مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

العواصم من القواصم للقاضي أبو بكر بن العربي: ت543ھ

المؤلف هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المَعَافِري الإشبيلي المالكي، ولد بإشبيلية سنة 468ھ في بيت علم وجاه ورياسة، بلغ من العلم والأدب شأوا عظيما فكان مفخرة المغرب بلا منازع، وما خلفه من علم يتحدث عن تلك المرتبة المنيفة، فقد سقى الله به الأندلس، بعد ما أجدبت من المعارف. يقول عن نفسه:” كل من رحل لم يأت بما أتيت به أنا والباجي”[2] فهو ممن بلغ درجة المجتهدين والمحققين، وقد أثنى عليه الشيوخ والتلاميذ، وعلماء هذه الأمة، لما عاينوه من جليل قدره، وعظم فضله على العلم وأمة الاسلام.
أخذ عن أجلة شيوخ مراكز العلم التي رحل إليها، فتجمع له من الشيوخ الذين أخذ وروى عنهم، ما ضمنه في معجم شيوخه، الذي رواه عنه تلميذه أبو بكر بن خير الاشبيلي[3]. ومن أهم هؤلاء: والده أبو محمَّد عبد الله بن محـمد بن العربي، وخاله أبو القاسم بن عمرو الهوزني، وأبو عبد الله محمد بن موسى بن عمار الكلاعي، و أبو عبد الله محمد بن علي المازري التميمي، والفقيه المالكي أبو بكر الطرطوشي، و أبو حامد الغزالي، وغير هؤلاء كثير.
ومن أهم تلاميذ القاضي ابن العربي: ابنه أبو محمد ابن العربي، وابن بشكوال[4]، و أبو عبد الله وأبومحمد المعروف بابن الفرس[5]، والقاضي عياض [6]، و الشيخ أبو الحسن علي بن حِرْزِهِم (ت560هـ)[7].
من مصنفاته:
–    أحكام القرآن، وأحكام القرآن الصغرى.
–    أنوار الفجر[8].
–    قانون التأويل.
–    الناسخ والمنسوخ.
–    عارضة الأحوذي في شرح الترمذي.
–    شرح الحديث.
–    الأحاديث المسلسلات.
–    كتاب مصافحة البخاري ومسلم.
–    الدواهي والنواهي.
–    الأمد الأقصى بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
–    رسالة الغرة [9].
–    كتاب المتوسط في معرفة صحة الاعتقاد، والردُّ على من خالف السنة، وذوي البدع والإلحاد، مازال مخطوطا ، توجد منه نسخة بالخزانة الوطنية بالرباط تحت رقم 2963ك.
–    كتاب المقسط في شرح المتوسط.
–    – سراج المريدين في سبيل المهتدين, كاستنارة الأسماء والصفات في المقامات والحالات الدينية والدنيوية، بالأدلة العقلية والشرعية القرآنية والسنية.
–    تفصيل التفصيل بين التحميد والتهليل.
–    كتاب المحصول في أصول الفقه.
–    الإنصاف في مسائل الخلاف.
–    المسالك في شرح موطأ الإمام مالك.
–    القبس على موطأ مالك بن أنس.
–    العواصم من القواصم.
موضوع الكتاب ومحتواه:
هو مصنف في أصول الدين، جليل القدر، كثير النفع، طبع بالنزعة النقدية والردود القوية على المتكلمين في الدين بالباطل، ودحض افتراءاتهم نصرة وإعلاء للدين الحق، سلك ابن العربي في مؤلفه هذا المنهج النقدي القائم على عرض القاصمة الهدامة لأصحاب الآراء العقدية المنحرفة أو المغالية، ثم الرد عليها بعاصمة تعصم من خطرها، وقد أظهر الإمام من خلال ردوده منهجه الأشعري واضحا.
ومحتوى الكتاب على وجه الإجمال هو مباحث عدة في:
–     التوحيد وعلم الكلام، ويمثل الجزء الأكبر من مجموع محتوى الكتاب.
–     الكلام عن الصحابة وفضلهم ورد المطاعن التي وجهت إليهم، وقد بلغ الغاية في تبيين محاسن أولئك الأخيار رضي الله عنهم وأرضاهم.
–    الكلام في نزول القرآن على سبعة أحرف.
–     خاتمته الكلام في ما يجب على المرء أن يجتهد في تحصيله من العلوم، وذكر الضابط في ذلك.
 طبعاته:
نشر الشيخ عبد الحميد بن باديس الكتاب في جزئين الأول سنة 1347هـ والثاني سنة 1348، ، واعتمد في ذلك على نسخة وحيدة مخطوطة بجامع الزيتونة بتونس، وعن هذا الكتاب أخذ الشيخ محب الدين الخطيب الجزء الثاني منه، وهو في الكلام عن الصحابة، ابتداء من صفحة 98 إلى صفحة 193، ونشره منفصلا بعنوان ” العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي” معتمدًا في ذلك على مطبوعة ابن باديس فقط، وذلك للمرة الأولى سنة 1371هـ ثم توالت الطبعات عن هذه الطبعة نفسها.
نشر الأستاذ الدكتور “عمار طالبي” الأستاذ بكلية الآداب جامعة الجزائر، ورئيس قسم الفلسفة آنذاك.الكتاب بعد ذلك كاملًا في قسمين:
– القسم الأول: دراسة لآراء أبي بكر بن العربي الكلامية، ونقده للفلسفة اليونانية.
– القسم الثاني: النص الكامل والصحيح للمرة الأولى لكتاب: “العواصم من القواصم”.
نشر الأستاذ محمود مهدي الإستنابولي، طبعة الشيخ محب الدين الخطيب نفسها محتفظًا بتعليقات الشيخ الخطيب كاملة، إلا أنه زاد عليه في التعليق فقط في إثبات بعض التحقيقات الحديثية والتاريخية.

 

                                                                           إعداد الباحثة: إكرام بولعيش

 

الهوامش:

[1] ترجمته في وفيات الاعيان 4/296 رقم 626، والصلة لابن بشكوال 531- 632 «تاريخ قضاة الأندلس» ص 105. ونفح الطيب 1/340 والمغرب في حلى المغرب 1/ 249 وجذوة الاقتباس 160 والديباج المذهب 281 والوافي بالوفيات 3/ 330، وسلوة الانفاس 3/ 198 وبرنامج القرويين 49-50، تاريخ الفكر الأندلسي تأليف آنخل جنثالث بالنثيا، نقله عن الاسبانية الدكتور حسين مؤنس، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الثانية، 1429هـ/2008م، ومقال لحسين مؤنس بصحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد بعنوان الجغرافية والجغرافيون  في الأندلس، ص:7 ومابعدها، المجلد الحادي عشر والثاني عشر مدريد 1963م/1964م،.
[2] أزهار الرياض،  ج: 3، ص: 63
[3] فهرسة ابن خير،ص:166
[4] ترجمته في: شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 4/ 261. ووفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 217، ومعجم شيوخ الصدفي: 82 والتكملة: 304 والديباج المذهب: 114. تذكرة الحفاظ 4/ ترجمة 1097.
[5] الديباج المذهب 218. وبغية الوعاة 315 وفي قضاة الأندلس 110،و في التكملة لابن الأبار 651.
[6] قلائد العقيان: 222، الصلة 2 / 453، 454، بغية الملتمس رقم 1269، إنباه الرواة 2 / 363، 364، التكملة لابن الابار: 694، معجم ابن الابار: 306 – 310، وفيات الأعيان 3 / 483 – 485.
[7] سُلوة الأنفاس 3/ 90-94، و التشوف إلى رجال التصوف لابن الزيات التادلي، ص: 137.
[8] كان يشيد بأهميته في مختلف كتبه، وذكر أنه ألفه في مدة عشرين عامًا، وأن به ثمانين ألف ورقة، ولم يصل إلينا شيء، وقد ذكره المقري في “نفح الطيب”: 2/ 242.
[9] كتبها ابن العربي ردًّا على رسالة لابن حزم تسمى “برسالة الدرة في الاعتقاد”.انظر: “العواصم من القواصم: ص: 266- طبعة د. عمار طالبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق