مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

العلامة أحمد بن الحاج العياشي سكيرج (1295-1363ھ/1878-1944م)

هو الشيخ الإمام، الفقيه العلامة الهمام، المحقق المشارك، العارف بالله تعالى، المقدم البركة المبجل، أبو العباس سيدي الحاج أحمد بن الحاج العياشي بن الحاج عبد الرحمن سكيرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي المالكي مذهبا، التجاني مشربا، الفاسي أصلا، السطاتي قضاء ومسكنا، المراكشي مدفنا…[1]

مغربي من أهل الطريقة التجانية، ولد بفاس في ربيع الثاني عام 1295ھ، وتربى في حجر والديه تربية حسنة، فحفظ القرآن الكريم وتخرج بالقرويين واندرج في طبقة المدرسين بها من عام 1312ھ، ثم انتقل لطنجة أواخر سنة 1328ھ،[2] ثم ولي نظارة الأحباس (الأوقاف) بفاس، فقضاء مدينة وجدة، فثغر الجديدة، فقضاء مدينة سطات.[3]

شيوخه: 

اهتم العلامة أحمد بن الحاج العياشي سكيرج اهتماما بالغا بتراجم شيوخه الذين أخذ عنهم العلم والمعرفة منذ صباه، فاعتنى بجمع أخبارهم وأقوالهم، وذكر مقاماتهم وأحوالهم، مع ما يضاف إلى ذلك من مواعظهم الحميدة، ونصائحهم السديدة، وكتابه “قدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ” خير شاهد على هذا الاعتناء الكبير، فقد ضم بين طياته عشرات من الإجازات والأسانيد الموثوقة العالية، فتمسك- رحمه الله تعالى- بالطريقة التجانية على يد كثير من العلماء والمقدمين، كالعارف بالله سيدي أحمد العبدلاوي- قدس الله سره- وأجازه فيها الإجازة العامة عدد كثير من شيوخها كالعارف المذكور، وسلطان المقدمين سيدي محمد بن العربي العلوي الزرهوني، والمقدم البركة الشريف سيدي الطيب بن أحمد السفياني، والشريف الجليل سيدي محمد الكبير بن سيدي محمد البشير التجاني وأخيه الشريف النبيل سيدي محمد البشير التجاني، وخاتمة المحققين سيدي الحاج مَحمد- فتحا- بن عبد السلام كنون والعلامة حميد بناني وغيرهم…[4]

تلامذته:

من تلامذته- رضي الله عنه- محمد الحافظ المصري الذي قال في حقه: “ما رأيت من بورك له في حياته وزمانه كسيدي الحاج أحمد سكيرج، فإنه كان يرعى أموره الدنيوية والزراعية بنفسه، مع قيامه بالقضاء والاجتماعات الدينية وإلقاء العظات التي يلين لها الصخر، والإصلاح بين الناس، والرد على الاستفتاءات التي كانت ترد عليه من أقطار العالم الإسلامي برسائل كل واحدة منها تصلح أن تكون مؤلفا مستقلا كافيا في موضوعه، وهذا شيء لا نستطيع حصره فإن أصحابه الآخذين عنه كثرة، وهو من كبار العلماء والأدباء…، ويضيف تلميذه قائلا: إن فحول العلماء انتفعوا بسيدي سكيرج بملاقاته ومكاتبته وتآليفه في العالم الإسلامي كله من عرب وهنود وأتراك…”.[5]

كما تتلمذ عليه- رحمه الله تعالى- العلامة الحاج إدريس بن العابد العراقي، وسيدي إبراهيم بن عبد الله إنياس الكولخي وغيرهم كثير…

مؤلفاته:

أما مؤلفاته فهي تشمل فنونا مختلفة من سيرة وحديث ولغة وتاريخ وتراجم، وقد خصص حيزا هاما من مؤلفاته للدفاع عن الطريقة التجانية، وهي كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

– “كشف الحجاب عمن تلاقى مع التجاني من الأصحاب” وذيله: “رفع النقاب بعد كشف الحجاب” وكلاهما في ذكر متصوفة التجانية.

– “الرحلة الحبيبية الوهرانية”: ذكر فيها أنه كان بطنجة سنة 1329ھ، ووصل إلى مستغانم وتلمسان وعاد إلى فاس، وضمنها تراجم بعض من لقيهم.

– “رياض السلوان في تراجم من اجتمعت بهم من الأعيان”: قال ابن سودة فيه: “ترجم فيه لنحو ألفي فاضل من أهل عصره.

– تيجان الغواني في شرح جواهر المعاني

– السر الباهر بما انفرد به الجامع عن الجواهر

– الإيمان الصحيح في الرد على مؤلف الجواب الصريح

– جناية المنتسب العاني فيما نسب بالكذب للشيخ التجاني

– القول المصيب في بيان ما خفي على مدير جريدة الفتح محب الدين الخطيب

– الكوكب الوهاج لتوضيح المنهاج… إلى غير ذلك من الكتب.[6]

– وله نظم كثير منه قصيدة مطلعها:

رحلت عن الأحباب شوقا لأحباب   وودعت أصحابا وجئت لأصحاب

وفاته

توفي مترجمنا- رحمه الله تعالى- يوم السبت 23 من شعبان عام 1363ھ بمراكش ودفن بضريح القاضي عياض.[7]

 الهوامش:

[1] الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط17، 2007م، 190/1.

[2] الأدب العربي في المغرب الأقصى، محمد بن العباس القباج، ط1، 1347ھ-1929م، 128/1، الترجمة رقم: 56.

[3] الأعلام، خير الدين الزركلي، 190/1.

[4] رفع النقاب بعد كشف الحجاب فيمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، أحمد بن الحاج العياشي سكيرج، ط1، 1390ھ-1971م، 5/3.

[5] علماء الطريقة التجانية بالمغرب الأقصى، أحمد بن عبد العزيز بنعبد الله، د.ط، ص: 18.

[6] المصدر السابق، ص: 18.

[7] رفع النقاب بعد كشف الحجاب فيمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، أحمد بن الحاج العياشي سكيرج، 5/3.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق