يشيعُ على ألسنة الناسِ ضمُّ لامِ اللّبس للدّلالَة على الخَلط والاشتباه، والحقيقةُ أنّ اللُّبْسَ بضمِّ اللاَّم مصدرُ لقولنا لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَسه لُبْساً، بكسرِ الباءِ في الماضي وفَتْحها في المُضارِع؛قال الله تعالى: «وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ» [جزء من الآيَة 31 من سورَة الكَهْف].أمّا اللَّبْسُ بفَتح اللاَّم فهومَصدرُ قَولنا: لَبَسْت عليه الأَمرَ أَلْبِسُه لَبْساً، بفتح الباءِ في الماضي وكسرِها في المُضارِع، أي خَلَطْتُه عليه حتّى لا يعرفَ جهتَه، قالَ الله تعالى: «ولَوْ جَعَلْناهُ مَلَكًا لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسونَ» [الأنعام:9].أمّا كسرُ لام الِلّبس، فبمَعْنى اللُّبْسِ بالضّمّ؛ قالَ حُمَيدُ بنُ ثَورٍ يصفُ فرَساًخَدَمَتْه جَواري الحيِّ:
فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ /// بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما
وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس، واللِّبْسَةُ حالة من حالات اللُّبْس ولَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدةً.
وعليْه وجبَ التّنبيه على الفرْق بينَ اللَّبْس واللُّبْس، وبين لَبَسَ يَلْبِسُ ولَبِسَ يَلبَسُ.
جزيتم خيرا و وقيتم شرا على التوضيح شيخنا المقتدر
لبس زيد ثوبه كفرح ***مصدره بالضم جا متضحا
و لبس الأمر بمعنى اختلط***مصدره بالفتح خذ لا شططا