخ عز الدين توفيق:عدد الذين
أشهروا إسلامهم في مسجد عقبة تجاوزوا المئات

طلبت توفانيللي من مرافقها المغربي أن يدلها على
مكان تعلن فيه اعتناقها للإسلام، وتتعرف من خلاله على الواجبات الدينية الإسلامية،
فكانت رحلة البحث الطويلة عن هذا المكان حتى اهتدوا إلى مسجد مولاي عقبة بن نافع
الشهير بالدار البيضاء، حيث يؤمه الإمام عز الدين توفيق الذي أخذ على عاتقه جعل
المسجد قبلة للمسلمين الجدد.

الفتاة الإيطالية ذات الـ27 ربيعا انشرح صدرها
للإسلام بعدما شاهدت كيف يعامل المسلمون بعضهم في المغرب، حيث كانت في زيارة
لعائلة أحد الموظفين لديها في مطعمها الفاخر بإيطاليا. وقد كان لفظ الشهادة الذي
يردده المسلمون كثيرا في اليوم الواحد، ويرطب به الأذان آذانهم؛ “أشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله”.  كان له مذاق خاص لدى توفانيللي، فقد كان بمثابة
تحول جذري في حياتها، بل إيذان بولادتها من جديد.

انشراح قلب توفانيللي تيزيانا للإسلام سبقه
طريقة حياة تدل على أنها فتاة غير عادية، حيث تحكي لإسلام أون لاين.نت كيف تربت
وعاشت إلى أن دخلت في الإسلام، فتقول: “أبي مسيحي من البروتستانت، وأمي
كاثوليكية، اختلفا عند ولادتي على أي مذهب أنشأ، فاتفقا بعد جدل على أن يتركوني
إلى أن أبلغ 18 عاما، ثم أحدد بعدها أي المذاهب أعتنق”.

وتتابع توفانيللي التي غيرت اسمها إلى عائشة
نسبة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة: “عندما أصبحت شابة ظللت
لفترة طويلة دون تحديد أي المذاهب المسيحية أعتنق، فلم يكن ذلك في اهتمامي، ثم
يشاء ربي أن أعتنق الإسلام”.

وتقول: إن ما رأيته من معاملة حسنة بين الناس،
وبعضهم شجعها كثيرا على اعتناق الإسلام خاصة عندما عرفت أن ذلك مبعثه هو تعاليم
الإسلام.

وتوضح عائشة: “الجار يسأل عن جاره هنا في
المغرب، أرى في عيون الناس ترحيبا وتسامحا لم أر مثله في حياتي بأوروبا، فالعلاقات
بين الناس لدينا جافة، ولا أحد معني بما يحدث للآخر، فعرفت كم هذا الدين
عظيم”، وتضيف: “قرأت القرآن بالإيطالية وانبهرت بتعاليمه
المثالية”.

وتفصح عائشة عن شعورها قائلة: “أعظم إحساس
شعرت به في حياتي.. أشعر أنني ولدت من جديد” مشيرة إلى رغبتها في الإقامة
الدائمة في المغرب.

ويقول الشيخ عز الدين توفيق إمام مسجد عقبة
بمدينة الدار البيضاء، في حوار أجراه معه موقع “إسلام أون لاين”: إن
إشهار إسلام الوافدين يكون له أثر عظيم بنفوس المصلين “خاصة الشباب المولع
بالغرب ليرى كيف أن دينه الحنيف يأتيه الناس من الغرب ليدخلوا فيه أفواجا”.

وأضاف: إنها رسالة موجهة للشباب بأن “هؤلاء
المعتنقين الجدد نشئوا في حضارة ولغة مختلفة، واتخذوا نماذج ومثلا مختلفة في ظل
مغريات الحياة المادية، ثم تركوا كل ذلك من أجل الإسلام، فلم يتأثروا بما عليه
المسلمون حاليا من حالة ضعف؛ لأنهم أدركوا أن لدين الإسلام في ذاته معنى في
حياتهم، ووجدوا فيه إجابات شافية لأسئلة فطرية طالما بحثوا عن إجابة لها”.

ويؤكد الشيخ توفيق أن إعلان الفرد دخوله في الإسلام
بعد صلاة الجمعة يشجع المصلين في المسجد على تقديم العون والمساعدة له، فمنهم من
يساعده على حفظ القرآن والتعرف على الثقافة الإسلامية، ومنهم من يقدم له العون
المادي والمعنوي.

ويأمل الشيخ عز الدين توفيق في تطوير المسجد
بحيث يُلحَق به مركز للتعريف بالإسلام، والتوعية بتعاليمه للمسلمين كافة، وذلك
لمواجهة مشكلة كبيرة يعاني منها المجتمع المغربي نتيجة اختراق الثقافة الغربية له
وهي “التنصير”.

وأشار إلى أنه يعكف على تأليف كتاب تحت اسم:
“في بيتنا متنصر”، وذلك لمساعدة الأسرة على محاورة أبنائها بشكل معتدل
لصد خطر التنصير عنهم.

وحول عدد الذين أشهروا إسلامهم في المسجد يقول
الشيخ: “تجاوزوا المئات، فنحن نقوم بهذا العمل منذ ست سنوات على الأقل”،
مشيرا إلى أن أكثر الجنسيات الوافدة لإشهار إسلامها تأتي من فرنسا وإيطاليا
وأسبانيا وبلجيكا وألمانيا، كما يأتي أناس من كندا وأمريكا واليابان.

وحول آلية إعلان إسلام المعتنقين الجدد، يوضح
الشيخ توفيق: “يأتي إلينا الشخص الراغب في إعلان إسلامه، ثم نقوم بالنقاش معه
لنتأكد من استقرار ذلك في نيته واقتناعه به، ثم نحدد له موعدا يكون عقب صلاة
الجمعة مباشرة لكي يعلن إسلامه على الملأ”.

(عن موقع
إسلام أون لاين بتصرف)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق