مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

الماء وأثره في علاج بعض المشكلات الصحية من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: “انتقاء، وتخريج، وشرح”

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

تفعيلا لتوجيهات سيدنا المنصور بالله أمير المؤمنين أيده الله في المحافظة على الثروة المائية للمملكة المغربية الشريفة، وعقلنة استهلاك الموجود منها، والتحلي بروح المسؤولية الكاملة في ذلك، خصوصا توجيهات جلالته في خطاب عيد العرش المجيد لسنة 2024 الذي يوافق الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك سيدنا محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، والذي وجه فيه جلالته إلى أن التحديات التي تواجه المملكة الشريفة في مجال المياه "تحتاج إلى المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير"- كما جاء في النطق السامي- ينشر مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش التابع للرابطة المحمدية للعلماء مقالات في موضوع قيمة الماء والمحافظة عليه، استلهاما من الهدي النبوي الشريف، تُنشر ابتداء من تاريخه تباعا.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    إن العلاج من المرض الذي يصيب الإنسان، أمر مشروع حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء، إلا داءً واحداً، قالوا : يا رسول الله  وما هو؟ قال: "الهرم"([1])، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء "([2])  ؛  بل نجد  بعض الأئمة الأعلام الذين اعتنوا بجمع السنة النبوية في مصنفاتهم الحديثية خصصوا كتبا وأبوابا لهذا الغرض([3])؛ ومنهم من أفرد هذا الموضوع بالتصنيف تحت مسمى: "الطب النبوي"؛ كالطب النبوي لابن القيم الجوزية (751هـ).

ومن صور العلاج الواردة  في السنة النبوية: "التداوي بالماء"؛ الذي يعد من العناصر الأساسية للحياة مصداقا لقول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ([4])، وهو المبارك كما قال تعالى: (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) ([5]) ، ومن الماء خُلق الإنسان كما قال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) ([6])،كما أنه ضروري للمحافظة على صحة الإنسان، أوصى به الحبيب صلى الله عليه وسلم،  وأيده الطب الحديث.

لقد بين القرآن الكريم حصول الشفاء بالماء حينما شفى الله عبده ونبيه أيوب عليه السلام من الضر ، الذي مسه به مصداقا لقول الله تعالى: (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني  الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) ([7]) ،  قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "فعند ذلك استجاب له أرحم الراحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يركض الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله تعالى عينا، وأمره أن يغتسل منها، فأذهبت جميع ما كان في بدنه من الأذى"([8])، وهو ما أرشدتنا إليه السنة النبوية في أحاديث جاءت بطرق وبروايات متعددة.

ولأهمية هذا الموضوع أحببت أن أتناوله في مقال أذكر  فيه جملة من الأحاديث النبوية  التي ذَكَرَتِ الماء كنوع من أنواع العلاج ، مع شرح لطيف لبعض العلماء الأعلام في كتبهم   ، وهذه الأحاديث انتقيتها من كتب السنة السبعة ( موطأ مالك، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة وهي: سنن ابن ماجه، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، والسنن الكبرى للنسائي  )، وعددها :  ثمانية أحاديث، وقد قسمت المقال إلى مطلبين اثنين:

المطلب الأول عنونته ب: أحاديث نبوية في العلاج بالماء لبعض المشكلات الصحية وتحته النقاط الآتية:

أولا: الماء مطلقا مخفض لحرارة الحمى.

ثانيا: ماء زمزم مخفض لحرارة الحمى.

ثالثا: ماء زمزم شفاء للأمراض مطلقا.

رابعا: الماء وأهميته لتخفيف وجع المرض.

خامسا: الماء في علاج المعيون .

وفي هذا المطلب أذكر في كل نقطة نص الحديث الدال عليه، مع تخريجه تخريجا مختصرا.

والمطلب الثاني عنونته ب: قبس من دلالات ومعاني الأحاديث المنتقاة من خلال كلام بعض العلماء الأعلام:

وهذا أوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

المطلب الأول: أحاديث نبوية في العلاج بالماء  لبعض المشكلات الصحية:

     لقد وردت أحاديث نبوية حول الماء ومنافعه في مسائل التداوي والاستشفاء، وعلاج بعض المشكلات الصحية عضوية كانت أو غيرها  ؛ وقد اتخذت حالات مختلفة،  فمنها ما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم بمفهومه العام، ومنها ما خصه بماء زمزم المبارك، ومنها ما قيده بالحمى، ومنها ما أطلقه من غير قيد،  على النحو الآتي: 

أولا: الماء مطلقا مخفض لحرارة الحمى:

فقد ترتفع درجة حرارة الإنسان لعدة أسباب ، والنبي صلى الله عليه وسلم  -وهو القدوة الحسنة- نجده قد بين في أحاديثه علاجا نبويا لخفضها وهي كالآتي: 

الحديث الأول: "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء" وفي رواية: "فأطفئوها بالماء".

وهذا الحديث رواه جمع من الصحابة الكرام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبألفاظ متقاربة، ومن هذه الروايات أذكر منها الآتي: 

الرواية الأولى: عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء". الرواية الثانية: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: " الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء"، وفي رواية: "فأطفئوها بالماء"، وفي رواية: "إن شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء".

الرواية الثالثة: عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمى من فوح جهنم فأبردوها بالماء"، وفي رواية: "من فيح"، وفي رواية: "فور من النار".

الرواية الرابعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحمى من كير جهنم، فنحوها عنكم بالماء البارد".

تخريج الحديث برواياته:

أخرجه من روايته الأولى:  البخاري في صحيحه، كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة([9]) ، وفي كتاب: الطب ، باب:  الحمى من فيح جهنم([10]) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب: بدء السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي ([11]).، ومن أصحاب السنن: أخرجه الترمذي في سننه كتاب: الطب، باب: ما جاء في تبريد الحمى بالماء([12])، وابن ماجه في سننه، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء([13]).

ومن روايته الثانية: البخاري في صحيحه، كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة([14]) ، وفي كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم([15]) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب: بدء السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي ([16]).، و من أصحاب السنن: أخرجه النسائي في سننه الكبرى ، كتاب : الطب، باب: الحمى من فور جهنم([17]).وابن ماجه في سننه ، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء([18]).

ومن روايته الثالثة: البخاري في صحيحه ، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم([19])، ومسلم في صحيحه ، كتاب:  السلام، باب: التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة ([20]).، ومن أصحاب السنن: أخرجه الترمذي في سننه، كتاب: الطب، باب: ما جاء في تبريد الحمى بالماء([21])، والنسائي في سننه الكبرى، كتاب: الطب، باب: الحمى من فور جهنم([22])، وابن ماجه في سننه ، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء([23])

ومن روايته الرابعة: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء([24]) ، قال البوصيري: "أصله في الصحيحين من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه ، وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وفي مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، وابن عمر رضي الله عنه ، وإسناد أبي هريرة رضي الله عنه صحيح ورجاله ثقات" ([25]).

الحديث الثاني: "كان رسول الله يأمرنا أن نبردها بالماء"

عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت إذا أتيت بالمرأة وقد حمت ، تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها، وقالت: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نبردها بالماء ".

تخريجه:

أخرجه مالك في موطئه كتاب: الجامع، باب: الغسل بالماء من الحمى([26]) ، والبخاري في صحيحه، كتاب: الطب، باب: الحمى من فيح جهنم([27]) واللفظ لهما،  ومسلم في صحيحه ، كتاب: بدء السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي([28])  ، ومن أصحاب السنن: أخرجه  النسائي في سننه الكبرى ، كتاب : الطب، باب: تبريد الحمى بالماء([29])، وابن ماجه في سننه، كتاب الطب، باب: الحمى من فيح جهنم ([30]).

الحديث الثالث: "إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد".

عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حمَّ أحدكم فليشن عليه الماء البارد من السحر ثلاثا".

 تخريجه:

هذا الحديث لم يخرجه من أصحاب السنن غير النسائي في سننه الكبرى بهذا اللفظ ، كتاب: الطب، باب: ذكر وقت تبريد الحمى بالماء([31]).

وأخرجه  الحاكم في المستدرك([32])،  وأبو يعلى في مسنده ([33])،   والطحاوي في شرح مشكل الآثار بلفظ: "فليسن" بدل "فليشن"([34]).

قال الحاكم:  "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه؛ وإنما اتفقا على الأسانيد في أن الحمى من فيح جهنم فاطفئوها بالماء"([35])، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم([36]) .

وقال ابن حجر في الفتح: "صححه الحاكم وسنده قوي"([37]) .

ثانيا: ماء زمزم مخفض لحرارة الحمى:

ومن المياه المباركة التي فيها شفاء للأمراض "ماء زمزم " ،  يقول ابن القيم: "ماء زمزم سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا، وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا، وأنفسها عند الناس، وهو هزمة جبرائيل، وسقيا إسماعيل"([38]) ؛ فهو نافع بقدرة الله على تبريد  الحمى ،كما يدل عليه الحديث الآتي:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بماء زمزم ".

تخريجه:

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار وأنها مخلوقة بلفظ: "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء، أو قال : بماء زمزم" -شك همام- أحد رواته "([39])، ومن أصحاب السنن: أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب: الطب، باب: تبريد الحمى بماء زمزم  ، واللفظ المذكور للنسائي([40]).

ثالثا: ماء زمزم شفاء للأمراض مطلقا:

كما أن ماء زمزم نافع أيضا في شفاء الأمراض مطلقا ، ويدل عليه:   

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ماء زمزم لما شرب له".

تخريجه:

أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: المناسك: باب: الشرب من ماء زمزم([41])، بهذا اللفظ وإسناده ضعيف.

وأخرجه أيضا من حديث جابر رضي الله عنه: أحمد في مسنده  في مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ([42])، والبيهقي في سننه الكبرى ، جماع أبواب دخول مكة ، باب: سقاية الحاج والشرب منها ومن ماء زمزم([43])، وغيرهما.

قال السندي: قوله (لما شرب له) قال السيوطي في حاشية الكتاب: " هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرا، واختلف الحفاظ فيه؛ فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه، والمعتمد الأول"([44]) .

وقد صنف ابن حجر العسقلاني جزءا حديثيا في بيان حال هذا الحديث، فأجاد وأفاد، وخلص إلى تحسين هذا الحديث بعد أن أورد الطرق التي تقوى بها، ثم قال عقب ذلك: "فمرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به على ما عرف من طرق أئمة الحديث"([45]).

رابعا: الماء وأهميته لتخفيف وجع المرض:

ويتجلى ذلك في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لهم في مرضه الذي توفي  فيه : "هريقوا علي من سبع قرب"، وفي رواية: " صبوا ".

تخريجه:

أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب: الوضوء، باب: الغسل والوضوء في المخضب([46]) ، وفي كتاب: المغازي، باب: مرض النبي ووفاته ([47])، وفي كتاب: الطب، باب : (22) ([48])، والطرق الثلاث بلفظ "هريقوا" ، ومن أصحاب السنن:  أخرجه  النسائي في الكبرى، كتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب: ذكر ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه([49]).

خامسا: الماء في علاج المعيون:

ويستدل له بحديثين في الباب وهما:

 الحديث الأول:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين".

تخريجه:

أخرجه أبو داود في سننه، كتاب: الطب، باب: ما جاء في الاتقاء من العين([50])، والبيهقي في سننه الكبرى كتاب: الضحايا، باب: الاستغسال للمعين([51])، والنووي في الأذكار وقال:  "رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم"([52]).

الحديث الثاني:

عن أبي أمامة سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا برَّكت ،  اغتسل له"  فغسل عامر وجهه  ويديه ، ومرفقيه  وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه، فراح سهل مع الناس ليس به بأس.

تخريجه:

أخرجه بهذا اللفظ مالك في الموطأ ، كتاب الجامع ، باب: الوضوء من العين([53])، وفي موضع آخر من الكتاب والباب، بلفظ مقارب([54])، و بنحوه أخرجه النسائي في سننه الكبرى ، كتاب: الطب، باب: وضوء العائن([55])، و في موضع آخر من سننه، في نفس الكتاب والباب([56]).وابن ماجه في سننه، كتاب: الطب، باب: العين([57]).

المطلب الثاني: قبس من دلالات ومعاني الأحاديث المنتقاة من خلال كلام بعض العلماء الأعلام:

أولا، وثانيا: من دلالات ومعاني حديث:  "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء "برواياته السابقة  الآتي:

قوله: أن الحمى من "فيح" جهنم -بفتح الفاء وسكون التحتانية بعدها مهملة- وفي أخرى من "فوح" بالواو بدل الياء؛  قال الحافظ ابن حجر: " كلها بمعنى والمراد : سطوع حرها، ووهجه"([58])

 وقال أيضا: "واختلف في نسبة "الحمى" إلى "جهنم " ؛ فقيل:  حقيقة، واللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم ... ،وقيل:  بل الخبر ورد مورد التشبيه، والمعنى: أن حر الحمى شبيه بحر جهنم، تنبيها للنفوس على شدة حر النار، وأن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها"([59])

 قوله: " فأبردوها" قال الحافظ: " المشهور في ضبطها بهمزة وصل والراء مضمومة، وحكي كسرها يقال: بردت الحمى أبردها بردا بوزن قتلتها أقتلها قتلا أي: اسكنت حرارتها" ([60]

وفي حديث ابن عمر في رواية "فأطفئوها" بهمزة قطع، ثم طاء مهملة ،وفاء مكسورة، ثم همزة:  أمر من الإطفاء "([61]).

وقد أشكل هذا الحديث على بعض الأطباء واعتبروا أن اغتسال المحموم بالماء خطر، وقد يعرضه للهلاك، وقد أجاب ابن القيم عن هذا الإشكال بقوله: "فخطابه صلى الله عليه وسلم  في هذا الحديث خاص بأهل الحجاز، وما والاهم؛ إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من نوع الحمى اليومية العرضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس، وهذه ينفعها الماء البارد شربا واغتسالا... وهي تنقسم إلى قسمين: عرضية؛ وهي الحادثة إما عن الورم، أو الحركة، أو إصابة حرارة الشمس ، أو القيظ الشديد ونحو ذلك، ومرضية .." إلى أن قال: "فيجوز أن يكون مراد الحديث من أقسام الحميات العرضية؛ فإنها تسكن على المكان بالانغماس في الماء البارد، وسقي الماء البارد المثلوج... ، ويجوز أن يراد به جميع أنواع الحميات" ([62]).

وقبله أجاب الخطابي بقوله: "ليس في الحديث الصحيح بيان الكيفية، فضلا عن اختصاصها بالغسل؛ وإنما في الحديث الإرشاد إلى تبريد الحمى بالماء ... وأولى ما يحمل عليه كيفية تبريد الحمى ما صنعته أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها([63])""([64]).

وأما المراد "بالماء":  فقد قيل فيه قولان: أحدهما أنه كل ماء قال ابن القيم: "وهو الصحيح"([65])، والثاني: أنه ماء زمزم لحديث ابن عباس رضي الله عنها المتقدم، وبذلك جزم الطحاوي في شرح مشكل الآثار قال:  "الماء الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث هو : ماء زمزم ، لا ما سواه من المياه، ووكد ذلك عندنا ما قد رواه  أبو ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ماء زمزم : "إنه طعام طعم، وشفاء سقم"([66])، فعقلنا بذلك أن قصده صلى الله عليه وسلم بما ذكرنا كان إلى ماء زمزم للشفاء الذي فيه"([67])، وقال  ابن القيم: "وراوي هذا –أي حديث ابن عباس رضي الله عنهما – قد شك فيه –أي في رواية البخاري-، ولو جزم به لكان أمرا لأهل مكة بماء زمزم، إذ هو متيسر عندهم، ولغيرهم بما عندهم من الماء"([68]) ؛ ذلك لأن الحديث رواه عفان ،عن همام بدون شك عند غير البخاري([69]).

وقال القسطلاني: "أجيب على تقدير عدم الشك بأن الخطاب لأهل مكة خاصة لتيسر ماء زمزم عندهم، وبأن الخطاب بمطلق الماء لغيرهم"([70]).

كما  يراد "بالماء":  استعماله على الصحيح كما قال ابن القيم  رحمه الله([71]).

وأما حديث فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: "كانت إذا أتيت بالمرأة وقد حمت ، .... أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها "؛  فيدل على  أن التبريد بالماء كما يقول ابن عبد البر القرطبي هو : "الصب بين المحموم وبين جيبه ؛ وذلك أن يصب الماء بين طوقه وعنقه، حتى يصل إلى جسده، فمن فعل كذلك وكان معه يقين صحيح -رجوت له الشفاء من الحمى- إن شاء الله" ([72])، قال النووي: "قال القاضي: هذا يرد قول الأطباء ويصحح حصول البرء باستعمال المحموم الماء وأنه على ظاهره "([73]).

و"الشن"  -بالشين المعجمة- في حديث أنس هو : "الصب المتقطع" أي: فليرشه عليه الماء رشا متفرقا([74]). ويؤيده حديث أسماء بنت أبي بكر المتقدم .

ثالثا: أما حديث "ماء زمزم لما شرب له " فقد قال الشوكاني:  "فيه دليل على:  أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله" ([75]) .

وقال النووي: "أن من شربه لحاجة نالها، وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية فنالوها بحمد الله تعالى وفضله " ([76])؛  ومن تلكم الحاجات: الشفاء من المرض، كما قال   ابن القيم عن نفسه: "جربت أنا وغيري -من الاستشفاء بماء زمزم- أمورا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله" ([77]) .

رابعا: قال القسطلاني في شرح  حديث "صبوا علي من سبع قرب" بأن النبي صلى الله عليه وسلم "إنما فعل ذلك؛ لأن الماء البارد في بعض الأمراض ترد به القوة"([78]). والقرب: "بكسر القاف، وفتح الراء: جمع قربة؛ وهي ما يستقى به"([79])، "واستنبط من الحديث : وجوب القسم عليه صلى الله عليه وسلم، وإراقة الماء على المريض لقصد الاستشفاء به" ـ([80]) اهـ.، وقال ابن بطال: "قال المهلب : إنما أمر -والله أعلم- أن يهراق عليه من سبع قرب على وجه التداوي" ([81]).

وأما العدد المذكور في الحديث فقد "قصده تبركا به؛ لأن الله تعالى خلق كثيرا من مخلوقاته سبعا سبعا" ([82]).

خامسا: وفي حديث عائشة  رضي الله عنها المستشهد به في الباب فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم للعائن بالوضوء، ويغتسل منه المعين وأطلق ، وبين الحديث الآخر وهو حديث أبي أمامة رضي الله عنه كيفية ذلك. 

وفي هذا الأخير ما يدل على أمور أذكر منها أمرين: 

الأول:  فيه أن العين حق وأن التبريك لا تضر معه عين العائن، والثاني: فيه دليل على أن العائن يجبر على الاغتسال للمعين([83]).

قال ابن القيم  الجوزية: " فكأن أثر تلك العين كشعلة نار وقعت على جسد، ففي الاغتسال: إطفاء لتلك الشعلة "([84]).

الخاتمة

      بعد أن منَّ الله علي بإنهاء هذا المقال ، والذي ذكرت فيه ثمانية أحاديث نبوية ذُكر فيها الماء كنوع من أنواع  العلاج  لبعض المشكلات الصحية، انتقيتها من كتب السنة السبعة ( موطأ مالك، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسنن الأربعة وهي: سنن ابن ماجه، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، والسنن الكبرى للنسائي  ).  خلصت إلى الآتي:

1-أن الماء يعد من أفضل نعم الله تعالى في هذه الحياة، وهو ضروري للمحافظة على صحة الانسان.

2-أن أهمية الماء في العلاج جاء مفصحا عنه في بعض آيات القرآن الكريم، وكذا في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .

3- أن الأحاديث المذكورة في المقال اتخذت حالات مختلفة،  فمنها ما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم بمفهومه العام، ومنها ما خُصَّ بماء زمزم المبارك، ومنها ما قيده بالحمى، ومنها ما أطلقه من غير قيد.

5-أن من بين المشكلات الصحية الواردة في بعض هذه الأحاديث، والتي ينفع فيها الماء كعلاج: "مشكلة الحمى" ، وأن ما أثير من إشكال بخصوص اغتسال المحموم بالماء قد أجاب عليه بعض العلماء ، وقد أشرت إلى ذكر ذلك في صلب المقال.

6-أن الماء نافع كذلك في علاج بعض المشكلات الصحية غير العضوية؛ وقد ذكرت نموذج المعيون الذي شفي بعد اغتساله بماء وضوء العائن. 

7-بركة ماء زمزم ؛ حيث ينفع الشارب له لأي شيء شربه لأجله ومنه الاستشفاء.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

****************

هوامش المقال:

([1])  أخرجه أبو داود في سننه (6 /5)، كتاب: الطب، باب: الرجل يتداوى، برقم:  (3855) ، والترمذي في سننه (3 /561) ، كتاب: الطب،  باب: ما جاء في الدواء والحث عليه، برقم (2038)  وهذا لفظه، والنسائي في السنن الكبرى (7 /78-79) كتاب: الطب، باب: الأمر بالدواء ، برقمي :  (7511) و (7512) وابن ماجه في سننه (5 /99)، كتاب: الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء برقم: (3436).

([2])  أخرجه البخاري في صحيحه (4 /32)، كتاب: الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، برقم: (5678).

([3])  مثل: الإمام البخاري الذي عقد كتابا في صحيحه (4/ 32)سماه: كتاب الطب وتحته أبوابا ، وأبي داود الذي عقد كتابا في سننه (6 /5) سماه:  كتاب الطب وتحته أبوابا ، وكذا الترمذي الذي عقد أبوابا في سننه (3 /559) في الطب، والنسائي الذي عقد كتابا في سننه الكبرى (7/45) سماه: الطب وتحته أبوابا، وابن ماجه الذي عقد كتابا في سننه (5 /115) سماه: الطب وتحته أبوابا.

([4])  سورة الأنبياء  من الآية (30).

([5])  سورة ق الآية (9).

([6])  سورة الفرقان الآية (54).

([7])  سورة ص الآيتان (40-41).

([8])  تفسير القرآن العظيم (7 /74).

([9])  صحيح البخاري (2 /436)، برقم: (3263).

([10])  صحيح البخاري (4/ 40)، برقم: (5725).

([11])  صحيح مسلم (2 /1052)، برقم: (81) (2210).

([12])  سنن الترمذي (3 /586)، برقم: (2074).

([13])  سنن ابن ماجه (5 /139)، برقم: (3471).

([14])  صحيح البخاري (2 /436)، برقم: (3264).

([15])  صحيح البخاري (4 /40)، برقم: (5723).

([16])  صحيح مسلم (2 /1051-1052)، بأرقام: (78) (2209)، و(79) (2209)، و(80) (2209).

([17])  سنن النسائي الكبرى (7 /98)، برقم: (7564).

([18])  سنن ابن ماجه (5/ 139-140)، برقم: (3472).

([19])  صحيح البخاري (4/ 40-41)، برقم: (5726).

([20])  صحيح مسلم (2/ 1052) برقم: (83)(2212).

([21])  سنن الترمذي (3 /586)، برقم: (2073).

([22])  سنن النسائي الكبرى (7 /97)، برقم: (7562).

([23])  سنن ابن ماجه (5 /140)، برقم: (3473).

([24]) سنن ابن ماجه (5 /141) برقم: (3475).

([25])  زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة (ص: 452).

([26])  موطأ مالك برواية الليثي (2 /533)، برقم: (2721).

([27])  صحيح البخاري (4 /40)، برقم: (5724).

([28])  صحيح مسلم (2 /1052) برقم: (82) (1211).

([29])  سنن النسائي الكبرى (7 /98) برقم: (7565).

([30])  سنن ابن ماجه (5/ 140-141) برقم: (3474).

([31])  سنن النسائي الكبرى (7/ 99)، برقم: (7566).

([32])  مستدرك الحاكم (4/ 223) برقم: (7438).

([33])  مسند أبي يعلى (6 /425)، برقم: (3794).

([34])  شرح مشكل الآثار (5 /109)، برقم: (1860).

([35])  مستدرك الحاكم (4 /223) برقم: (7438).

([36])  حاشية مستدرك الحاكم (4 /223) برقم: (7438).

([37])  فتح الباري (10 /219).

([38])  الطب النبوي (ص: 306).

([39])  صحيح البخاري (2 /435-436)، برقم: (3261).

([40])  سنن النسائي الكبرى (7 /99)، برقم: (7568).

([41])  سنن ابن ماجه (4/ 506)، برقم: (3062).

([42])  مسند أحمد (23/ 140)، برقم: (14849).

([43])  سنن البيهقي الكبرى (5 /241)، برقم: (9660).

([44])  نقلا من شروح سنن ابن ماجه المجموع في مجلد واحد (ص: 1150).

([45])  جزء ماء زمزم لما شرب به (ص: 32). وانظر طرق الحديث في هذا الجزء  كاملا.

([46])  صحيح البخاري (1 /84-85) برقم: (198).

([47])  صحيح البخاري (3 /183-184) برقم: (4442).

([48])  صحيح البخاري (4 /38-39) برقم: (5714).

([49])  السنن الكبرى (6/ 382) برقم: (7045).

([50])  سنن أبي داود (6 /28-29) برقم: (3880).

([51])  سنن البيهقي الكبرى (9/ 591) برقم: (19615).

([52])  الأذكار (ص: 272).

([53])  موطأ مالك برواية الليثي (2/ 527) برقم: (2708).

([54])  موطأ مالك برواية اللثي (2 /526-527) برقم: (2707).

([55])  سنن النسائي الكبرى (7/ 101)، برقم: (7571).

([56])  سنن النسائي الكبرى (7/ 102)، برقم: (7572).

([57])  سنن ابن ماجه (5 /160-161) برقم: (3509).

([58])  فتح الباري (10/ 215).

([59])  فتح الباري (10 /215-216).

([60])  فتح الباري (10 /216).

([61])  فتح الباري (10 /216).

([62])  زاد المعاد (4 /23-25).

([63])  سيأتي بيان ذلك في حديث فاطمة بنت المنذر  رضي الله عنها وهو الآتي.

([64])  نقلا عن تحفة الأحوذي (6 /242-243).

([65])  زاد المعاد (4 /27).

([66])  أخرجه بهذا اللفظ أي: بلفظ: "وشفاء سقم " أبي داود الطيالسي في المسند (1/ 364)، برقم: (459).

([67])  شرح مشكل الآثار(5 /112).

([68])  زاد المعاد (4 /27).

([69])  أخرجه النسائي في السنن الكبرى وقد تقدم توثيقه.

([70])  إرشاد الساري (12/ 445).

([71])  زاد المعاد (4 /27).

([72])  التمهيد (22 /227).

([73])  شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 456).

([74])  النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 507) مادة "شنن".

([75]) نيل الأوطار (1 /391).

([76]) تهذيب الأسماء واللغات (ج1/ق 2 / ص: 139).

([77]) الطب النبوي (ص: 306).

([78])  إرشاد الساري (1 /422).

([79])  المصدر نفسه (1 /422).

([80])  المصدر نفسه (1 /422).

([81])  شرح صحيح البخاري (1 /300).

([82])  شرح صحيح البخاري (1/ 300) بتصرف يسير.

([83])  التمهيد (13 /69-70).

([84])  نقلا عن شرح الزرقاني على موطأ مالك (4 /161).

**************

لائحة المصادر والمراجع المعتمدة:

الأذكار من كلام سيد الأبرار المسمى: حلية الأبرار وشعار الأخيار. ليحيى بن شرف النووي. تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط. مطبعة الملاح دمشق. 1391هـ- 1971مـ

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. لأبي العباس أحمد بن محمد الشافعي القسطلاني. ضبطه وصححه: محمد عبد العزيز الخالدي. دار الكتب العلمية  بيروت لبنان. ط1/ 1416هـ- 1996مـ.

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي. لأبي العلى محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المبارك فوري . أشرف على مراجعة أصوله وتصحيحه: عبد الوهاب عبد اللطيف. دار الفكر  (د. ت).

تفسير القرآن العظيم. لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي. تحقيق: سامي بن محمد السلامة. دار طيبة الرياض. ط2/1420هـ- 1999مـ.

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. لأبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي. (ج 22) تحقيق: سعيد أحمد أعراب. ط  1410هـ- 1990 مـ و (ج 13 ) تحقيق: محمد الفلاح . ط 1405هـ- 1984مـ. من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. المغرب.

تهذيب الأسماء واللغات. لأبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي. إدارة الطباعة المنيرية القاهرة. تصوير:  دار الكتب العلمية بيروت (د.ت).

الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قام بشرحه، وتصحيحه، وتحقيقه: محب الدين الخطيب، رقم كتبه، وأبوابه، وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، وقام بإخراجه، وأشرف على طبعه: قصي محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية القاهرة، ط1 /1400هـ .

الجامع الكبير. لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي . حققه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: د بشار عواد معروف. دار الغرب الإسلامي بيروت. ط1/1996مـ.

جزء في حديث: ماء زمزم لما شرب له. لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر . تحقيق وتعليق: كيلاني محمد خليفة. مؤسسة قرطبة (د.ت).

زاد المعاد في هدي خير العباد. لشمس الدين محمد بن أبي بكر  بن أيوب الزرعي الدمشقي المشهور بابن القيم الجوزية. حقق نصوصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط- عبد القادر الأرنؤوط. مؤسسة الرسالة بيروت. ط3/ 1418هـ- 1998مـ .

زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة. لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الكناني البوصيري. اعتنى بالتصحيح والتعليق عليه: محمد مختار حسين. دار الكتب العلمية. بيروت لبنان. ط1/ 1414هـ- 1993م ـ.

سنن ابن ماجه. لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه. حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: د. بشار عواد معروف. دار الجيل بيروت. ط1/ 1418هـ- 1998مـ .

سنن أبي داود. لأبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي. حققه، وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط- محمد كامل قرو بللي. دار الرسالة العالمية  سوريا. ط1/ (طبعة خاصة) 1430هـ- 2009مـ .

السنن الكبرى. لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي. تحقيق: محمد عبد القادر عطا. منشورات محمد علي بيضون  دار الكتب العلمية بيروت لبنان. ط2/  1424هـ - 2003م ـ.

السنن الكبرى. لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي. قدم له: د عبد الله بن عبد المحسن التركي. أشرف عليه: شعيب الأرنؤوط. حققه، وخرج أحاديثه: حسن عبد المنعم شلبي. مؤسسة الرسالة  بيروت. ط1/ 1421هـ - 2001مـ .

شرح الزرقاني على الموطأ وبهامشه سنن أبي داود السجستاني. لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني . المطبعة  الخيرية. 1310هـ.

شرح صحيح البخاري. لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك المعروف بابن بطال . ضبط نصه، وعلق عليه: أبو تميم ياسر بن إبراهيم. مكتبة الرشد الرياض . ط2/ 1423هـ- 2003مـ .

شرح مشكل الآثار. لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي. حققه، وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط. مؤسسة الرسالة بيروت. ط1/ 1415هـ- 1994مـ .

شروح سنن ابن ماجه . قدم له، وحققه: رائد بن صبري ابن أبي علفة. بيت الأفكار الدولية الأردن ط1 / 2007مـ .

صحيح مسلم بشرح النووي. حققه، وخرجه، وفهرسه: عصام الصبابطي – حازم محمد- عماد عامر. ط 1/ 1415هـ- 1994مـ .

صحيح مسلم. وفي طليعته: غاية الابتهاج لمقتفي أسانيد كتاب مسلم بن الحجاج للزبيدي. دار طيبة. الرياض. ط1/ 1427هـ-2006مـ.

الطب النبوي. لشمس الدين محمد بن أبي بكر  بن أيوب الزرعي الدمشقي المشهور بابن القيم الجوزية. كتب المقدمة، وراجع الأصل، وحققه، وأشرف على التعليقات: عبد الغني عبد الخالق. وضع التعاليق الطبية: د عادل الأزهري. وخرج الأحاديث: محمود فرج العقدة. دار الفكر بيروت. (د.ت).

فتح الباري شرح صحيح البخاري. لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني. رقم كتبه، وأبوابه ، وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي. دار السلام الرياض. ط1 /1421هـ- 2000 مـ .

المستدرك على الصحيحين. لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري مع تضمينات الإمام الذهبي في التلخيص والميزان، والعراقي في أماليه، والمناوي في فيض القدير، وغيرهم من العلماء الأجلاء. دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية بيروت. ط 2 / 1422 هـ- 2002مـ .

مسند أبي داود الطيالسي. لسليمان بن داود بن الجارود الطيالسي. تحقيق: د محمد بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر ط1/ 1419هـ- 1999م ـ.

مسند أبي يعلى الموصلي. لأحمد بن علي بن المثنى التميمي المعروف بأبي يعلى الموصلي . حققه وخرج أحاديثه: حسين سليم أسد. دار الثقافة العربية دمشق – بيروت. ط2 /1412هـ- 1992مـ .

مسند أحمد . لأحمد بن حنبل. (ج 23) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط- عادل مرشد- سعيد اللحام. مؤسسة الرسالة بيروت. ط1/ 1419هـ- 1998مـ .

الموطأ . لمالك بن أنس -رواية يحيى بن يحيى الليثي-. حققه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: د بشار عواد معروف. دار الغرب الإسلامي  بيروت . ط2/ 1417هـ- 1997مـ .

النهاية في غريب الحديث والأثر. لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري. تحقيق: طاهر أحمد الزاوي- محمود محمد الطناحي. دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان. ط1 /1383هـ- 1963مـ .

نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار. لمحمد بن علي الشوكاني. قدم له، وحققه، وضبط نصه، وخرج أحاديثه وآثاره، وعلق عليه، ورقم كتبه، وأبوابه، وأحاديثه: محمد صبحي بن حسن حلاق. دار ابن الجوزي الرياض. ط1/ 1427هـ .

*راجع المقال: الباحث: محمد إليولو، والباحث: زكريا سليماني

Science

دة. خديجة أبوري

  • أستاذة باحثة مؤهلة بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق