المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. ورش ملكي في خدمة الساكنة في وضعية هشاشة
تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واحدة من الأوراش والمبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي اتخذت كأهداف لها منذ انطلاقها توسيع الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل القار ولفرص الشغل، وتحسين ظروف عيش الأشخاص في وضعية هشاشة وأيضا ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعزز هذه المبادرة، التي أطلقت يوم 18 ماي 2005 ، والتي يشرف جلالة الملك شخصيا على تتبع تنفيذها وتقدم إنجازها، المشروع المجتمعي المغربي الذي يعد نموذجا قائما على مبادئ الديمقراطية السياسية، والفعالية الاقتصادية، والانسجام الاجتماعي، وكذا على الفرص المتاحة لكل فرد للتفتح من خلال توظيف كامل إمكانياته وطاقاته.
وتتوجه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد في مرحلتها الثانية (2011-2015)، أساسا، للأشخاص في وضعية هشاشة، وذوي الاحتياجات الخاصة، قصد تمكينهم من التخلص من واقع الهشاشة والحفاظ على كرامتهم والحيلولة دون الوقوع في الانحراف أو العزلة أو الفقر المدقع.
وقد حفزت هذه المبادرة، التي طالما حظيت بإشادات دولية، تأهيل الطاقة الاستيعابية وكذا جودة مراكز الاستقبال الموجودة، وإحداث مراكز متخصصة جديدة كفيلة باستقبال وتقديم المساعدة للأشخاص في وضعية هشاشة؛ من قبيل ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المتخلى عنهم والنساء المعوزات اللواتي لا يتوفرن على دعم أو مأوى، وأيضا المسنين والأيتام.
كما مكنت الأشخاص في وضعية هشاشة من الولوج إلى خدمات متسمة بالجودة، والاستفادة من الدعم المخصص للمشاريع المدرة للدخل، علاوة على تحسين الولوج إلى الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي.
وهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بين سنتي 2011 و 2012 ، إجمالا 702 جماعة قروية و532 حيا حضريا، ومكن برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي من إنجاز 3107 مشروعا، فيما عرف برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري إنجاز 1524 مشروعا و614 نشاطا.
ومن جهته، مكن برنامج محاربة الهشاشة من إنجاز 631 مشروعا و440 نشاطا بغلاف مالي يقدر ب794 مليون درهم، فيما مكن البرنامج الأفقي من استفادة أكثر من 782 ألف شخص عبر إنجاز 3725 مشروعا والقيام ب1071 نشاطا.
أما برنامج التأهيل الترابي، فيهم 587 جماعة قروية ب22 إقليما، ويستهدف النهوض بأوضاع ساكنة 3300 دوارا متواجدا بالمناطق الجبلية والصعبة الولوج، وهو ما مكن من المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للساكنة المستهدفة من خلال دعم البنية التحتية الصحية وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية والحد من الهدر المدرسي وكذا تقوية الربط بالشبكة الكهربائية والماء الشروب، إلى جانب فك العزلة عن ساكنة المناطق الجبلية المستهدفة.
كما تميزت المرحلة الثانية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ذات الموارد المعززة والحمولة الدالة ومجالات التدخل الواسعة، بإضافة فئتين جديدتين للأشخاص المستهدفين في إطار برنامج محاربة الهشاشة والتي تتمثل في المدمنين بدون موارد والمصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، مع تركيز الجهود على الأنشطة المدرة للدخل؛ بالنظر إلى دورها البالغ في إدماج الساكنة في وضعية صعبة في النسيج الاقتصادي وتحفيز ثقافة التشغيل الذاتي.
وإضافة إلى كل هذه الإنجازات، نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إعطاء دينامية جديدة للعلاقات بين السلطات العمومية والمنتخبين والنسيج الجمعوي، علاوة على النهوض بثقافة قائمة على المشاركة والثقة واحترام الكرامة والحكامة الجيدة.